كتب المهندس ماهر مرهج: إعادة الاعمار بين الواقع والشعارات
الاقتصاد اليوم ـ خاص:
كثرت في الاونة الاخيرة التصريحات واللقاءات والمقابلات والزيارات حول اعادة الاعمار وسبله وبناء سوريا المستقبل...وهذا ما اعتدنا عليه من مسؤولينا عبر طويل السنوات .....بالتاكيد المعاناة والحرب التي مرت فيها بلادنا عبر 7 سنوات عجاف ليست سهلة وبعيدا عن تحليل الاسباب والتوصيف وعرض النتائج ..
لابد من ادراك حقيقة الواقع الاقتصادي الذي نعيشه، فنحن امام بنى تحتية مدمرة بنسبة تفوق 50 بالمئة في بعض المناطق وامام عجلة اقتصادية شبه متوقفة ودورانها بطيء و هنا اذكر ان حالنا احسن بكثير من حال دول كثيرة ادت بها هكذا ظروف حرب مرت بها لتتحول بعدها وخلال عدة سنوات لدول من اكبر اقتصاديات العالم كاليابان والمانيا بعد الحروب العالمية
وهنا بتحليل بسيط لتجربتها الاقتصادية نرى ان هذه الدول نهضت من ركام الحرب بمقدراتها الذاتية رغم العقوبات التي فرضت عليها...سواء كانت تللك المقدرات بشرية او مادية ومن هنا نرى ان النهوض واعادة الاعمار يجب دراسته والتجهيز له بقدرات محلية وليس عبر استجداء قدرات خارجية من الاصدقاء او دفع تعويضات من الاعداء فنحن بلد يملك قدرات اقتصادية كبيرة سواء في الزراعه او السياحة او الثروات الباطنية ...او الموارد البشرية او الفنية
فالحل لا يكمن حسب شعارات وتصريحات المسؤلين باستدعاء الشركات الخارجية على اختلاف جنسياتها او دعوة المستثمرين من دول ما وراء البحار بل بالاعتماد على القدرات المحلية مادية او بشرية ....وذلك لايكون الا بحزم قوانين جريئة تمنح امتيازات وتشجيعات للمستثمر المحلي وراس المال البسيط والمتوسط وتشجيع مشاريع رواد الاعمال من الشباب والحرف الصغيرة وتشجيع الشباب الذي حمل اعباء الحرب واضاع سنوات انتاجه في الجيش وقتال الارهاب على بناء مشاريعه الصغيرة والمتوسطة ومساعدته من الحكومة بتقديم الاراضي المجانية له للسكن والمشروع من الحكومة وتقديم التمويل بقروض ميسرة من المصارف
..ولنتبتعد عن احلام دعوة كبار المستثمرين من شركات وافراد والتي ستبقى متخوفه من الدخول لاسواق الاستثمار في بلد انهكته الحروب واوضاعه الامنية تحتاج لسنوات لاعادة استقرارها....
ولابد من تعديل قوانين الاستثمار والاقتراض والتراخيص وتطبيق اللامركزية الادارية ...والتخفيف من الروتين ...والانفتاح الاقتصادي لتشجيع سوق العمل والانتاج...وتحويل الادخار من سوق العقارات والذهب والدولار ...الى سوق الانتاج الزراعي والصناعي والسياحي والخدمي.....وهنا ترى هل تجرؤ حكومتنا على انخاذ هكذا اجراءات بدل من الشعارات واللقاءات..والتصريحات......نحتاج لحكومة تقوم باجراءات واقعية تساهم في استثمار امكانياتنا الذاتية وثرواتنا الباطنية ...وخصخصة شىركاتنا العامة ومعاملنا الخاصة وتحويلها لشركات مساهمة مغفلة ...تساهم في جمع الراسمال المحلي وخلق فرص عمل جديدة للشباب وكوارد حقيقة للاسر التي انهكتها الحرب واضعفت دخولها....وانشاء مدن حرفية للصناعات الصغيرة وبجوارها مدن سكنية تستوعب محدودي الدخل بجواراماكن عملهم وذلك بتمويل المصارف المحلية والتمويل الحكومي....
هكذا فقط يمكننا ان نتحدث عن اعادة اعمار بلدنا واقتصادنا وتحولنا لدولة قوية اقتصاديا واجتماعيا خلال عشر سنوات او اكثر.
المهندس ماهرمرهج رجل اعمال وباحث اقتصادي
تعليقات الزوار
|
|