الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

ضبط شبكة تزوير للذهب وأول الضحايا صاغة دمشق..إليكم طريقة التزوير كيف حدثت!

الاقتصاد اليوم:

شبكة تزوير مؤلفة من ( رجال ونساء) قامت بتزوير التماثيل وكذلك الأونصات الذهبية عن طريق خلط كميات كبيرة من النحاس مع كميات قليلة من الذهب وباستخدام ختم مزور لجمعية الصاغة في دمشق ليظهر بذلك العيار الذي يريده الشخص المزور، وبعد ذلك يروجون له داخل القطر وخارجه حسبما قال رئيس فرع مكافحة التزييف والتزوير وتهريب النقد في إدارة الأمن الجنائي العقيد وسيم علي معروف، لكن ما يثلج الصدر ويبعث الاطمئنان في قلوب المواطنين أن أغلب هؤلاء أصبحوا في قبضة العدالة.

في هذا التحقيق تغوص«تشرين» في أعماق هذا الموضوع من خلال الوصول إلى أفراد العصابة، وتفاصيل ما يحدث في ورشات تصنيع الذهب وأماكنها، وكيف تعاملت الجهات الأمنية معها، ودور القضاء في ذلك، ومعرفة تأثير تزوير الذهب وانعكاساته في الاقتصادي المحلي.

رئيس فرع مكافحة التزييف والتزوير وتهريب النقد في إدارة الأمن الجنائي العقيد وسيم علي معروف أكدّ في تصريح خاص لـ «تشرين» أن العصابات التي تم إلقاء القبض عليها هي أصحاب ورشات صاغة لديهم طريقة بارعة في تزوير الذهب.

طريقة التزوير

عن كيفية حصول المزورين على ختم جمعية الصاغة، يقول العقيد معروف: إنهم كانوا يقومون بشراء قطع ذهبية نظامية صغيرة الحجم من السوق حيث لا تشكل وزناً مثل خواتم من عيار 21 قيراطاً مطبوعاً عليها أختام نظامية، موضحاً أنّ الشخص المزور يقوم بسحب ختم نقابة الصاغة منها وخلط بقية العيارات مع النحاس حيث يظهر معه العيار الذي يريده، وبهذه الطريقة كان يتم التزوير، وذكر العقيد معروف أن سبعة صياغ في دمشق وحدها تعرضوا للغش من خلال شرائهم أونصات ذهبية مزيفة، إضافة إلى عدد من الصياغ في المحافظات الأخرى وأنه عملياً كل أونصة تفقد من قيمتها النقدية حوالي 150 ألف ليرة،علماً أنّ أغلب الأونصات تكون مغطاة بغلاف بلاستيك وعند بيعها أو شرائها بهذا الشكل فإنه لا يقدم أحد من الصاغة على فتحها لاعتقادهم أنها نظامية وجديدة وأنها تحتفظ ببريقها.

تماثيل ذهبية مزيفة

رئيس فرع مكافحة التزييف والتزوير وتهريب النقد ذكر أن معلومات الأمن الجنائي تؤكد وجود عصابة تمتهن أعمال تزييف الذهب بكل أشكاله وأنواعه وتزويره عن طريق خلطه بمادة النحاس النقي وصياغته بحرفية عالية الدقة حيث لا يتمكن أصحاب محلات الصاغة والمجوهرات والمواطنين من كشفها، إضافة إلى قيام هذه العصابة بتصنيع تماثيل مشابهة للتماثيل الأثرية وطلائها بمادة الذهب وتعتيقها لتظهر للعيان بأنها أثرية، مشيراً إلى أنه كان يتم ترويج هذه المواد من التماثيل والقطع الأثرية المزورة والذهب المزيف ضمن أراضي القطر وبعض الدول مثل تركيا ولبنان والجزائر، إضافة إلى قيام تلك العصابة بتنظيم دفاتر فواتير خاصة ببيع وشراء مادة الذهب وتصنيع خاتم خاص مزيف يحمل كلاشة مجوهرات رهف ويخول هذا الختم تلك العصابة التلاعب والاحتيال على أصحاب محلات الصاغة عن طريق دخول الفتيات والشبان إلى محلات المجوهرات والذين يستدرون عطف أصحاب المحلات ويقولون إنهم مالكون للذهب ويبرزون فواتير على أنها نظامية ومختومة بختم مجوهرات رهف لأنه يحظر على الصاغة شراء الذهب من دون إبراز فاتورة نظامية.

ترويج خارجي وداخلي

وكشف العقيد معروف أن أبرز الدول الخارجية التي كان يروج لها الذهب المزور هي تركيا والجزائر، إضافة إلى الترويج الداخلي في أرياف ومحافظات السويداء، درعا –حمص – طرطوس، وكذلك دمشق وريفها،موضحاً أنه كان يتم الاعتماد على العنصر النسائي للترويج الداخلي والخارجي مقابل منفعة مادية، مع العلم أن أفراد العصابة لجؤوا إلى تصنيع قلم الدمغة في لبنان بدقة عالية لكيلا يتم كشفهم، إضافة إلى التزوير بالليرات الذهبية حيث كانت عبارة عن ليرات تنك يتم غطسها بماء الذهب، منوهاً بأن ذلك يندرج في القانون تحت مسمى «عمليات النصب والاحتيال»، كما أن أغلب العصابات تملك ورشات صياغة ويملكون تراخيص لمزاولة المهنة إلا أنهم استغلوا ذلك واتجهوا لتزوير الذهب،علماً أن طقم الذهب المزور كان يباع عدة مرات إلى أن يكشفه صائغ أكثر خبرة في هذا المجال، مؤكداً أن الذهب المزور لم يصل إلى درجة مخيفة وأن الموضوع مازال تحت السيطرة.

 ومن خلال متابعتها الدقيقة لحيثيات وتفاصيل هذا الموضوع استطاعت الحصول على اعترافات أفراد العصابة التي قامت بعمليات تزوير الذهب في سورية، وخلال هذا التحقيق سنعرض اعترافات أبرز الفاعلين حيث لا يتسع المجال لذكر كل الاعترافات.
اعترافات للأمن الجنائي

المدعو( ج – غ ) اعترف أنه كان يقوم بترويج وبيع أونصات ذهبية مزيفة لعدد من محلات الصاغة في عدة محافظات في القطر، وأنه ينتمي لعصابة مؤلفة من عدة أشخاص( رجال – نساء) تمتهن بيع الذهب المزيف وخصوصاً الأونصات الذهبية وترويجها في الأسواق، مشيراً إلى أن جميع الأونصات الذهبية المزيفة من عيار 24قيراطاً عليها خاتم الجمعية الحرفية وكذلك مصنع النحاس وعليها جلاتين نايلون شفاف يقوم بترويجها وبيعها لمحلات الصاغة في دمشق وريفها حيث تكون مصنعة بمواصفات الأونصة النظامية المتداولة في الأسواق نفسها، كاشفاً أنه كان يقوم بعدة عمليات وأساليب احتيالية على أصحاب محلات الصياغة وإعطائهم فواتير للأونصات المزيفة لإبعاد الشبهة عنه.

المدعوة ( أ- ص ) اعترفت بإقدامها على ترويج وبيع أونصات ذهبية مزيفة، وأنها من أصحاب السوابق وموقوفة سابقة في عام 2015 للأسباب ذاتها، كاشفة أن منطقة البرامكة هي مكان تصنيع وسكب المعادن المزيفة من الذهب وتجهيز وتصنيع أونصات مزيفة من أجل بيعها وترويجها لأصحاب محلات الصياغة في دمشق وريفها وأيضاً في المحافظات السورية، وأضافت إنها باعت عدداً كبيراً من الأونصات المزيفة وأن جميع الأونصات التي قامت بترويجها ليست من عيار 24 قيراط وتنقص كل أونصة حوالي 7 قيراطات تقريباً.

المدعوة ( د-ع ) هي وحسب اعترافاتها، تم إلقاء القبض عليها بجرم تزوير عملة ذهبية مزيفة، وهي من أرباب السوابق الجرمية، مشيرة إلى أنه في البداية لم يتم اكتشاف التزوير في هذه الأونصات لكونها مغلفة بجلاتين نايلون شفاف ومختومة بخاتم الجمعية الحرفية للصياغة في دمشق ومدموغة بخاتم مصنع نحاس مزورين مقلدين.

أبرز أفراد العصابة والمتواري عن الأنظار المدعو (ك- ص) الذي -حسبما أكدت مصادرنا في الأمن الجنائي – كان يملك ورشة في منطقة البرامكة في دمشق لتصنيع الذهب المزيف، حيث كان يملك عدة قوالب لصناعة الأونصة والليرة الذهبية الرشادية والليرة الصغيرة وكذلك الليرة الإنكليزية، وأيضاً آلة مخصصة لتغليف الأونصات الذهبية المزيفة، كما يملك مواد لخلط الذهب الخفيف والمزيف وتصنيع الذهب المزور، وتشير المصادر إلى أنه كان يأتي بالقوالب والمعدات من لبنان ويقوم بشراء الفضة والنحاس وإكسسوارات تقليدية تشبه الذهب ومن ثم غطسها بماء الذهب لتزييفها، وبعد ذلك يقوم بسحب هذه المواد بوساطة القوالب المذكورة أعلاه وصناعة الأونصات الذهبية المزيفة، ومن ثم يعمد إلى ختمها بوساطة أقلام الدمغة الموجودة لديه وهي نموذج لخاتم الجمعية الحرفية للصياغة نفسه في دمشق ومعه خاتم مصنع نحاس كما هو متداول في أسواق الصاغة، ليتم بعد ذلك ترويج الذهب المزور في المحافظات السورية.

بينما المدعو (أ – ج ) وهو الرأس المدبر والمنظم لشبكة عصابات تزوير الذهب في جميع أرجاء البلاد، قد اعترف بأنه من أرباب السوابق في تزييف الذهب وترويجه في عدد من الدول، أهمها لبنان وتركيا والجزائر، وأشار إلى أنه كان يقوم بتزوير الذهب عن طريق شراء مادة النحاس الأصفر النقي وصهره وصبه على شكل سبيكة تشبه القلم، وبعدها يقوم بصب سبيكة ذهب عيار 21 قيراطاً ومن ثم لحم سبيكة الذهب فوق النحاسية، ليتم بعد ذلك سحبها على شكل رقاقة ومن ثم على شكل بوري وبعدها يلفها على شكل زردات على الملفات الحديدية، ونشرها بوساطة منشار إلى عدة قطع يقوم بتلحيمها على شكل حلقات ضمن بعضها حتى تصبح على شكل جنزير ذهب متكامل عالي الدقة حيث لا يتمكن أحد من الصاغة أو المواطنين من كشفه، وذكر المدعو (أ- ج ) أنه كان يختم الفواتير بختم مجوهرات مزور تم تصنيعه في لبنان، وأن الأختام والدمغات الموجودة على القطع المزيفة كان يعمد إلى نزع الحبسات عن أساور نظامية وتركيبها على القطع المزيفة ليقوم بصهر القطعة التي قام بنزع الحبسات عنها من أجل استخدامها في القطع الجديدة التي يريد أن يغشها، كاشفاً أنّ نسبة الذهب 40% ، بينما 60% مادة نحاس، منوهاً بأنه يملك عدة مشاغل وورشات لتزييف الذهب في مناطق جرمانا والقصاع وحي التجارة.

تشرين

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك