الاقتصاد اليوم ـ متابعة:

كتب رجل الأعمال فيصل العطري: واقع التيار الكهربائي في سوريا مشاكل وحلول.

هناك كثير من الأسئلة حول واقع التيار الكهربائي في سوريا حالياً، وماهي الحلول وما هي أفضل السبل لتنفيذها؟
واقع الكهرباء في سوريا حاليا:

1- لدينا نقص بالوقود بسبب نقص التمويل والعقوبات.

2- لدينا عجز في محطات التوليد لأسباب مختلفة,

3- ضعف كفاءة شبكة التوزيع وهذا مرده لسببين:

آ- فاقد فني بسبب سوء حالة الشبكة لأسباب سأبينها لاحقاً، وهذا يتسبب بفاقد يتراوح بين 20-30%.

ب- فاقد تجاري بسبب التعديات على الشبكة وامتناع بعض مؤسسات الدولة عن تسديد فواتيرها وهذا يُقدر بـ 20%، أي أن المجموع يصل لحوالي 50%.

هذه الأسباب مجتمعة أدت لارتفاع مخيف بتكلفة توليد الكهرباء وساهمت بخسارة كبيرة لقطاع الكهرباء.

الحلول:

1- مكافحة الهدر:

تقييم حالة الشبكة و فهم أسباب نقص الكفاءة ومعالجتها والعودة لاتباع الستاندرد العالمي و هو إجراء صيانة دورية و وقائية لمكونات محطات التوليد والشبكة وهذا كان متبعاً، ولكن منذ منتصف الثمانينيات اعتمدت الدولة سياسة التقشف، فتم التوجيه بإلغاء الصيانة الدورية والاكتفاء بالتدخل عند حدوث الاعطال أو عندما تصل الحالة لدرجة متردية جداً، ولازالت هذه السياسة متبعة حتى اليوم "بالمناسبة هذه السياسة تنسحب على كل قطاعات الدولة".

2- مكافحة التعديات على الشبكة:

استخدام عدادات كهربائية ذكية ترتبط بسيرفر مما يتيح تحكما تاما بالشبكة ويمنع السرقة ويؤمن عشرات الميزات التي يحتاجها المواطن، وقد سبق أن طرحت هذا الحل سنة 2015 وتناقله عدد ليس بقليل من المواقع الإلكترونية العربية ولكن النظام السابق تجاهله "وإن حاول تنفيذه بصورة مشوهة سنة 2021".

3- توليد الطاقة:

راج استخدام الألواح الشمسية، لكن الالواح يمكن أن تكون داعما للشبكة و لا يمكن أن تكون مصدراً رئيسياً او أصيلاً، كون انتاجها لا يجاوز 6ساعات يومياً كحد أقصى، كما مردودها شديدة التأثر بالغبار مما يستوجب تنظيفها بشكل دوري.

لذا أرى التوجه نحو ثلاثة حلول:

أ‌- التركيز على الطاقة الريحية ولدينا في سوريا فتحات هوائية يمكن انشاء مزارع رياح فيها، كما يمكن انشاء مزارع ريحية في البحر "في مطلع الثمانينيات حاول رجل الأعمل حيان اتاسي انشاء مزرعة ريحية في حمص ولكن...".

ب‌-  الطاقة الشمسية المركزة Concentrated Solar Power - CSP حيث يتم تنصيب عدد كبير من المرايا توجه نحو خزان ملحي يوضع بمحرق هذه المرايا محمولاً على عمود فتصل حرارة الملح لـ 800درجة مئوية وتدير توريبنات بخارية مما يسمح باستمرار العمل بنفس الكفاء حتى في أكثر الأيام غيما "هذا الحل يمكن تنفيذه في صحراء تدمر وهو منتشر في الصين وامريكا واسبانيا والمغرب العربي".

ج- استخدام عدادات on grid بحيث يقوم من يملك منظومة طاقة بديلة بتركيب هذا العداد وربطه مع الشبكة وبهذا يتمكن من استجرار حاجته من التيار ويضخ مايزيد عن حاجته في الشبكة، وعند الحساب تجرى عملية تقاص بين ما استجره و ما ضخه للشبكة "هذا الحل منتشر جداً في ألمانيا" ومن أهم ميزاته أنه يغنينا عن الحاجة لبطاريات "لكن طبعاً يحتاج لشبكة مستقرة لا ينقطع التيار فيها".

كيف يمكن تنفيذ هذه الحلول:

يذهب البعض للتوجه نحو الخصخصة وبيع القطاع العام والتخلص منه، لكن برايي أن الخصخصة بهذه الأوضاع المزرية التي تمر بها سوريا ستعني بيع الأصول بأبخس الأثمان "هناك تجارب عالمية تؤكد كلامي"، لذا أرى التوجه نحو تلزيم شركتي توليد و توزيع الطاقة الكهربائية لمقاولين بنظام BOT لقاء مبلغ أولي و نسبة من الارباح تاخذهما الحكومة السورية، بحيث تقوم هذه الشركات باشادة محطات التوليد وإصلاح الشبكة واستثمارها وإعطاء الدولة حصتها من الأرباح على أن تعود ملكية الأصول للدولة جاهزة للاستثمار بنهاية العقد.

وحيث أن الصين في مقدمة الدول بهذا المجال يمكن إجراء مفاوضات بين الصين وسوريا، ويمكن الطلب من السفارة السورية في الصين عقد ندوة أو مؤتمر يُدعى له ممثلين عن الحكومة الصينية و الشركات المهتمة بالاستثمار في مجال الطاقة الكهربائية في سوريا.

وقد سبق أن حضرت السفارة ممثلة بسعادة السفير مؤتمراً للطاقة الكهربائية حضره معاون وزير الكهرباء و عديد من الشركات الصينية المهتمة..

علماً أن الصين قد وصلت في الشهر العاشر 2024  لتوليد أكثر من 40% من احتياجها بواسطة الطاقة البديلة إذ كان لديها 887 غيغاواط من الطاقة البديلة وهذا  أكثر من أمريكا بستة أضعاف، هذا و يتوقع أن تحقق الصين هدفها بالوصول 1200غيغاواط قبل ست سنوات من الموعد المحدد، ما يؤكد جدية الصين في دعم قضايا المناخ.

فيصل العطري
هذا المقال هو جزء من مقابلة متلفزة جرت مؤخراً