الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

في دمشق..حالات التسمم تزداد والأكثر شيوعاً الغذائي

الاقتصاد اليوم:

اعتاد أطباء قسم الإسعاف في مشفى المواساة بدمشق، استقبال حالة أو اثنتين من حالات التسمم على اختلاف أنواعها يومياً، تزداد وتيرتها عادة في فترة الأعياد وأوقات تبدلات حرارة الطقس في فصلي الصيف والخريف. معظم مرضى التسمم يقصدون المشافي بحالة إسعافية سريعة لكن طرق علاجهم وإمكانية استشفائهم في البيت أو المشفى تختلف تبعاً للسبب ودرجة الخطورة والاستجابة للدواء، وهو ما يكتشفه الطبيب فور المعاينة وبعض العلاجات الفورية.

في مشفى المواساة استدعت حالة المريض (ب.س) استكمال العلاج في إحدى الغرف المخصصة لمرضى التسمم الغذائي بعد تناوله وجبة دجاج جاهزة. هناك أكد رئيس الشعبة الهضمية الدكتور رائد أبو حرب أن التسمم الغذائي هو الأكثر شيوعاً بين المرضى ليأتي التسمم الدوائي والكيماوي بشكل أقل أما أسبابه فهي تنجم عادة عن تناول مادة غذائية إما غير محفوظة جيداً مما أدى إلى فسادها أو تحتوي على جراثيم وطفيليات تؤدي إلى التهاب المعدة والأمعاء الحاد، وهو ما يظهر بأعراض حادة (ألم بطن، إقياء، غثيان، إسهال) مع أو بدون ارتفاع بدرجة الحرارة، وفي قسم الإسعاف يمكن مشاهدة هذه الأعراض بشكلها العنيف.

وحين يكون التسمم ناجماً عن مادة غذائية قد يتطور الأمر إلى تجفاف، يزداد عند الأطفال وكبار السن، لذا تتم متابعة حالتهم ضمن المشفى، وبالعموم تتحسن معظم حالات التسمم الغذائي تلقائياً مع العلاج الداعم كتعويض السوائل والشوارد التي فقدها الجسم بكميات كبيرة.

أما عن الفترات التي تزداد فيها حالات التسمم الغذائي، يضيف الدكتور أبو حرب: تكثر هذه الحالات في فترة الأعياد نتيجة تناول الطعام في أماكن غير موثوقة أو شرب عصير محضر بمياه غير موثوقة المصدر، وهناك باعة يمكن أن يقدموا منتجات بمواد غير نظيفة، وهو سبب لوصول عوامل ممرضة للجهاز الهضمي. وفي فترة الصيف أيضاً بسبب ازدياد الحشرات التي يمكن أن تتوضع على المأكولات غير المحفوظة جيداً أو المكشوفة، كما يزداد استخدام قطع الجليد والثلج لتبريد المياه والعصائر، فإذا كانت المواد المثلجة غير مصنعة من مياه مضمونة المصدر، فقد تكون مأخوذة من آبار أو مياه مجمعة في خزانات غير مهيأة للاستهلاك كمياه للشرب، يمكن أن تؤدي إلى حدوث تسممات غذائية.

وكما هو معروف عن السندويش، تسبب المواد المتممة للفلافل كالخس والمايونيز المحتوي على البيض الذي يفسد في حال وضعه بالقرب من مصدر حرارة، حالات تسمم كثيرة، وهو ما ينطبق على الشاورما فالجزء المركزي منها غير المعرض للحرارة يعتبر بؤرة للتكاثر الجرثومي بسبب طول فترة عدم الحفظ بدرجة حرارة مناسبة، ومع ذلك يندر أن يخلو باعتها من عشرات الزبائن!.

بالنسبة للمعلبات.. يقول الدكتور أبو حرب: المشكلة في تركها معرضة للشمس والحرارة العالية أو استهلاكها بعد تجاوز فترة صلاحيتها، فقد تتعرض للتخمر أو التفسخ خصوصاً إذا كان فيها مواد بروتينية أو مشتقات حليبية، مثل علب اللبن أو الجبنة، وأحياناً يظهر ذلك من شكل العلبة، والكل من مواطنين ومعنيين يمكن له أن يراها تباع على الأرصفة.

في مشفى المواساة أيضاً توجد حالات من التسمم الدوائي، سببها كما يشرح رئيس الشعبة الهضمية خطأ بتناول جرعة دواء عالية أو بسبب ظروف معينة يتناول البعض كميات كبيرة من الدواء بقصد لفت أنظار المحيط إليهم أو وضع حد لحياتهم، وهو ما فعلته الشابة (ن.ر) كما أخبرنا والدها. وتبعاً للمادة الدوائية المستخدمة، قد تأخذ الأمور منحىً خطيراً، ففي البيوت مثلاً تتواجد عادة أدوية لأمراض مزمنة كالقلب والسكري أو الأدوية العصبية، فإذا أُخذت عن طريق الخطأ أياً كان القصد، تؤدي إلى دخول الشخص بحالة سبات وشلل مع توقف التنفس وهبوط الضغط الشديد، وكل هذه الحالات تقبل في المشفى وفي وحدة العناية المركزة تحديداً لمساعدة الحالة التنفسية والدورانية على القيام بوظائفها، حتى أن المريض قد يُوضع على المنفسة الاصطناعية.

حالات التسمم الكيماوي قليلة في المشفى بشكل عام، وتحدث بسبب التسمم الكيماوي بمركبات الفوسفور العضوية التي تستخدم كمبيدات للحشرات، ويتم التعرض لها بقصد أو العكس. وهنا أشار الدكتور أبو حرب إلى الأخطاء التي يكررها الأهل باستمرار بوضع بعض المواد الكيماوية بمتناول الأطفال، أو حفظها بزجاجات العصير القديمة لديهم، وهو ما يدفع الأطفال لشربها، وتؤدي إلى حروق شديدة في المري والمعدة، وإذا كان الحرق بدرجة عالية وتأخر وصول المريض إلى المشفى أو إسعافه فغالباً ما تكون النتيجة هي الوفاة.

في مشفى المجتهد تتواجد حالات مشابهة لمختلف أنواع التسمم السابقة كما يؤكد رئيس الشعبة الهضمية هناك الدكتور خالد شيحة، وهي تقصد المشفى بسبب موقعه المركزي في دمشق، أما من يتطلب علاجهم البقاء فيه فهم كبار السن فوق الستين عاماً، ومن يعانون (نقص مناعة، حالة تجفاف، تعب عام، شح في البول، الحوامل), لكن عموماً معظم الحالات تعالج خارج المشفى على الإماهة والسوائل الفموية والراحة. ومنهم (ت.ش) و(ص. م) اللذين أمضيا فترة قصيرة في قسم الإسعاف، بعد شربهما لزجاجتي حليب فاسدتين، وعادا إلى منزلهما لاستكمال علاجهما.

رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني أكد إن البعض يستغل الوضع الحالي، وما فرضه على المواطن من ظروف معيشية صعبة، لتمرير بعض السلع الفاسدة بسعر أقل من مثيلاتها في السوق، وتحفيز المواطن على شرائها لذلك حذرت الجمعية دائماً من شراء السلع الموجودة على الأرصفة، وحتى في حال شراء المواد من المحال والمؤسسات التجارية المنتشرة، يفترض التأكد من تاريخ انتهاء أي مادة، ولا سيما المواد الغذائية المعبأة، لأنها قد تكون سبباً في حالة تسمم إضافة إلى الأطعمة الجاهزة والسندويش.

وشرح دخاخني: حين تردنا شكوى نتواصل مباشرة مع وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك ووزارة السياحة، كونهما جهتان تنفيذيتان ولديهما رقابة في الأسواق وصلاحية بمتابعة الحالة أياً كانت، لكن ما نلحظه مؤخراً هو تقصير بالشكوى من قبل المواطنين، نتيجة ضعف ثقافة الاستهلاك الغذائية أو ربما بسبب كثرة التجاوزات في الأسواق مؤخراً، والاستسلام تالياً لشراء منتجات بسعر غالٍ أو بطريقة عرض غير صحيحة أو عدم الاهتمام بقراءة المواصفات لأي مادة حتى الأدوية منها. وهنا أشار رئيس جمعية المستهلك إلى ظاهرة جديدة في بيع الدواء دون علبة أو نشرة مرافقة تشرح تأثيراته الجانبية وعدد الجرعات المسموح بها، وهو ما لا يمكن التساهل معه أبداً كونه يرتبط بسلامة الإنسان بشكل مباشر لكن يبدو أن الجهات المعنية تتغاضى عن الكثير من التجاوزات المسببة لحالات التسمم.

المصدر: موقع "صاحبة الجلالة"

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك