الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

شتاء الطوابير..والمواطن لا يزال يبحث عن معشوقته الزرقاء

الاقتصاد اليوم:

ازدحام وطوابير وسيناريو يتكرر في كل عام على مراكز توزيع اسطوانات الغاز المنزلية، ورغم نفي الجهات الحكومية عن وجود أي أزمة أو أنه سيتم تداركها من خلال رفع الإنتاج اليومي إلى نحو 45 ألف أسطوانة في دمشق وريفها بعد أن كانت نحو 25 ألفاً، إلا أن هذه الوعود لم تؤتي أكلها حتى هذه اللحظة، حيث تعيش دمشق وريفها أزمة حقيقية لنقص هذه المادة، وبات المواطن في ظل النقص الحاد لهذه المادة، “يدلل” اسطوانة الغاز خوفا من أن تفرغ وتلقي به على طوابير الانتظار، وسماسرة السوق السوداء، فعملية البحث عن “المعشوقة الزرقاء” باتت مسألة في غاية الصعوبة، لدى معظم المواطنين.

لأزمة الغاز أسباب عديدة ومتكررة، أول هذه الأسباب اعتماد المواطنين عليها في التدفئة ويأتي ذلك في ظل رفع أسعار المازوت عدة مرات ما دفعه للخروج من خانة التدفئة لدى الكثير من الأسر.

كما يمكن القول بأن سوء التخطيط أهم أسباب هذه الأزمة، فكان على وزارة النفط أن تعي بأن رفع سعر المازوت رغم توفيره في المدن فقط دون الريف من شأنه أن يقلل الطلب عليه من قبل المواطنين، حيث أن سعر 200 ليتر مازوت تصل إلى 20 ألف ليرة، وفي ظل صعوبة الأوضاع الاقتصادية لمعظم المواطنين فقد استغنى الكثير منهم عن التدفئة على المازوت واتجهوا للبدائل الأرخص وهي الحطب والغاز، ولكن أيضا الحطب وبعد تجارب مريرة خلال الشتاء الماضي، ونتيجة التلاعب بوزنه وغشه ورفع سعره فإن الكثير من المواطنين عزفوا عن استخدامه في التدفئة، وخاصة أنه يشكل خطرا صحيا كبيرا على الأسرة، لذا لم يكن أمام المواطن إلا الغاز للحصول على التدفئة، ويأتي ذلك في ظل انقطاع الكهرباء، أي شطب الكهرباء من خانة التدفئة أيضا.

هذا الأمر رفع الطلب على مادة الغاز المنزلي، رغم أن سعرها الرسمي ليس /2800 ليرة/، ولكن مع دخول أزمة الغاز أسبوعها الأول أصبح سعر الأسطوانة حاليا 4 آلاف ليرة في السوق السوداء، واشتكى الكثير من المواطنين بأنه رغم صعوبة الحصول على اسطوانة الغاز، ورغم أنهم يلجؤون لشرائها من السوق السوداء، إلا أن هناك تلاعب كبير في الوزن، حيث يأتي نصفها فارغ، وهذا ما أكده أحد بائعي الغاز والذي يقوم بتعبئة الغاز للمواطنين، حيث أكد أنه يشتري اسطوانة الغاز من السوق السوداء بسعر 3800 ليرة، ويقوم تعبئة “سفيري غاز” فقط من كل أسطوانة، مما أجبره على رفع سعر تعبئة “سفير الغاز” إلى ألفي ليرة بعد أن كانت نحو 1200 ليرة مؤخرا.

المشهد حاليا هو كالتالي: أزمة على البنزين وأزمة على الغاز وأزمة على المازوت في ريف دمشق خاصة، والطوابير تتطاول أكثر فأكثر، والمواطن لا يعلم بأي طابور يقف، فهل يقف في طابور الغاز للحصول على الغاز أم في طابور البنزين أم في طابور المازوت؟..ربما هذا الشتاء هو شتاء الطوابير!.

 في ريف دمشق الوضع أصعب بكثير عما هو في المدينة، فتوزيع الغاز والمازوت والبنزين يكون مزاجيا، ووفقا للواسطة والمعارف والأقارب، فتوزيع الغاز، يكون على مبدأ “غط الحمام طار الحمام”، وتوزيع المازوت يكون على الأرقام التي تضعها المجالس المحلية، وهناك استثناءات كثيرة تعطى لأقارب لجنة المحروقات وأعضاء المجلس المحلي وأقاربهم وأقارب أقاربهم وجيرانهم، ويبقى المواطن العادي والمهجر والفقير والمعتر، ينتظر لكي يأتي رقمه ليحصل على حصته من المازوت الذي لا تتجاوز 100 ليتر، وفي حال جاء رقمه فعليه أن ينتظر شتاء أخر لكي يأتي رقمه مرة أخرى ويحصل على 100 ليتر أخرى، أي أنه في ريف دمشق المواطن حصته من المازوت طيلة الشتاء فقط 100 ليتر مازوت ، مع الإشارة إلى أن ريف دمشق هي أبرد من دمشق إلا أن توزيع المازوت فيها يكون وفق اعتبارات فرديه فقط.

وهنا يطالب مواطنون من ريف دمشق أن تتحرك محافظة ريف دمشق ووزارة النفط بأهمية زيادة الكميات المخصصة لريف دمشق من مازوت التدفئة، وأن يتم محاسبة المقصرين والفاسدين في لجان المحروقات والمجالس البلدية، وكذلك فتح مراكز تابعة للقطاع العام لتوزيع الغاز والمازوت عبرها وتسيير سيارات لتوزيعها على المواطنين، بدلا من ترك المواطن يعيش تحت رحمة القطاع الخاص والمتاجرين والسوق السوداء،.

المصدر: سينسيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك