الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

في مشفى حكومي..صراصير وفوضى وقرارات مجحفة.. ومسؤول يرد: (كل المشافي فيها صراصير)!

الاقتصاد اليوم:

يعاني مرضى “غسيل الكلية” في مشفى الجامعة بحلب من ظروف أقل ما يمكن وصفها بأنها غير صحية وغير إنسانية.

القصة بدأت عندما قرر المسؤولون في المستشفى نقل القسم الأكبر من المرضى، من القسم المخصص لعلاجهم إلى مكان آخر في المستشفى هو أشبه بالممر!.

يقول المرضى في شكواهم: بجرة قلم جرونا إلى خارج القسم المخصص لجلسات غسيل الكلية، بحجة حمايتنا وإبعادنا عن جزء من مرضى غسيل الكلية المصابين بالفيروس سي المُعدي، ولكن لنجد أنفسنا في مكان لا يشبه المستشفيات، هو عبارة عن “كريدور” يفتقد لأدنى الشروط الصحية (ازدحام وفوضى وقلة نظافة )، إذ يتواجد في المكان المذكور نحو عشرين مريضاً في الجلسة الواحدة مع مرافقيهم ‘ إضافة إلى الأطباء المتدربين و ثمان ممرضات وخمسة مستخدمين، وفوق كل ذلك “عابرو سبيل” ممن اختاروا المرور من القسم المفتوح أمام دخول من يرغب باختصار طريقه إلى خارج البناء الرئيسي للمستشفى.

تقول إحدى المريضات : لك أن تتخيل كيف سيكون شعورك وأنت تخضع لجلسة غسيل كلية بكل مافيها من معاناة وألم، و لمدة ثلاث أو أربع ساعات، بينما يحيط بك العشرات من المرضى والموظفين و العابرين، مؤكدةً “نحن نفتقد لأدنى درجات الخصوصية والراحة النفسية”.

ويضيف مريض آخر : عندما قدمنا احتجاجاً على نقلنا وطالبنا بإعادتنا إلى القسم السابق أو مكان آخر يحترم إنسانيتنا وكرامتنا تم التعامل معنا من قبل المسؤولين عن قسم غسيل الكلية بشكل سيء وكأننا “شحاذون” أو نعمل بالسخرة عند إدارة المشفى، قالوا لنا بأنه يكفي بأننا نتلقى علاجاً مجانياً وكأنهم هم من يدفعون أجور علاجنا، حتى أن أحدهم صرخ قائلاً لإحدى المريضات عند رجائها إعادتنا إلى القسم المخصص لغسيل الكلية “هادا مو مشفى أبوكي”، ويضيف آخر : نشعر وكأننا في سوق هال ولسنا في مستشفى حكومي هدفه الأساسي خدمة المواطنين ، وليس إهانتهم وتذكيرهم في كل لحظة بأن إدارة المشفى تتكرم عليهم بعلاجهم!
الأخصائي في قسم غسيل الكلية بمشفى الجامعة محمد أيمن عزيزي أوضح حقيقة ما حصل مبرراً نقل المرضى “الإيجابيين” وعزل “السلبيين” بأنه إجراء طبي وعلمي صحيح منعاً للعدوى، وحفاظاً على غير المصابين، مضيفاً بأن هذه الخطوة كان يجب أن تحصل منذ وقت طويل.

ويشبه عزيزي شكاوى المرضى “الإيجابيين” واعتراضهم على النقل بأنه أشبه بدلال من كان يسكن في بيت كبير وواسع (3 غرف وصالون) ونقلته إلى بيت آخر (غرفتين وصالون)!

الاختصاصي في قسم غسيل الكلية أقر بوجود 180 مريضاً من ذوي الفحوص الإيجابية (وهؤلاء أصحاب الشكوى طبعا) مقابل 45 مريضاً من المصابين بفيروس (سي) “السلبيين”، مشيراً إلى وجود 19 جهاز غسيل كلية في القسم الأول مقابل 3 أجهزة للمصابين السلبيين، وقال إن إدارة المستشفى تسعى لتحسين الوضع لمرضى القصور الكلوي، واشترت لهذه الغاية أجهزة جديدة .

أما بخصوص شكاوى المرضى حول الازدحام والفوضى وقلة النظافة وانتشار الصراصير، فأكد أولاً بأن المستشفى سيوقف استقبال المزيد من المرضى إلى القسم المستحدث، معتبراً أن القسم المعزول هو المهيّأ لاستقبال المرضى باعتبار أنهم يتزايدون بشكل أكبر بعد اكتشاف إصابة المزيد من المرضى بفيروس سي المعدي.

أما فيما يخص غياب النظافة فربطها الاختصاصي في غسيل الكلية، بالازدحام والأعداد الكبيرة من المراجعين، معتبراً أن كل المستشفيات الحكومية تعاني من نفس الموضوع وعلى حد تعبيره “كل مشافي الدولة فيها صراصير”!
لكن هذا الجواب “الواقعي” لم يقنع المرضى الذين رفعوا الصوت عالياً ووقعوا عريضة احتجاج حول مجمل المشاكل التي يعانون منها، وقدموها لمدير مكتب المحافظ الذي وعد بمتابعة الموضوع فور عودة المحافظ “بحسب قوله” !

عزيزي أشار إلى الجهود التي تبذلها إدارة المستشفى لتحسين واقع النظافة في المستشفى بشكل عام وفي قسم غسيل الكلية المستحدث في البهو الذي تنتشر فيه الصراصير، حيث تم رش المبيدات ، وهو ما أكده المرضى، متسائلين باستغراب ” هل يجوز رش القسم بالمبيدات بوجودنا، بينما نحن في خضم عملية غسيل الكلية؟”.

المرضى مصرّون كما يقولون على متابعة تحركهم واحتجاجهم على قرار النقل الجائر، وعلى الظروف السيئة التي وضعوا فيها، رغم الضغط الذي يُمارس عليهم من قبل إدارة المستشفى وموظفيها، حيث أكدوا أن التعامل معهم احتلف بشكل واضح بعد أن أعلنوا معارضتهم لقرار النقل ونشر الأمر على صفحات التواصل ، يقول أحدهم : تخيل أنه صدر قرار مباشر بعد أن تحدثنا عن سوء النظافة وانتشار الصراصير، بأنه ممنوع علينا الأكل في المستشفى، وهذا صحياً غير مقبول لأننا بحاجة للطعام خلال عملية الغسيل، مضيفاً : بدلاً أن يقدموا لنا وجبة طعام خاصة بمرضى غسيل الكلية كما هو مفترض، يقومون بمنعنا من الأكل الذي نحضره معنا كنوع من العقوبة !

يختم المرضى حديثهم بالقول ” نحن لا نطلب شيئاً سوى إعادتنا إلى القسم السابق أو مكان آخر يحترم كراماتنا، مقترحين لحل موضوع العزل، إنشاء حاجز زجاجي بينهم وبين مرضى الفيروس السلبي كما هو متبع في المستشفيات الأخرى، ومؤكدين بأنهم ليسوا ضد قرار العزل، لكنهم ضد أن يكونوا ضحيةً له، فيتم رميهم بهذا الشكل المهين في بهو يصلح لكل شيء إلا أن يكون مكاناً لإجراء عملية غسيل كلية قاسية ومؤلمة ومرهقة على مرأى من العابرين، في انتهاك لأبسط شروط الخصوصية وحق المريض بأن يتألم ويتعب دون أن يكون مضطراً لتلقّي نظرات الآخرين المستغربة أو المتعاطفة أو أياً كان نوعها، فهذا أبسط حقوق المريض في مستشفيات تدفع عليها الدولة المليارات لكي تخدم المواطنين وتعالجهم مجاناً (بدون منة من أحد) و تحفظ كرامتهم، في حين لا يتوانى البعض عن تحويلها إلى مكان لإهانة وإهمال ومعاقبة المرضى وكأننا في مسالخ لا في مستشفيات!

هاشتاغ سيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك