الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

عاصي توضح خطوات رفع إيرادات الخزينة العامة.. وتؤكد على عامل الآمان في المجال التجاري والإنتاجي

الاقتصاد اليوم:

أكدت الوزيرة السابقة والباحثة الاقتصادية الدكتورة لمياء عاصي أن الخزينة العامة هي مرآة تعكس وضع الاقتصاد الوطني، فعندما يكون الاقتصاد مزدهراً تكون الإيرادات العامة بأفضل حال، لأن الوضع الاقتصادي المنتعش يعني أن الأعمال التجارية والإنتاجية تعمل أكثر وبالتالي تدفع ضرائب أكثر، ومن المعروف أن الضرائب تشكل أساس الإيرادات العامة في معظم الدول.

وأضافت: لابدّ من التعامل مع الإيرادات العامة كلوحة الفسيفساء، التي تتكون من آلاف القطع الصغيرة وكل قطعة منها مهمة بنفس المعنى، فكل الفعاليات الاقتصادية تشكل مطارح ضريبية أي مصادر لتحقيق دخل للدولة، لافتة إلى أن هذا لا يعني الاهتمام بجباية الأموال فقط ورفد الخزينة العامة على حساب الوضع الاقتصادي بشكل كامل، لكن لابدّ من رفع الناتج المحلي الإجمالي كأساس لزيادة إيرادات الخزينة العامة، لأن أي إيرادات غير مستدامة من شأنها أن تحدث أثراً انكماشياً على الناتج المحلي الإجمالي وستؤدي إلى اختفاء أو تلاشي بعض الأعمال والفعاليات الاقتصادية وتسبّب تدني الإيرادات العامة تدريجياً.

وتقترح عاصي عدة مقترحات لتطوير إيرادات مطارح ضريبية معينة أو أماكن معينة، يمكن من خلالها تحقيق موارد مباشرة للدولة منها: ترسيخ مفهوم العدالة وتوفير نوع من الأمان للعاملين في المجال التجاري والإنتاجي، هو ما يجب أن تقوم به جميع الجهات العامة مجتمعة، ومن أجل تحقيق هذا الهدف لا بدّ من تخفيف الدوريات والمداهمات الخاصة بالجمارك والمالية والتموين وغيرها، وعدم الوصول إلى مصادرة البضائع وتكليف التجار والصناعيين بالضرائب بشكل عشوائي غير مستند إلى أرقام وبيانات حقيقية للمكلف أو منشأته.

وكذلك مراجعة كل الإعفاءات والاستثناءات الجمركية بما فيها رسوم الترانزيت أو العبور، التي منحت سابقاً سواء لمواد معينة أو بموجب الاتفاقيات مع بعض الدول، ويمكن ربطها بمدى التزام المستورد بالقوانين، إضافة إلى إعادة البحث والنظر في جدوى العائدات المالية التي تحققها أملاك الدولة من العقارات والأراضي وغيرها نتيجة استثمارها بطرق مختلفة.

كما يجب إعادة النظر بالنظام الضريبي ككل، لجهة تطبيق الضريبة على كامل الدخل وتوسيع قاعدة التكليف الضريبي، إضافة إلى إعادة دراسة الضرائب الملغاة مثل ضريبة التركات ورسوم المغتربين، وإعادة تقييم سبل مكافحة التهرب الضريبي الحالية ومدى جدواها، وهو الموضوع الذي يتسبب بتسرب الكثير من الإيرادات العامة، ومكافحة التهريب بما له من آثار ضارة على الاقتصاد الوطني، لجهة حرمان الخزينة العامة من الرسوم الجمركية والإساءة إلى مبدأ المنافسة بين التجار.

الأولوية لتشجيع المشاريع الصغيرة

ترى عاصي أن هذه الخطوات أساسية لرفع الإيرادات العامة للدولة، ولكن تبقى الأولوية لتشجيع المشاريع الكبيرة والصغيرة والمتوسطة، ورفع الناتج المحلي الإجمالي، لأن الأثر المباشر لإقامة هذه المشاريع بغض النظر عن حجمها، هو إيجابي على معدل البطالة.

وقد قال “كينز” وهو من الاقتصاديين المؤثرين في العالم: إنّ العجز المالي في موازنة الدولة يجب أن تتم معالجته من خلال تخفيض معدل البطالة، فإذا ما تمكنت الدولة من تخفيض معدل البطالة فإن العجز المالي سيصلح نفسه بالضرورة.

تشرين

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك