قطاع الدواجن يحتاج لإنعاش..المواد العلفية ارتفعت رسومها ومعملان للصويا فقط في سورية!
عقب كل اجتماع نحضره يتعلق بواقع قطاع الدواجن في سورية، نخرج بانطباع سلبي عن هذا القطاع، مرده أن القائمين على قطاع الدواجن ومن أعلى المستويات (وزير وما دون) لم يدركوا بعد أن المسألة باتت تحتاج إلى حلول جذرية لمعالجة الصعوبات التي تعيق تقدم قطاع الدواجن وتسهم في نموه ليرقى إلى مصاف "صناعة الدواجن"!! . نقول هذا الكلام مع كل أسف لأنه من غير المعقول أن نبقى ندور في دوامة مستوردات الذرة وكسبة الصويا، ومشكلات إجازات الاستيراد، إلى ما لانهاية!!، كما لم يعد من المنطقي استبعاد فكرة قيام اتحاد نوعي لمربي الدواجن في ظل الخسائر التي يتعرض لها المربون جراء عوامل عدة أهمها ارتفاع أسعار مستلزمات الانتاج، والفوضى الضاربة في أطناب قطاع الدواجن؟!!،وشكاوى المستهلكين من ارتفاع أسعار الفروج والبيض إلى حدود غير مسبوقة ما دعا البعض من المربين لإطلاق" رصاصة الرحمة" على هذا القطاع؟!!.
وللتذكير فقط: المواد العلفية ارتفعت رسومها من 1% إلى 5%!! أي إن الحكومة ستحصل من تجار استيراد الأعلاف على قرابة 3،6 مليارات ليرة من الذرة الصفراء وكسبة فول الصويا فقط!. وهذه سيدفعها التاجر المستورد للحكومة، ويأخذها من المنتج أو المستهلك؟!!.
خسارتنا بالمليارات!!
آخر اجتماع دعينا إليه كان برعاية هيئة دعم الإنتاج المحلي الصادرات وحضور عدد من المربين والمعنيين بقطاع الدواجن، وطرح خلاله معاناة المربين والتي لخصها لنا أنطون داوود " منتج ومربي ومستورد" الذي له باع طويل بمهنة تربية الدواجن منذ 1970، والذي ألمح إلى مشكلة الضرائب الكبيرة التي تفرض على مستوردات" الكسبة والصويا" التي وصلت 5% ومشكلات تذبذب أسعار صرف الدولار، وإيجازات الاستيراد المحصورة بمدة 3 أشهر. وأضاف داوود: من دون علف لا شيء اسمه دواجن، وأنه من غير المنطقي وجود معملين للصويا في سورية فقط وكل معمل يربح على كل طن صويا 200 دولار!!، وأتحدى أي تاجر سوري استورد " كيلو صويا واحداً" حتى تاريخه!! وتابع داوود بألم: خسارتنا بالمليارات وليس بالملايين، وأستغرب أن يكون لدينا 4 فصول ولا نكون في المرتبة الأولى في إنتاج وتربية الدواجن، كما كنا نصدّر للعراق منتجات الدواجن، وبتنا مستوردين للأدوية واللقاحات البيطرية، التي تدخل تهريباً إلى سورية مع ما تحمله هذه المستوردات من مخاطر على تربية الدواجن. وختم داوود: "خلصونا من القرار 703 الذي أصدرته وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية الخاص بمستوردات الأعلاف كي نعمل ونستمر في التربية.
فيما أوضح نزار سعد الدين "مربي دواجن" أن هناك الكثير من المربين تركوا مهنة تربية الدواجن جراء ارتفاع أسعار المواد العلفية، وارتفاع سعر الدولار، موضحاً أن سعر طبق البيض الذي يُسعّر بـ 900 ل.س لا يحقق ربحاً للمربي كما يعتقد البعض والمنتج خاسر في النهاية في ظل ارتفاع مستلزمات الإنتاج ومدخلات التربية. مطالباً الحكومة بدعم المنتجين وإعادة النظر بالقرار 703 الذي يحدد مدة إجازة الاستيراد بـ 3 أشهر فقط . محمد كشتو" ممثل اتحاد غرف الزراعة السورية " أشار إلى أن قطاع الدواجن مهم جداً وبحاجة إلى دعم باستمرار لضمان عمليات التربية، لافتاً إلى أن أسعار كسبة الصويا ارتفعت بحدود 15 ـ 20 %، وإلى أن ضعف القوة الشرائية للمواطنين تحول دون شراء منتجات الدواجن، وبالتالي الخوف مبرر من خروج العديد من المربين من دائرة الإنتاج والتربية نظراً لارتفاع التكاليف. آملاً أن تخرج الورشة بمخرجات قابلة للتنفيذ تسهم في تطوير مهنة تربية الدواجن.
مشاكل خطِرة جداً
رئيس الرابطة السورية للدواجن قال: تهريب اللقاحات والأدوية ودخولها إلى سورية أدى إلى مشاكل صحية خطِرة جداً منها مرض السالمونيلا التي تؤدي إلى تسمم غذائي وتفتك بمزارع الدواجن، وباتت هذه الأدوية تنافس المنتج المحلي. وأضاف: أين مخبر وزارة الزراعة الذي يعد من أرقى المخابر في المنطقة؟!! والذي كلف الملايين من الليرات السورية غير أنه "مغلق" ولايمارس عمله في عمليات الكشف والتحري عن الأمراض الخطرة التي يتعرض لها قطاع الدواجن وتابع: لدينا الكثير من الخبرات المحلية في مهنة تربية الدواجن لكن مع الأسف لايعجبنا سوى أصحاب "العيون الزرقاء" من الخارج؟!! داعياً نقابة الأطباء البيطريين في سورية إلى تأهيل الأطباء البيطريين قبل إرسالهم إلى مزارع تربية الدواجن كي يعملوا بها.
إطلاق رصاصة الرحمة
طبيب بيطري ومستورد لقاحات وصيصان قال: متفائلون بمهنة تربية الدواجن رغم الأوجاع، مشيراً إلى مخاطر تهريب الأدوية واللقاحات وما تحمله من " عترات" داعياً الحكومة للسماح بدخول الأدوية بشكل نظامي كي تنافس بطريقة مشروعة الأدوية المحلية التي عليها أن تحسّن من جودة الأدوية وفاعليتها، ولكي لا يكون هناك نوع من " احتكار" توزيع لهذه الأدوية وتابع: نعاني اليوم من أزمة القرار 703، وإذا لم تعالج مشكلات استيراد الأعلاف والأدوية واللقاحات .. لم يبق سوى إطلاق "رصاصة الرحمة" على قطاع الدواجن!!. في المقابل أشار نائب رئيس غرفة تجارة دمشق عمار البردان الى أن سورية كانت تستورد 3 ملايين طن سنوياً من الذرة العلفية قبل الأزمة وانخفضت الكمية لحدود 600 ألف طن في العام الماضي ما يدل على التراجع الكبير في قطاع الدواجن. مؤكدا أن هنالك تخبطاً حكومياً في دعم هذا القطاع، ففي وقت يتم الحديث عن تمويل المستوردات كان لرفع الجمارك على الأعلاف من 1 إلى 5% إضافة لرسم الإنفاق الاستهلاكي ليصل إلى 8% أثر سلبي على القطاع وهو ما سيضر به وبالتالي لن تستمر عملية التصدير لفترة طويلة حجة الحكومة في هذا الرفع هو حماية الإنتاج الوطني، ولكن سورية ليس لديها إنتاج لمادة الذرة العلفية وما ينتج من كسبة الصويا لا يعادل أكثر من ربع حاجة القطر، فحسب أرقام العام الماضي وصلت كمية حب الصويا المستورد للمعامل 100 ألف طن أنتجت 80 ألف طن كسبة صويا في حين حاجة القطر تتراوح بين 250 إلى 300 ألف طن والحكومة تمول مستوردات الذرة في حين لا يتم تمويل كسبة الصويا وهو ما أدى إلى تراجع في استيرادها هذا العام. وأوضح البردان أنه لا بد من إعادة النظر بجمارك الأعلاف والقيام بتمويل استيراد كسبة الصويا من أجل دعم قطاع الدواجن وعدم حدوث انتكاسة جديدة له، وهو قطاع مهم كان يحقق نمواً كبيراً وتضرر جداً بفعل الأزمة بسبب وجود معظم المداجن في الأرياف.
تشميل المربين بالدعم
في أحد الاجتماعات التي حضرناها سابقاً طالب وزير الزراعة المهندس أحمد القادري وزارة الاقتصاد والتجارة الخارجية بضرورة تشميل صادرات قطاع الدواجن بالدعم الحكومي ليتمكن المربون من الاستمرار في التصدير، لأن منتجات قطاع الدواجن تتعرض لمنافسة شديدة في الأسواق العراقية والتي تشكل المنفذ الوحيد حالياً لفائض إنتاج القطر من بيض المائدة. كما طالب القادري بضرورة إعفاء واردات القطر من الأعلاف (ذرة – كسبة صويا – شعير) من الرسوم الجمركية، والتي تم رفعها مؤخراً من 1 بالمئة إلى 5 بالمئة، لأنها تشكل عبئاً على المربين إضافة إلى رفعها لتكاليف الإنتاج ولاسيما أنه يتم استيراد نسبة 90 بالمئة من هذه الأعلاف لعدم وجود ناتج محلي بديل عنها.
خطة لإنعاش قطاع الدواجن
في حين أشار وزير الاقتصاد إلى أن الحكومة وضعت إستراتيجية لإنعاش قطاع الدواجن من خلال تمويل الأعلاف بشكل كامل وتسهيل عمليات استيرادها وتشجيع الاستثمار في القطاع وترميم الإنتاج، وقد أدى ذلك لتحسن واضح أدى لبدء تصدير البيض وإمكانية تصدير الفروج في فترة لاحقة
أسعار مستوردات الأعلاف بالأرقام
ارتفعت أسعار الطن المستورد من 18950 ل.س 2011، إلى 22 ألف ل.س في 2012، إلى 37،5 ألف ل.س 2013، وصولاً إلى 48 ألف ل.س للطن. أي إن نسبة الارتفاع بلغت 158% في الذرة الصفراء، وينبغي التذكير بأن الذرة الصفراء هي منتج محلي واسع الانتشار، إلا أن تراجعه يعود إلى الاضطراب في مناطق إنتاجه الرئيسية في المنطقة الشرقية. وكلتا المادتين كسبة فول الصويا، والذرة الصفراء، تعتبر من أهم المكونات العلفية وتحديداً بالنسبة لغذاء الدواجن.
المصدر: مجلة الأزمنة
تعليقات الزوار
|
|