الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

قبل أن تصبح (عين المواطن) رمداء..!

الاقتصاد اليوم:

أطلقت وزارة التجارة الداخلية تطبيقا أسمته “عين المواطن”، كاسرة بهذه الخطوة الجمود والروتين بالشكاوى، لتجعل من هذا التطبيق منصة الكترونية سريعة، ومتاحة لكل فئات الشعب لإيصال همومه التموينية للجهات المعنية…

خطوة في الاتجاه الصحيح، قام بها وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك الدكتور عبد الله الغربي، فهذه الخطوة تضع المواطن في وظيفة جديدة، ألا وهي مراقب تموين، وتجعله يمارس الرقابة الشعبية على السلع والخدمات المقدمة في الأسواق، وطبعا هذه الخطوة لا تكلل بالنجاح التام إلا بعد توعية المواطن بأن الشكوى باتت متاحة له وبطريق سهل، فللأسف ثقافة الشكوى لا تزال بعيدة حتى الآن عن المستهلك، وذلك لعدة أسباب يجب تجاوزها بالسرعة الممكنة لتحقيق الفائدة المرجوة من هذا التطبيق:

السبب الأول: يعود لأسباب اجتماعية وخاصة في المناطق الريفية، وهي أن المستهلك لا يرغب بإلحاق الضرر بالبائع الذي قد يكون قريبا له أو يعرفه، أو ما شابه، ومن باب أن الشكوى قد تغلق باب رزقه، وطبعا هذا ينطبق على أسواق المدينة ولكن بشكل ضيق..

السبب الثاني: المستهلك لا يثق بالشكوى التي سيرسلها، وذلك نتيجة الفساد والترهل السابق الذي كان يتمثل بعدم الاستجابة للشكاوى التموينية وان المخالفات كانت رغم كل الشكاوى تمارس على العلن.

السبب الثالث: الخوف من أن يلحق الشاكي أي مساءلة قانونية إذا أقدم على الشكوى، وإجراءات الشكوى، وإظهار اسم الشاكي.

في خطوة وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مؤخرا، عبر تطبق “عين المواطن” نلاحظ انها كسرت حاجز الروتين ولكن أيضا يجب عليها أن تقضي على حاجز الفساد الذي أشار إليه وزير التموين في قوله مؤخرا لمراقبي التموين: “سنراقب عملكم وسنعرف عدد الفاسدين فيكم”، لأن الشكوى في حال وجود الفساد، لن تؤتي أوكلها أبدا، بل ستذهب أدراج الرياح.

لذا لا بد من وزارة التجارة الداخلية مدعومة بجمعية حماية المستهلك أن تعمل على كسر الحواجز الثلاثة التي اشرنا لها، لتحقيق الغاية المطلوبة في إطلاق تطبيق “عين المواطن”، وذلك عبر التوجه لوسائل الإعلام على اختلاف اشكالها لشرح أهمية التطبيق وكيفية استخدامه وطمأنة المستهلك بأن شكوته ستصل وستتم معالجتها بالسرعة المطلوبة بعد التحقق منها، وأن ذلك لن يلحق أي ضرر بالشاكي، فبعد أن أطلقت وزارة التجارة التطبيق لم نشاهد إعلانا واحد على شاشات التلفاز يتحدث عن هذا التطبيق وأهميته، فمن المهم جدا أن يتم الإعلان عنه، ليصبح البائع على علم بأن هناك من يراقبه، وان الغش بات في حدود ضيقة جدا، وليعلم المستهلك أيضا، ان بات يتحمل مسؤولية الرقابة التموينية، للحفاظ على غذائه وملبسه وخدماته بعيدا عن الغش والغبن والتدليس.

العمل الرقابي هو عمل تكاملي، لا يمكن أن يحقق النجاح إلا بتكامل اطرافه، وهنا نأمل من وزارة التجارة أن تتحرك بجدية كما عهدناها دائما، لتوعية المستهلك والبائع بأمر هذا التطبيق، وأن تظهر للمستهلك بأن التطبيق أخذ دوره الرقابي وبات يحقق أهدافه، وهذا الامر سيدفع بالمستهلك بأن يقدم على الشكوى دون تردد،..لذا لا بد من التحرك العاجل لتطبيق الذي ذكرناه قبل أن يصبح هذا الإنجاز دون فائدة.وتصبح “عين المواطن” رمداء!.

سينسيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك