الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

قبور الآخرة كسكن الدنيا...وقلب المدينة لأثريائها فقط

الاقتصاد اليوم:

لم يتمكن الموت أن ينهي طبقية الحياة، ولم يقتصر حب العيش في العاصمة على الحياة بل وصل إلى الموت، ربما هي قسوة العيش في الضواحي البعيدة عن دمشق تسللت إلى قبور الموت فآثروا البقاء في قلب العاصمة، وربما يكون عنفوان الطبقات الاجتماعية المخملية لم يستسلم حتى عند الوفاة.

قبور دمشق

بلغ عدد القبور الموجودة ضمن مدينة دمشق 130 ألف قبر، ولم تعد المساحة الحالية تتسع للمزيد، حتى إن ضيق المساحة الموجودة يضطر القائمين على الموضوع إلى إنشاء قبور طابقية وإزاحة القبور عن بعضها بمقدار 50 سنتيمترا كي تتسع المزيد.

ومن لم يتمكن من الحصول على مسكنه الأبدي في العاصمة، فإن الضواحي موجودة، وبذلك يصبح السكن هاجسا في الحياة والممات، مع فارق بسيط هو أن سكن الآخرة لا يتجاوز مترين مربعين.

غلاء القبور

قال مدير مكتب دفن الموتى في محافظة دمشق محمد حمامية إن الغلاء بأسعار القبور سببه أن الجميع يرغب في دفن موتاه ضمن دمشق، مشيرا إلى أنه يجب أن تكون جميع المقابر خارج حدود المدينة.

وكشف حمامية عن اقتراح في السابق لتحويل مقبرة الدحداح إلى حديقة ولكنه لم يستمر بسبب رفض وزارة الأوقاف هذا الطرح.

كما لفت حمامية إلى أنه حاليا يتم دفن الموتى فوق القبور التي مضى 5 سنوات على ردمها بشريطة أن يكون الشخص المدفون من نفس عائلة الموتى السابقين، مشيرا إلى أنه وفي السابق قبل حالة الاكتظاظ الحالية كان يتم الدفن فوق القبر الموجود بعد 10 سنوات، لافتا إلى أنه يكفي مضي عامين على الدفن كي تكون الجثة قد تحللت.

لا تقلقوا: مقبرة جديدة

كشف مدير مكتب الدفن عن وجود مقبرة جديدة في عدرا تم استلامها، وأشار إلى وجود مسابقة سيتم الإعلان عنها قريبا، لتوظيف عدد جديد من أجل المساهمة في جرد للقبور وترقيمها، من أجل الحفاظ على حقوق العائلات في قبورها.

مركز لخدمة الميت

بعد عدد من الحالات التي تم فيها بيع عدد من القبور لمرات ومرات، تم إحداث مركز لخدمة المواطن من أجل إثبات حق الميت في الدفن بمقبرة معينة، خاصة وأنه إذا لم يكن للعائلة قبر منذ البداية ضمن مقابر مدينة دمشق، فلن تتمكن من الحصول على قبر إلا بموافقة المحافظ حصرا وإلا فإن قبور الضواحي في النجهة حاليا بانتظاره.

نبش القبور

أشار حمامية إلى وجود عدد من حالات تم فيها نبش عدد من القبور بمساعدة عدد من الحفارين، فكان يتم بيع القبر مرة ومرتين خاصة إذا رأى الحفار لفترة طويلة عدم مجيء أقرباء الميت لزيارة القبر، فكان يتم بيع القبور مقابل مبالغ معينة، وقد تم فصل ما يقارب 7 حفارين ثبت قيامهم بتلك الأعمال.

تشابهت مشكلة السكن في العاصمة مع مشكلة الدفن في القبور، الأمر الذي يحتم على المواطن اليوم السعي الدائم للحصول على مكان مناسب للاستقرار في الحياة والممات.

هاشتاغ سيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك