الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

في الأسواق.. قميص بـ110 آلاف ليرة.. صناعي: المنافسة هي من تضبط الأسعار

الاقتصاد اليوم:

 تسرع أم عامر إلى واجهة أحد المحال للتدقيق بسعر أحد القمصان الرجالية المعروضة ظناً منها أن عيونها «غبشت» فأصبحت ترى أصفاراً إضافية، لكنها تكتشف أنها لاتزال شابة ونظراتها ثاقبة فسعر القميص الرجالي 110 آلاف حقاً!! تفقد سيطرتها على لسانها وتصرخ معبرة: «يعني معقول من الذهب مصنعينه؟ شو هالفحش بالأسعار.. وين الرقابة؟ بدي أفهم مين بدو يشتري هيك قميص؟».

 ينما بدت أسارير أحد المواطنين عند إصدار قرار إغلاق محلات الملابس بسبب الكورونا قائلاً بشماتة: «إن شاء الله ما بتفتح محلات التجار، فهل من المعقول كل هذا الفحش في الأسعار؟».

ووصل سعر الكنزة النسائية الى 12 ألف ليرة، والبنطال الجينز الرجالي الى 30 ألف في حده الأدنى، وتراوح سعر المانطو النسائي ما بين 50 ألفاً و65 ألف ليرة في محلات الصالحية والطلياني.

ارتفاع أسعار الملابس كان يمكن حله سابقاً باللجوء إلى «سوق الفقراء» لكن هذا لم يعد ينفع، فقد طال الغلاء سوق البالة أيضاً، فأصبحت تبدو اليوم شبه خالية، إذ وصل سعر القميص إلى 4 آلاف بعد أن كان يباع في أحسن الأحوال بـ400 ليرة ووصل سعر بنطال الجينز إلى 4 آلاف، بينما بات ثمن الحذاء 7500 ليرة.

 الصناعي ماهر الزيات أكد أن تكلفة الألبسة تختلف من معمل لآخر ومن موديل إلى آخر، ولا يمكن التسعير بسعر واحد لجميع الألبسة والأقمشة، مشيراً إلى أن المحلل للأسعار قبل الأزمة وبعدها يتبين له أن الأسعار حالياً أرخص مما كانت عليه قبل الأزمة، لكن انخفاض قيمة الليرة والدخل لدى المواطن هو ما جعل الأسعار تبدو مرتفعة.

وأكد الزيات أن أغلب الأقمشة مستوردة، ولا يوجد سوى نوع واحد من الأقمشة القطنية مصنع محلياً، إضافة لكون جميع المستلزمات الأخرى من خيط وإكسسوارات وكرتون وحبر مستوردة، مشيراً إلى أن البنية التحتية للصناعة تأذت وهي بحاجة إلى وقت لتتعافى، إضافة إلى قلة الإنتاج، ففي اليوم الواحد يتم إنتاج 500 إلى 700 قطعة، بينما كان الإنتاج لايقل عن 3 آلاف قطعة.

ورأى الزيات أنه لا يتم ضبط أسعار الملابس إلا بوجود المنافسة وليس من خلال العقوبات التي يقوم بها عناصر التموين أحياناً، فما يحكم تجارة الملابس قانون العرض والطلب فقط.

الخازن في غرفة دمشق محمد الحلاق أكد وجود صنفين من التجار أحدهم يبيع بأقل من سعر التكلفة لحاجته لسيولة نقدية لتسديد ما لديه من التزامات، وآخر يبيع بأسعار مرتفعة جداً، ولكن بسبب ضعف المبيعات فهو بالكاد يجني أرباحه، ولا سيما أن الألبسة باتت تعد في المرتبة الثالثة على سلم الأولويات بعد الغذاء والطبابة بالنسبة للمواطن، فهناك مواطنون لم يشتروا أي قطعة ملابس منذ عامين بسبب ارتفاع سعر كل شيء.

وأكد الحلاق أن الكثير من المعامل حالياً تعمل ليومين أو ثلاثة فقط، وتبيع على القطعة فقط بسبب مستجد كورونا الذي أثر على التصريف والاستهلاك، مشيراً الى أن أسعار الملابس حالياً غير متناسبة مع الدخل لكنها في الوقت نفسه أقل بكثير مما يجب أن تكون عليه بسبب ارتفاع تكلفتها.

تشرين

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك