الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

صناعة الدواجن فوضى وتخبط.. والفروج التركي يغزو موائدنا !

الاقتصاد اليوم:

إذا ارتفعت أسعار الفروج، احتج المستهلك غير القادر على النظر لأبعد من هذه الطيور البيضاء في ظل الأسعار الجنونية للحوم والأسماك، وإذا انخفضت أسعاره، صرخ المنتجون والمربون، وأطلقوا الاتهامات لهذه الجهة أو تلك وليحمّلوها المسؤولية، وبأنها تريد إفلاس المربين، وخاصة الصغار من حيث مساحة التربية، وليس غير ذلك.

للوقوف على حقيقة أوجاع وهموم العاملين في قطاع الدواجن، وخاصة في هذا الوقت بالذات، نظمت غرفة زراعة حمص ندوة حوارية، شارك فيها طلال البرازي محافظ حمص، والمهندس أحمد قاديش معاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي، ونديم العلي رئيس مكتب الفلاحين الفرعي، ومحمد كشتو رئيس اتحاد غرف الزراعة السورية، ونزار سعد الدين رئيس لجنة الدواجن، والدكتور وهيب مقداد عضو رابطة طب الدواجن، ومديرا التجارة الداخلية وحماية المستهلك والزراعة في حمص.

أوجاع وهموم

أحمد كاسر العلي عضو مجلس الشعب ورئيس غرفة زراعة حمص، أوضح أن الهدف من الندوة هو التواصل مع العاملين في قطاع الدواجن، والاستماع إلى أوجاعهم وآلامهم ومحاولة البحث مجتمعين عن حلول ومقترحات، نستطيع من خلالها تذليل المصاعب والنهوض بهذه الصناعة وسط كل التحديات التي تواجهها.

انتشار عشوائي

د.الياس الدروبي “مربٍ”، طالب بلحظ مساحات من أجل إقامة المشاريع الاقتصادية في المخططات التنظيمية، ومنها المداجن، واعتبار القرية وحدة إدارية مستقلة، وهذا يساهم في ترخيص ما هو غير مرخص والذي نما، وانتشر بشكل عشوائي وغير منظّم، والترخيص ضروري من أجل الاستفادة من القروض وغيرها من المزايا.

دعم المؤسسة العامة للدواجن

د.أحمد عمران رئيس فرع نقابة الأطباء البيطريين في حمص، أشار إلى الإجراءات الإسعافية التي قامت بها الحكومة تجاه هذا القطاع من أجل الاستمرارية وإلى انعكاسات ارتفاع أسعار الأعلاف نتيجة قلة الاستيراد على العملية الإنتاجية، ورأى ضرورة أن تكون المؤسسة العامة للأعلاف شريكاً، وكذلك الخزن والتسويق (السورية للتجارة).

كما طالب بدعم المؤسسة العامة للدواجن، وتسهيل حركة النقل بين المحافظات لمنتجات الدواجن، وتسهيل المرور جمركياً، ومنح قروض للمداجن المتعثرة، وتصدير الفائض، ودعم وترخيص المسالخ، وتعويض المتضررين نتيجة الأحداث، وتفعيل سوق الدجاج في حمص من أجل تأمين المستلزمات.

فروج مجهول المصدر

د.فراس صافي “طبيب بيطري ومربٍ”، طرح تساؤلاً حول وجود فروج في الأسواق المحلية مجهول المصدر والهوية، فمن أين أتى، ومن أدخله وكيف؟.

تسوية أوضاع المداجن

بديع حبابة “مربٍ”، طالب بتسهيل إجراءات منح القروض، وأن تكون لمدة عام على الأقل، واعتبار المنشأة هي الضامن بدل الكفيلين، وتسوية أوضاع المداجن القائمة قبل صدور المخططات التنظيمية، ونقص الأدوية، وارتفاع أسعارها، واستمرار دعم الدواجن بالدورات العلفية.

المشكلة في حماة

عمران السمرة “مربٍ”، أكد أن التهريب موجود والمعابر مفتوحة ولأسماء محددة، ومشكلة الفروج تأتي من هذا المنغص الذي يدخل مجمداً من تركيا عبر إدلب المجاورة لحماة، وكذلك المفاقس موجودة في حماة، وتكاليف المعابر تنعكس على المواطن والمربي، وطالب بأن يتم التسويق من خلال موزعين يحملون سجلاً تجارياً.

خفض التكاليف

م.كمال السعيد من منشأة دواجن حمص، قال: لابد من العمل على خفض التكاليف عبر ثقافة استهلاكية يعتاد عليها المواطن، وتغيير نمط الاستهلاك وذوق المستهلك عبر الدعاية والإعلام، فليس من الضرورة أن يشتري المواطن فروجاً وزنه /3/كغ مثلاً، والقناعة بفروج وزنه نصف هذا الوزن يؤدي إلى خفض تكاليف المنتج عبر استهلاك كمية أقل من العلف وغيرها من متطلبات التربية.

اتحاد مربين

د.أحمد ناصر أمين سر الدواجن في حمص، أعاد طرح فكرة تشكيل اتحاد لمربي الدواجن، يتولى استيراد مستلزمات الإنتاج، كما بيّن أن هذه المهنة لاتزال قائمة على الفوضى.

فاتورة صوص وعلف

راشد أبو طربوش “مربٍ”، تساءل عن الجدوى من طلب فاتورة صوص وأعلاف عند تقديم طلبات القروض، وهذه الإجراءات تحتاج ثلاثة أشهر إذا وجدت فاتورة عليها سجل تجاري.. وطالب بإحداث مكتب فرعي في منطقة المخرم التي فيها/200/مدجنة.

إنعاش القطاع

المحافظ طلال البرازي دعا للتركيز على كيفية إنعاش هذا القطاع، واعتبر هذه الندوة تأكيداً على الاهتمام وعدم التجاهل من قبل الجهات المختصة، واعترافاً منها بأن العاملين في هذا القطاع لا يأخذون حقهم من الدعم والرعاية.

وأشار إلى صعوبة تأمين الأعلاف، وارتفاع أسعارها في السوق المحلية، وإلى أن الرسوم والضرائب غير القانونية التي تفرض على المربين تشكّل عبئاً على المهنة، وتضاف إلى تكاليف الإنتاج التي تنعكس على المستهلك.

وقال البرازي: إن أسعار الفروج، كما باقي الحاجات، تخضع للعرض والطلب، ودخول لحوم الفروج إلى الأسواق من خلال التهريب قضية فيها فساد، ولها منعكسات سلبية على المستهلك من حيث الصلاحية، وعلى المربين الذين يتحمّلون أعباء أخرى نتيجة انخفاض الأسعار، وازدياد العرض على الطلب، وعندما تغلق الحدود سوف تعود أسعار الفروج للارتفاع لمستويات سوف يشتكي منها المستهلك!.

ضرورة ترخيص المنشآت

م. محمود صليبي مدير التجارة الداخلية وحماية المستهلك قال: المقدمات الصحيحة تعطي نتائج صحيحة، ولابد من ترخيص المنشآت من أجل الحصول على فواتير نظامية نستطيع كجهة رقابية التعامل معها، ويجب ترخيص المسالخ أيضاً من أجل صحة المواطن، وجودة المنتج، واتباع الطرق القانونية التي من خلالها يحصل الجميع على حقوقهم.

أما ما يتعلق بالتسعير فلا يمكن إعطاء سعر يوازي الأسعار في دمشق، لأن حمص تزود نصف سورية على الأقل بمنتجات الدواجن، وهناك أجور نقل تضاف، وكذلك هناك تصنيف للمطاعم، ولدينا تجارب في التدخل الإيجابي، واستجرار كميات من الفروج.

مراقبة المسالخ

أحمد كاسر العلي رئيس غرفة زراعة حمص تحدث عن أهمية المسالخ المسموح لها بالعمل مؤقتاً، وعدم السماح للجمارك بالدخول إلى المحال داخل المدينة، وأشار إلى الفوضى في نقل الفروج دون ضوابط، والتنظيم يتم عبر السجل التجاري، وعدم السماح لأي كان بالعمل في نقل الفروج.

واقع لا يسر

محمد كشتو رئيس اتحاد غرف الزراعة السورية قال: انتقلنا لمرحلة إعادة الإعمار، وواقع قطاع الدواجن لا يسر، ولهذا أسباب ومبررات، فهذا القطاع غير منظم، وهو من القطاعات التي تهتم بها الحكومة، وهناك مشكلتان: آنية تتمثّل في انخفاض الأسعار، وتقلبات أسعار الصرف لغياب التنظيم، والثانية عدم وجود رؤية وحل استراتيجي.

وأضاف: مقومات المهنة: صوص، وأعلاف، ومخرجات إنتاج، وعلينا السعي من أجل التكامل، والمربي يعاني من عدم استقرار الأسعار، ولدينا رؤية يجب نقلها للحكومة لتصدر التشريع المناسب.

إجراءات ودعم

م. أحمد قاديش معاون وزير الزراعة قال: معظم مشاكلنا من الحرب، واجتماعنا الحالي من أصعب الاجتماعات، إجراءات الدعم بدأت منذ عام 2011 من خلال إلغاء ضريبة الدخل المفروضة على الدواجن، وغيرها من الإجراءات، سمحنا للمداجن الخاصة بتربية الأمات والجدات، وهذه الإجراءات ساهمت في توفير المادة، والسيناريو الذي نعيشه اليوم الأقل سوءاً.

المشكلة بالتسويق

وأوضح قاديش أن المشكلة الأساسية للدواجن في التسويق، ونحن بحاجة لضبطه عبر شركات منظمة، أما التهريب فلا يحق لمن يشتري صوصاً مهرباً المطالبة بعدم دخول الفروج المهرب!.

وأضاف: أكثر من عشرة اجتماعات عقدت من أجل هذه الغاية، والتهريب يتم من قبل الإرهابيين، ومن خلال المعابر التي يسيطرون عليها، وعلينا التحقق مما نضبطه في الأسواق عبر الشهادة الصحية من المديرية المعنية، ويفترض بالفروج المذبوح ألا ينقل إلا عبر وثيقة نظامية، أما الدجاج الحي فليست هناك مشكلة، لأنه لا يهرب، ودخول الفروج بهذه الطريقة ليس لأنه الأرخص من أسعارنا، بل لأن صلاحيته قد انتهت!.

المربون بوصلتنا

وقال معاون وزير الزراعة والإصلاح الزراعي: نشجع المنشآت ذات الموثوقية، والمربون هم البوصلة التي تهدينا إلى كيفية التحرك، وكان من المفترض أن يكون حوارنا هذا حول أسباب انخفاض أسعار الفروج، وعلينا أن نحيي المنتج والمستهلك.

وأضاف: إدخال أمات بياض وجدات فروج يساهم في استقرار السوق والمهنة، وهمنا الأول التخفيف من خسائر المربين، وتأمين مادة نظيفة وصحية في أسواقنا.

البعث

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك