كتب المهندس باسل كويفي: ومضات الحالة السورية السويّة…4
الاقتصاد اليوم:
تنطلق ركائز قوة الدولة ونفوذها وقدرتها على المواجهة والمناكفة ودفع الخطر وسد الثغرات التي قد ينفد من خلالها الأخرين على ركيزتين أساسيتين وهما (السياسة والاقتصاد)، وحتى نقول عن نموذج سياسي أنه يتمتع بحالة صحية متوازنة فإنه لا يجب أن ينطلق في تصميم سياساته من ركيزة دوناً عن الأخرى، فلا يجوز أن يقع أسيراً للاقتصاد فينسى السياسة ومناوراتها والعكس صحيح .
لذلك؛ فإن الدول مُطالبة بتعميق الاهتمام بالسياسة كما الاقتصاد والوصول لحالة توازن بينهما، وتصميم السياسات policies لجلب منافع اقتصادية وسياسية معاً، والحد من التعامل مع المواطن باعتباره وظيفياً لجباية الضرائب والرسوم (المال ) بالشكل الذي يحطم الرابطة الوطنية وهو أمر غاية في الخطورة على الأمن القومي لأي بلد .
صعوبات شديدة تواجه الفقراء والطبقة الوسطى ، من هذا المنطلق ؛ ونتيجة الضائقة المعيشية التي ألقت بكاهلها على المجتمع السوري ، ونظراً لاضطرار العديد من الشباب والقدرات البشرية السورية لمغادرة بلدهم لتوفير حياة أفضل لهم في المغترب ولعائلاتهم في الداخل السوري ، ونظراً لأنهم عبر تحويلاتهم يدعمون الاقتصاد السوري ( وجهة نظر ) فالعديد من المواطنين طالبوا بتساؤل شعبي بسيط الجهات صاحبة الاختصاص … بتيسير حصولهم على جوازات السفر وتجديدها ( وترقين الاشارات مهما كان مصدرها )
" جواز السفر السوري هو بمثابة بطاقة شخصية دولية لكل مواطن يحمل الجنسية السورية يتم بموجبها السماح له بدخول أي دولة أجنبية عند تحقيق شروط الدخول إليها ، وبالرغم من تكلفته العالية نسبياً بين دول العالم إلّا ان مرتبته متدنية وفق التصنيف العالمي "
علينا تعزيز مؤشر قوة الجواز السوري بمساعي حكومية ديبلوماسية لدى الدول التي لديها علاقات وتمثيل متبادل ، حتى لا يصبح السوري وجواز سفره أسير الاقامات والجنسيات الاخرى مقابل المال أو الانتماء … وانعكاسات ذلك على المجتمع السوري ووحدته وهويته الوطنية الجامعة .
نعلم جميعاً ، أن الحرب على سورية والحصار والعقوبات لها الدور الكبير في هذه النتائج ( علينا الاعتماد على الذات قدر الامكان وتشجيع قطاع التكنولوجيا وقطاع الضيافة وقطاع الترانزيت والنقل وعلى الأخص بعد الاتفاق الرباعي الجديد لطريق التنمية الواصل من تركيا الى العراق والخليج .. ) ، ولكن نأمل الانتصار دبلوماسياً على هذا الواقع المرير و تحسين التبادل الدبلوماسي من جانب الاعفاء من التأشيرات للجواز السوري الذي يمثلنا ونفخر بالاعتزاز به بعيداً عن المزايدات والرهانات الخاسرة التي يعمل عليها المتربصون ببلدنا أينما تواجدوا وحيثما حلوا ، فسورية امتداد الحضارة كانت ولم تزل وستبقى منارة ثقافية وجيوسياسية وانسانية .
تعليقات الزوار
|
|