الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

طبيب سوري يتكفل بنفقات العلاج للفقراء

الاقتصاد اليوم:

من لا يملك المال لمعالجة طفله المريض اليكم الحل “د. فراس النميري”.. هكذا بدا العنوان العريض في واقع العالم الافتراضي بلونه الأزرق لطبيب الإنسانية الذي حوله لعالم حقيقي ملموس و أكد من خلاله تحمله كافة تكاليف العلاج إضافة للدواء لأي أسرة لا تملك ثمن العلاج لأطفالها مؤكدا عبر ندائه ضرورة عدم التأخر كي لا تصل الحالة متأخرة في العلاج مردفاً المنشور برقم العيادة لأخذ المواعيد .

لكن يبقى الملفت في الأمر أكثر هو تكفّل الطبيب بالعلاج الكامل لمسنّة بحاجة لإجراء عمل جراحي وذلك بعد ان استطاع أهل الأيادي البيضاء بجمع مبلغ قدره 350 ألف من أصل 400 علماً أن السيدة بحاجة اجراء العملية بالسرعة القصوى نتيجة حدوث انسداد تام بالشرايين فما كان من الطبيب النميري إلا الطلب من أهل الخير إعادة المبلغ الذي تم جمعه للسيدة كمصروف لها بعد اجرائها العمل الجراحي وذلك لتكفّله بكافة نفقات العلاج على حسابه الشخصي وفي مشفى خاص مناشداً إعادة المبلغ للسيدة للاحتفاظ به .

الدكتور النميري أكد أن ما دفعه لهذا الأمر اكتشافه أن العملية كانت ستُجرى للسيدة المسنة في مشفى المواساة الخيري الحكومي والمشكلة أن المبلغ الذي تم جمعه (350ألف) ولا يتم اعطاؤه للسيدة لتستفيد منه إنما يتم تسديده عبر صندوق العافية الذي يقوم بدوره بالدفع للمشفى فوراً، إضافة للحالة الحرجة التي تعاني منها المريضة ولا سبيل للمجازفة بهكذا حالة في ضوء الحاجة للعناية الفائقة لوضعها الصحي، وعليه تم نقلها الى مشفى أمية الخاص لتصبح تكلفة العملية مليوني ليرة سورية على حساب الطبيب النميري الشخصي .

يشير الدكتور النميري البالغ 38 عاماً إلى أنها ليست المرة الأولى التي يبادر فيها لمساعدة حالات مشابهة سواءً كأطفال أم حالات إنسانية لا تملك ثمن العلاج الجراحي فالأمر بالنسبة للنميري يتعلق بالنقود التي لا بد من أن تخدم الناس لتمون الأمور بخير وإلا ما ضرورة جمع الأموال في ظل حالات وظروف تستدعي التدخل فلو استطاع كل مقتدر مساعدة من لا قدرة له تُحل الأمور وتسير على ما يرام .

ويبقى اللافت في الأمر أن تكفّل الطبيب بالنفقات الكاملة لم يسترعِ اهتمام أو مد يد العون من أصدقاء المهنة الواحدة إنما يتم محاسبة النميري على أنه من ذوي المريض إن لم يكن الأمر أكثر مع العلم بأن الأمر لا يتجاوز احتضان الحالات الإنسانية وهذا ما جرى على سبيل المثال في مشفى أمية الذي تقاضى التكلفة النظامية دون الأخذ بعين الاعتبار بأنها مساعدة إنسانية لتغلب لغة المال على الإنسانية .

بخجل يقول الطبيب “أنه و للأسف بات الهم الأول للكثيرين السعي لجمع النقود وما لفتني هو الهجوم الذي تعرضت له من قِبل بعض الأطباء لدى عرضي مد يد المساعدة حيث كتب أحدهم بأنك حر إن كنت ميسور الحال وأنا لست مضطراً للإقدام على هكذا أمر” .

وكشف النميري إيقاف الإعلان حالياً وذلك نتيجة إغلاق المواعيد لمدة شهرين حيث يمر على العيادة يومياً ما يقارب الـ 120 طفل وذلك اضافة للعدد الموجود .

وبإجابة على سؤال لصاحبة الجلالة فيما إذا تم طرح مبادرة تكاتف بحيث يتحول الأمر لمشروع يتبنّاه أطباء من مختلف الاختصاصات لمساعدة الحالات الانسانية ..نوّه النميري أن الأمر لم يتم طرحه ويبقى نابعاً من ذات الإنسان ولا مطلب لدي سوى مراعاة الفقراء الذين لا حول لهم ولا قوة مع العلم أن الفقير يتعفف ويأبى إلا أن يدفع ثمن العلاج والمعاينة على عكس الغني الذي يناقش ويفاصل عـ “الليرة” .

هذا وقد توجه الدكتور النميري برسالة أخيرة مفادها “أتمنى أن من يود المساعدة فلينظر فقط الى صورة الأطفال السبعة الذين احترقوا وفارقوا الحياة منذ أيام وليفكر لمَ المساعدة ولمن ..فلماذا الفقير عليه أن يدفع الثمن دوماً ؟ علّ هذه الصورة تفتح عيون الأطباء وشرائح المجتمع كافة فالمساعدة للأسف باتت محصورة حالياً بالطبقة الوسطى فيما يتغيّب الأغنياء عن هذه الأدوار ويتم الاكتفاء بالدعاء .

المصدر: صاحبة الجلالة

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك