الاقتصاد اليوم:

بلغ النقص الحاد في احتياجات قطاع الدواجن من المواد العلفية مرحلة بالغة الحرج سواء على مستوى منشآت المؤسسة العامة للدواجن ومنها منشأة دواجن اللاذقية، أم على مستوى مربّي الدواجن في محافظة اللاذقية الذين وضعوا هذه القضية المزمنة في عهدة اتحاد الفلاحين، ومنه إلى الجهات المعنية، ويبدو أن المشكلة باتت مزمنة إلى درجة تهدّد هذا القطاع الغذائي لأن الدعم الذي جرى تداوله رسمياً وإعلامياً بشأن هذا القطاع لم يتعدَّ الإطار النظري الكلامي، ففي ظل العجز التام الحاصل في تأمين المادة العلفية للمنشآت والمربّين تفقد مشروعات المفاقس الحديثة والتربية الآلية معناها بالمعيار الاقتصادي والإنتاجي.

وتؤكّد مصادر مطّلعة أن منشأة دواجن اللاذقية وتحت وطأة الصعوبة البالغة في تأمين المادة العلفية اضطرّت إلى تقنين الغذاء لطيور الدواجن إلى ما دون نصف المعدّل الطبيعي للتغذية منذ يومين، ولم تجد إلا القطاع الخاص ليلبّيها وبأسعار كاوية تستنزفها مالياً لأنه لا خيار آخر أمامها، ولاسيما أن الأسعار تضاعفت هذا العام مقارنة مع العام الماضي حيث أصبح سعر كغ الذرة الصفراء 112 ليرة بدلاً من 51 ليرة، وسعر كسبة الصويا 230 بدلاً من 122 ليرة، وتتكبّد خسارة يومية تقدّر بـ700 ألف ليرة لأن كلفة البيضة الواحدة 36 ليرة، في حين يبلغ متوسط بيعها 27 ليرة، وكلفة الكغ الواحد من الفروج 650 ليرة، ومتوسط بيعه 600 ليرة، ومن شأن هذه الخسائر المتلاحقة أن تضع هذه المنشأة الاقتصادية الإنتاجية أمام مصير مجهول يصل إلى حدّ التراجع الإنتاجي الكبير والعجز الاقتصادي لأن الدعم المطلوب لا يزال بعيد المنال وأقله الاحتياجات العلفية.

أما مربّو الدواجن فينتظرون النظر في معاناتهم التي وضعوها برسم اتحاد الفلاحين لدى مراجعة معظمهم لاتحاد فلاحي اللاذقية يشتكون من الارتفاع الهائل في أسعار المواد العلفية وخاصة الذرة الصفراء وفول الصويا، حيث يعزف التجار عن بيعهم أية كمية في الوقت الحالي بانتظار ارتفاع الأسعار بشكل متزايد ودائم، وهذا ينعكس سلباً على تربية الدواجن، وبدوره اتحاد فلاحي المحافظة سطّر كتاباً مفصّلاً بهذا الوضع إلى الاتحاد العام للفلاحين بالقطر لأجل مخاطبة الجهات المعنية وإمكانية توفير المادة العلفية عن طريق المؤسسة العامة للأعلاف وبأسعار تناسب إمكانات الإخوة المربّين وتضمينها دورات علفية للمزارع المرخّصة.