الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

صحوة متأخرة مئة بالمئة..الحكومة تخفض الصرف 50 بالمئة على القرطاسية والضيافة

الاقتصاد اليوم:

رغم سنوات الحرب، التي أجبرت السوريين على شد أحزمة بطونهم إلى حدود لم يعشوها أبداً وخاصة أن بلادهم بلاد خير وتعرف ببلد الفقير بحيث يستطيع أي انسان العيش فيها على “قد بساطه”، لكن ذلك لم يمنع مسؤولو الحكومات التي تعاقبت على إدارة أزمة البلاد الاقتصادية إلى العيش بالرفاهية والبحبوحة التي كانت قبل سنوات الحرب، وكأنها لم تمر عليهم أو على جيوبهم طالما الدفع سيكون من الخزينة العامة أو من عطايا مناصبهم الأبهة، فالمرافقة وموكب السيارات استمرت لهم ولعائلتهم ولم تتبدل تبديلا، كما لا يطرأ على فخامة الاجتماعات والمؤتمرات أي طارئ، من دون أن عكس دسامة المصاري على نتائجها، بحيث دائما ما تكون كلام بالكلام بلا زبدة ولا ما يحزنون، حيث تملأ صفحات الجرائد وشاشات التلفاز وتتنهي السيرة والسلام.

واليوم بعد دخول الحرب عامها التاسع تحاول تغير الحكومة الحالية هذا الواقع عبر إصدار توجيه بتخفيض الصرف بنسبة 50% من الاعتمادات المخصصة لمواد القرطاسية والمطبوعات والأدوات المكتبية والدعاية و الضيافة والمؤتمرات، ليحدد نطاق تطبيق هذا التوجيه في الجهات العامة ذات الطابع الإداري، وما يقابلها في حسابات الجهات العامة ذات الطابع الاقتصادي في الموازنة العامة للدولة للسنة المالية 2019.

وهنا لا يمكن نكران أهمية إصدار هذا التوجيه، وأن جاء متأخراً لكن أن تأتي خيراً من أن لا تأتي أبداً، فأحيان تشعر أن بعض المؤسسات تحولت إلى مدارس فعلاً عند النظر إلى كمية القرطاسية الموزعة، في حين يحضر حاتم الطائي إلى ذهن كل من يشاهد الضيافة الأبهة عند بعض الوزارء أو المدراء أو حتى أثناء عقد الاجتماعات، لتبقى الطامة الكبرى في حجم الأموال الكبيرة المصروفة لإقامة ندوات ومؤتمرات غالباً ما تكون نتائجها صفرا على الشمال ولا سيما بعد إيداع توصياتها في الادراج في هدر واضح للمال العام ووقت وجهود المشاركين فيها.

اذاً الحكومة اتخذت قراراً حكيماً لكن يبقى تأثيره رهن التنفيذ والتطبيق على الأرض، بحيث يضمن في الحد الأدنى شعور المسؤولين بحالة التقشف التي يطالبون المواطن عيشها أو على الأقل الاتجاه نحو خطة تدبيرية وتوفيرية ضمن الإمكانات المتاحة والنزول من البروج العاجية إلى الواقع الفعلي الذي يعيشه كل مواطن سوري حالياً لعل وعسى يضمن ذلك إيجاد وصفة مضمونة النتائج تضمن إنقاذ الاقتصاد المحلي من وضعه الراهنة تمهيدا لنقل المواطنين إلى بر الأمان الاقتصادي وعيش حياة بخدمات لائقة ولن نقول لا سمح الله “فايف ستار”.

سينسيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك