الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

كهرباء (حليمة)…؟!

الاقتصاد اليوم:

أيّ إحساس سينتابك حين ترى عرضاً ضوئياً يتلاعب في سماء دمشق..، في الوقت ذاته الذي تشهد فيه تلاعباً آخر للتيار الكهربائي في منزلك..، يكاد يُطيِّر ما تبقى لك من توازن عقلي تستطيع به محاولة الفهم والتفسير والتبرير لما يحدث..، في هذا الشهر الفضيل..؟!.

وبأي ميزان وقبَّان عدالة..، يمكنك الكيل، وأنت تشهد بأمّ عينك، ازدواجية التعاطي في تأمين الطاقة الكهربائية بين منطقة وأخرى في العاصمة..؟!.

مناطق لا تكاد تغيب عنها الكهرباء وإن غابت سُويْعة عادت لأسباب بعضها مفهوم غير مهضوم..، وأخرى كانت ولا تزال فرق حساب في معادلة المناطق “الأولى بالرعاية الكهربائية”، التي لا تخلو (أي المعادلة) من المحسوبيات في حسابات التوزيع والتقنين وزمن الوصل والقطع وانتظام شدة التيار..!.

وحتى ضمن المناطق “المغضوب” عليها كهربائياً، نجد تحاملاً على أحياء دون أخرى، وحين تسأل عن السبب، يُقال: لا مجال لغير هذا..!، وعندما تسأل ألا يوجد حل..؟، يأتي الردّ أنه موجود لكنه في خانة الموعود على قائمة الانتظار..، علماً أن هناك مناطق خارج هذا المنولوج.. الممجوج..!.

قبلنا بالتقنين مهما بلغت ساعاته ومعاناته وأعباؤه على منظومتنا وإدارتنا الكهربائية والمواطنين على حد سواء..، لكن طلبنا اليتيم التقيّد بالوقت المخصص عند عودة التيار..، دون قطع أو بتر لنصف ساعة أو ثلثها أو ربعها، من بداية الزمن المخصص لوصول التيار ونهايته..، وحتى هذا البتر “بلعناه”..!.

لكن الذي لم نستطع “بلعه”، ولم تتحمل أجهزتنا الكهربائية المنزلية “بلعه” لأن فيه عطباً لها..، رجوع تطبيق “الحماية الردِّية”، ونذكّر في مناطق بعينها دون سواها، التي أنطبق عليها المثل القائل “فوق الموت عصّة قبر”، أي فوق التقنين “ردَّية”..، لا أراكم إيّاها يا مَن لم تجرّبوها..!.

وليس أخيراً..، فإن ما نودّ التذكير به –مع فائق تقديرنا لرجال النور وتضحياتهم، ومع فائق تفهّمنا للأعباء والتكاليف- هو تلك الوعود التي أطلقتها وزارة الكهرباء حول تأكيدها خفض ساعات التقنين إلى حدّ إلغائه وفقاً للظروف الممكنة..، التي لم نكد نهنأ بأيام منها، حتى عادت “حليمة” لعادتها القديمة..!.

ويا ليتها عادت للتقنين فقط، بل زادت عليه “حمايتها الردِّية” بمبرر أنه لا مناص منها لحماية منظومتنا الكهربائية، أما حماية أجهزة المواطن وأمان بيته وأسرته ومؤونته، ومراعاة عدم قدرته على التعويض للخسائر بسبب “الردية” فدونها آذان -على ما يبدو- من طين وعجين..، طبقٌ لم تنجُ منه موائد ومساءات وسحور رمضان..، الذي سنضيف لما سنذكر منه: “..والكهرباء”!؟، وخاصة تلك المناطق والأحياء التي تستحق “زكاة” كهربائنا..!.

هامش: كان وعد السيد رئيس الوزراء قبل أشهر بأن يصبح التقنين بداية أيار 4×2.. للتذكير فقط.

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك