الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

شمل 26 سلعة محلية…ملخص بحث عن الميزة النسبية في السلع التصديرية السورية

الاقتصاد اليوم:

لا يخفى على أحد أن السلع السورية المحلية، كانت تتمتع بميزة نسبية كبيرة، قبل بداية الحرب الظالمة على سورية، وخاصة بما يتعلق بالسلع الزراعية والمنتجات القطنية كالألبسة، إلا أن ظروف الحرب أثرت بشكل بالغ على هذه الميزة، وخاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج والحصار الاقتصادي الجائر المفروض على الاقتصاد السوري منذ العديد من السنوات.

الباحث الاقتصادي إيهاب اسمندر ملخص بحث عن الميزة النسبية في السلع التصديرية السورية، حيث بين غلى أنه لا بد من الإشارة أولاً إلى بعض المصطلحات المتعلقة بمفهوم الميزة والتمييز بينها (الميزة المطلقة، الميزة النسبية، الميزة النسبية الظاهرة).

الميزة المطلقة تنسب إلى الاقتصادي الإنكليزي آدم سميث (1776)، الذي كان يبحث عن أهمية التقسيم الدولي للعمل، بتخصص كل دولة بإنتاج السلع التي تنتجها بتكلفة أقل من غيرها من الدول (ما يعني أنه إذا كان لدينا دولتين تستهلكان نفس الكمية من عوامل الإنتاج فإن الدولة التي تنتج مخرجات إنتاج بكمية أكبر هي التي تمتلك ميزة مطلقة في إنتاج السلعة وهي التي يجب أن تتخصص في إنتاجها ومبادلتها مع غيرها من الدول)، واعتبر سميث أن ذلك سيزيد من كفاءة الإنتاج ويزيد من الإنتاج العالمي للسلع، وسيؤدي إلى تخفيض التكاليف وزيادة الرفاهية في حال كان التبادل حراً.

أما الميزة النسبية فتعود للاقتصادي الإنكليزي أيضاً ديفيد ريكاردو (1772) الذي أشار إلى أنه حتى في حال وجود دولة تتمتع بميزة مطلقة في إنتاج العديد من السلع فإن هذا لا يعني تخصصها بجميع هذه السلع وتوقف التبادل الدولي لديها في هذه المنتجات، بل البحث في التخصص بالسلعة التي تكون تكلفتها أخفض ما يمكن في قائمة إنتاج هذه الدولة للسلع والتخصص بها لأن ذلك سيزيد من وفورات الإنتاج لهذه السلعة في الدولة المعنية ويقلل الأسعار ويعطي فرصاً للدول الأخرى بزيادة التخصص في سلع أخرى وإنتاجها بكفاءة عالية تؤدي إلى خلق مصلحة بين مختلف الدول عند تبادل هذه السلع، أي أن الميزة النسبية تقوم عندما تكون النسبة بين تكلفة إنتاج سلعة معينة في بلد وتكلفة إنتاجها في البلد الآخر أقلّ ما يمكن.

الميزة النسبية الظاهرية: هي مؤشر كمي يقيس القدرة التنافسية لمنتج محلي معين في السوق العالمية لهذا المنتج،  وضعه الاقتصادي بورتر في عام 1991، ويعطى بالعلاقة:

RCAij =(XI/XIT)/(XW/XWT)
حيث:

RCA: الميزة النسبية الظاهرية (Revealed Comparative Advantage).

XI: صادرات البلد المعني من السلعة.

XIT: الصادرات الكلية للبلد المعني.

XW: الصادرات العالمية من السلعة.

XWT: الصادرات العالمية الكلية.

عنـدما يأخـذ هـذا المؤشر قيمة أكبر من واحد صحيح يدل ذلك على تمتع هذه الصناعة بميزة نسبية والعكس صحيح، ويعتمد المؤشر على بيانات الصادرات فقـط، ذلك أن الصادرات تعطي اختباراً صادقاً للقدرة التنافسية للصناعات المحلية.

حساب المؤشر على السلع التصديرية السورية

بحساب هذا المؤشر لأهم 26 سلعة تصديرية في سورية في السنوات الأخيرة، نحصل على الجدول التالي:

المصدر: حساب الباحث، قاعدة بيانات ITC.

–    من أصل 26 سلعة مدروسة لم يقل عدد السلع التي تحصل على ميزة نسبية ظاهرة عن 20 سلعة في عام 2014 وكان العدد قد وصل إلى 23 سلعة في عام 2012، أي أنه وسطياً خلال الفترة المدروسة تحوذ 80% من السلع التصديرية السورية على ميزة نسبية ظاهرة.

–    معظم السلع السورية ذات الميزة النسبية هي من فئة المنتجات التي تقل فيها التكنولوجية العالية، وبذلك فهي مستهلكة لكم كبير من عوامل الإنتاج ورأس المال البشري والمادي مما قد يؤثر على حجم الفائدة الاقتصادية بعيدة المدى منها.

–    حافظت مجموعة من السلع على ميزتها النسبية الظاهرة في جميع سنوات السلسلة (ملح الكبريت والأحجار، القطن، الفاكهة والمكسرات، الخضراوات، الحيوانات الحية، الملابس المصنرة، الملابس غير المصنرة، الخيوط الصنعية، القهوة والشاي، الألمنيوم ومصنوعاته، المنتجات الحيوانية والنباتية، الأحذية، المواد من حديد وصلب، الصابون، منتجات الألبان، محضرات الخضر والفواكه، محضرات الحبوب والدقيق).

–    السلع التي لم تمتلك فيها سورية ميزة نسبية ظاهرة في أي من أعوام السلسلة (الآلات الكهربائية، الآلات والأجهزة الميكانيكية).

–    بعض السلع فقدت ميزتها النسبية في السنوات الأخيرة (الوقود المعدني، السجاد وأغطية الأرضيات، اللدائن ومصنوعاتها).

–    تتذبذب الميزة النسبية لبعض السلع بشكل كبير بين عام وآخر لا سيما في سلع ( السكريات، منتجات الصيدلة، السجاد وأغطية الأرضيات).

–    السلع التي تطورت ميزتها النسبية بشكل واضح (الجلود الخام، النحاس ومصنوعاته).

–    من الناحية العلمية، فإن امتلاك سلعة لميزة نسبية ظاهرية لا يعني تحقيق مكاسب تلقائية من تبادل هذه السلعة على الصعيد الدولي لأن الأمر مرتبط بعوامل أخرى (تكلفة عوامل الإنتاج، إمكانية النفاذ إلى الأسواق، الابتكار).

–    هناك سلع تصديرية سورية حسب الجدول السابق تمتلك ميزة نسبية ظاهرة في سوق عالمي متضيق، مما سيقلل الفائدة من هذه الميزة على المدى الطويل وهي (القطن، الجلود الخام).

–    حسب الدراسة جميع السلع المتبقية ذات الميزة النسبية الظاهرة تنمو تصديرياً بمعدل أقل من نمو الصادرات الدولية لتلك السلع؛ مما يدل على فوات منافع تتطلب تشجيع الإنتاج من هذه السلع، زيادة القيمة المضافة والتقانة والابتكار لرفع معدل الإنتاجية، وتحسين فرص النفاذ إلى الأسواق بما في ذلك طريق النقل.

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك