الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

فزعة شباب الأردن لدعم الليرة السورية..المبادرة مستمرة وهناك حملات أخرى

الاقتصاد اليوم:

فزعة شباب الأردن» لدعم الليرة السورية، مبادرة أطلقها مجموعة من شباب الأردن لمساعدة السوريين بطريقتهم الخاصة، وذلك عبر شراء الليرة السورية مقابل الدينار الأردني لرفع زيادة الطلب على الليرة السورية.

مؤسس الحملة الشاب الأردني عبد المنعم الزعبي كشف أن الفكرة بدأت بشكل فردي من بعض الشبان الأردنيين في مدينة الرمثا التي تتميز بطبيعتها التجارية، ثم امتدت إلى باقي المناطق خلال أيام بعد الترويج الحاصل لها بين الشباب الأردني، وفحوى المبادرة هو شراء الليرة السورية من مراكز الصرافة وتحويل العملات وتبديلها بالدينار الأردني بالتزامن مع حملة دعاية بين الناس وأهل المنطقة والمناطق المجاور، مؤكداً أنها اليوم تحولت لبورصة حقيقة، مبيناً أنه لم يكن هناك سعر ثابت في شراء الليرة السورية، خاصة في مدينة الرمثا، نظراً لموقعها الحدودي مع سورية ولأنها معبر مهم بين سورية والأردن للوافدين من كلتا المنطقتين.

وأوضح الزعبي أن ما يميز الرمثا عن باقي المدن الأردنية هو ارتفاع أسعار الصرافة فيها، إضافة لعدم اعتماد أهالي المدينة على محال الصرافة لشراء العملات فأي محل تجاري قادر على استبدال العملة الأردنية بأخرى سورية.

وأشار الزعبي إلى أنه من 5 أيام كان كل دينار أردني يقابله 10 آلاف ليرة سورية، أما اليوم بين «7500- 8000» في الرمثا، على حين وصلت بعمان بين «8000- 8500» ومازالت الحملة مستمرة حتى اللحظة مع ازدياد حجمها وتوسعها.

وعن حجم المبالغ المدفوعة حتى اللحظة وقيم ما تم جمعه من عملة سورية ضمن المبادرة أكد الزعبي أنه يصعب تحديدها لتفاوت ما يتم شراؤه يومياً، هناك أشخاص يشترون بين «100 – 200 – 900» ألف ليرة سورية يومياً، مشيراً إلى أن هناك تجاراً اشتروا بـ«80» مليون ليرة سورية كل حسب مقدرته، لكن الأهم برأي الزعبي الترويج لمثل هذه الحملات لدعم الاقتصاد والليرة السورية، وشدد الزعبي أن ما ساهم بنجاح الحملة أكثر هو ما قامت به جمعية الصرافين الأردنيين عبر إعلانها إلغاء أي اقتطاعات أو عمولات للتحويلات من الدينار الأردني إلى الليرة السورية أو من الحوالات من الأردن إلى سورية.

وأوضح الزعبي أن الحملة مستمرة حتى بعد الانتهاء من إزالة الأنقاض، وهناك تشجيع لحملات أخرى كتشجيع السياحة في سورية من الأردنيين إما عبر مجموعات سياحية أو بشكل إفرادي.

الدكتور في كلية الاقتصاد بجامعة تشرين علي محمد أكد أن التبرع بكل أشكاله سواء المادي أم العيني مفيد لمتضرري الزلزال في المحافظات السورية وللاقتصاد السوري كله، مشيراً إلى أهميته كلفتة إنسانية وتماسك مجتمعي.

وأوضح محمد أن التبرع ضمن المبادرة التي أوجدها الشباب الأردني بشراء الليرة سورية له أثر إيجابي، لأنه كما نعلم مع بداية الحرب على سورية كان هناك تسرب بحجم كبير من الليرة السورية إلى الخارج «لبنان- الأردن- تركيا»، وهذا الأمر إذا استمر سيفيد الاقتصاد بشكل كبير جداً.

وأشار محمد إلى وجود جاليات تدعو لمثل هذه المبادرات، ليس فقط بشراء الليرة السورية بل عن طريق الدعوة للتبضع من المنتجات السورية دعماً للاقتصاد، مبيناً أن شراء الليرة السورية وإعادتها للداخل على شكل تبرعات مهم جداً لضبط حجم الكتلة النقدية الموجودة خارج حدود الدولة السورية، بالتالي مجرد دخولها لسورية سواء بقيت داخل هذه الحدود أم دخلت للقطاع المصرفي سيكون له أثر كبير جداً بضبط حجم الكتلة النقدية، مبيناً أنه لا يمكن تحديد هذا الأثر حالياً وذلك لعدم معرفة حجم هذه التبرعات الخارجية والكميات الداخلة إلى سورية، لكنها كفكرة عامة هي مفيدة جداً وداعمة على المدى البعيد، ومهما يكن فلن تؤثر سلباً.

وحول أثر هذه المبادرات بزيادة الطلب على العملة النقدية السورية وإمكانية التأثير بشكل سلبي عليها، نفى محمد هذا المبدأ، معتبراً أن هذه المبادرات تزيد الطلب على الليرة السورية وهو بعلم الاقتصاد يدفع لتقوية العملة المحلية، أي زيادة الطلب على العملة المحلية وليس زيادة عرضها، لكن هذه المبادرات فقط تفيد بضبط الكتلة النقدية بالتالي التأثير الإيجابي بسعر صرف الليرة السورية، أما موضوع الأسعار فهو شق آخر مختلف وتداعياته تتعلق بمجموعة كبيرة أدت لرفع الأسعار منها الزلزال، وزيادة الطلب في بعض المحافظات لشراء مواد إغاثية للمناطق المنكوبة أدت لرفع الأسعار.

وأشار إلى أن تحسن سعر الصرف يخفض تكاليف المستوردات، ومستلزمات الإنتاج وبالتالي تتحسن الأسعار، لافتاً إلى أن قرار تجميد العقوبات الجديد سيساهم بتخفيف العبء قليلاً ويفتح باب الاستيراد بشكل أيسر وستصل بعض المواد للموانئ السورية بدل وصولها للموانئ اللبنانية ومن ثم نقلها للداخل ما سيخفض تكاليف النقل وهذا كله سيصب على واقع الأسعار، لكننا لن نلحظ هذا التحسن إلا بعد ما يقارب 45 يوماً كحد أقصى وهي مدة وصول المواد المستوردة للداخل السوري، بالتالي لابد من لمس فرق بالأسعار خلال هذه المدة.

الوطن

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك