الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

في حلب.. 85 بالمئة مـن الأبنية متصدعة .. و10 آلاف مبنى عالية الخطورة

الاقتصاد اليوم:

 مئات الآليات تحتاجها حلب وهي من أساسيات إعادة بناء المدينة بعد الدمار، والآليات التي تحتاجها حلب تخصصية بامتياز وهي الجرافات بكافة الأنواع والأحجام والرافعات بكافة الأحجام والأهم آلات قَص الإسمنت والقضم العملاقة المختصة في إزالة الأنقاض والمباني الآيلة للسقوط، وقد طالب بها مجلس مدينة حلب سابقاً بعد تحريرها من الإرهاب، لكن ما تم إرساله من آليات إلى حلب هو 12 باص نقل داخلي، وهي بحاجة لها لكن آلية إزالة الأنقاض تعتبر من الأولويات الحساسة في هذه المرحلة، ولم تستطع وزارة الموارد المائية تأمين الجهاز الرقمي للكشف عن التسريبات غير الظاهرة من أنابيب مياه الشرب، ومنذ تحرير حلب التقى محافظها عدداً من سفراء الدول الحليفة والصديقة وممثلين عن الشركات، وأغلب اللقاءات تمحور حول تزويد مدينة حلب بالتجهيزات والآلات لرفع الأنقاض وإعادة تدوير 10 آلاف مبنى عالي الخطورة في حلب.

رفع مجلس مدينة حلب كتاباً إلى وزير الادارة المحلية والبيئة يتضمن جدول تقييم الوضع الإنشائي والأضرار الذي قامت به الشركة العامة للدراسات والاستشارات الفنية شمل التقييم للقطاعات التخطيطية «2-4-6» والتي تضم 36 حياً، وقد بلغ مجموع الأبنية غير المتضررة «33633» بناء طابقياً ومجموع الضرر المعماري الخفيف «10176» بناء طابقياً ومجموع الضرر الإنشائي الخفيف «8031» بناء طابقياً ومجموع الضرر المتوسط «4460» بناء طابقياً ومجموع الضرر الشديد «5452» بناء طابقياً، وخرج الكتاب بتوصية لمعالجة هذه الحالات وَهُو الإخلاء الفوري لمعظمها وفق الإجراءات القانونية أو مقتضيات السلامة العامة، وبالتالي تأمين إيواء مؤقت لمثل هذه الحالات ضمن الإمكانات المتاحة في محافظة حلب، وخلص الكتاب إلى أن عدد الحالات التي تشكل خطورة عالية «9912» بناء طابقياً مؤلفة من أربعة طوابق لكل مبنى ويضم الطابق الواحد شقتين سكنيتين أي مايعادل 80 ألف شقة سكنية مهددة بالانهيار..

375 مليون ليرة أجرة آلة قضم الإسمنت لستة أشهر

بعد أن أصبح الوضع خطراً في كتل من الأبنية وفي عدة محاور، وقّع مجلس مدينة حلب عقداً مع الشركة العامة للطرق والجسور باستئجار آلة قضم الإسمنت بمبلغ 375 مليون ليرة لمدة ستة أشهر، وهي مخصصة حالياً للعمل في أربع محاور رئيسية هي الدائري الشمالي وقاضي عسكر ومركز المدينة والأنصاري، وتحتاج الآلة إلى أسبوع للانتهاء من المبنى الواحد لهدمه فكم من الوقت نحتاجه لهدم وإزالة آلاف المباني؟.

205 أبنية «حمراء»

بنهاية عام 2017 نشرت صحيفة «تشرين» عن ضرورة المباشرة بهدم 205 مبانٍ صنفتها نقابة المهندسين بالحمراء شديدة الخطورة لكن التحرك الفعلي من قبل الجهات المعنية بدأ مع سقوط الأبنية والخسائر البشرية.

يقول المهندس جمال الدين ناجح رئيس شعبة المكاتب في نقابة المهندسين فرع حلب: قمنا بتصنيف تسع مناطق في حلب ولقد حذرنا في حينها أن عدد الأبنية الصفراء «متوسطة الخطورة» بأنها تحتاج لإزالة الأجزاء العالقة وترحيل الأنقاض وخاصة في الطوابق العليا، ولقد وجهنا كتاباً إلى السيد محافظ حلب الذي بدوره أحاله إلى مجلس مدينة حلب وتضمن الكتاب بأن الأبنية الخضراء والصفراء ستتحول إلى حمراء بسبب العوامل الجوية وعدم إزالة الأنقاض والأجزاء المتهدمة.

وأضاف ناجح: إن لجان نقابة المهندسين قامت بتقييم الأبنية المرخصة أصولاً ولم تقم بتقييم الأبنية المشيدة بطريقة مخالفة، وإن معظم الأبنية التي انهارت هي أبنية مخالفة وهذا أحد أسباب الانهيارات إضافة إلى ارتفاع بساط المياه الجوفية بحلب إضافة إلى الأعمال الإرهابية التي تسببت بخلخلة الأبنية وتدمير أجزاء منها وضرب البنية التحتية لشبكة المياه.

وذكر ناجح أن التقييم والتصنيف للأبنية شملت تسع مناطق في حلب كانت على خطوط التماس خلال سير المعارك بحلب وهي« الكلاسة، بستان القصر، الأنصاري مشهد، سيف الدولة، الأشرفية، الخالدية، الميدان، وجزء من قاضي عسكر» وقد بلغت الأبنية 1300 بناء منها 205 أبنية شديد الخطورة.

تسرب المياه لأقبية المنازل

يقول أحمد دباس عضو المكتب التنفيذي بمحافظة حلب وهو دكتور مهندس بالجيولوجيا: تقسم أسباب الانهيارات إلى قسمين الأول: هو تسرب المياه إلى أقبية المباني ضمن نطاقات محددة، لكنها مساحات صغيرة مقارنة بالأماكن المهددة بالانهيار، أما القسم الثاني فهو المباني الممتدة فوق القسم الأول، وتمتاز المياه المتسربة بأنها تصل إلى مستوى ثابت يتزايد قليلاً في حال الأمطار الغزيرة، وتعد نتائج الحرب والتدمير الإرهابي للمدينة من الأسباب التي أدت إلى تصدع 85% من أبنية حلب كاملة بأحيائها الغربية والشرقية.

إصلاح 1400 كسر بشبكة مياه الشرب

يتابع دباس: تم تشكيل لجنة رئيسية مؤلفة من جميع الجِهَات المعنية لرصد الأعمال المنفذة والأعمال الَّتي يجب تنفيذها لاحقاً، وخلال ثلاثة أشهر مضت تم إصلاح 1400 كسر في شبكة مياه الشرب وقدمت شركة الصرف الصحي تقريراً فنياً يفيد بأن أكثر من 90% من شبكتها أصبحت سليمة والدليل على ذلك شبه انعدام الاختناقات بمنافذ التصريف «الريكارات» ومصافي المطر خلال الهطلات المطرية الشديدة، والأعمال مازالت مستمرة بوتيرة مقبولة ضمن الامكانات المتاحة والمتوفرة لدى المؤسسات مقارنة بحجم الأضرار.
10 آلاف متر مياه سحبت من أقبية المباني

يقول المهندس يوسف كردية مدير الشركة العامة للصرف الصحي بحلب: مليار و200 مليون ليرة أنفقت باستبدال خطوط شبكة الصرف في الأحياء الشرقية التي تعرضت للدمار بفعل الأعمال الإرهابية وأصبحت الشبكة جاهزة ولا يوجد تسريب منها إلى أقبية المباني، وتقوم آليات ومضخات الشركة بالمؤازرة مع الجهات العامة والأهالي بسحب المياه من أقبية هذه الأبنية.

توقف 23 مضخة للجهات العامة عن سحب المياه

وأضاف كردية: عشرات آلاف الامتار المكعبة من المياه تم سحبها وضخها في شبكة الصرف، وهناك أبنية تم سحب المياه من أقبيتها عدة مرات، وهذه المياه هي نتيجة ازدياد معدل الأمطار الذي أدى إلى ارتفاع منسوب البساط المائي «مياه جوفية» وترافق ذلك مع توقف 23 مضخة تابعة للجهات العامة عن سحب المياه بسبب نقص الكهرباء والمازوت وأغلبية هذه المباني تقع على سرير نهر قويق.

تشرين

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك