الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

لا تنقصنا الضباع..وفائض الكلاب مقلق..فمن المستفيد من فتح باب استيرادها في زمن شد البطون؟!

الاقتصاد اليوم:

من الغريب فعلاً والعجيب أيضاً أن يُسمح في هذه الأيام العصيبة على البلاد حرباً وحصاراً اقتصادياً، باستيراد أي سلعة غير ضرورية وقابلة للاستغناء عنها، لاسيما وأننا في ضوء هذا الحصار الاقتصادي العميق والذي من أساسياته عرقلة التحويلات المالية من سورية وإليها، ومحاولة التأثير على أي دخلٍ يأتينا من الخارج، فتجارتنا ملاحقة، وتحويلاتنا مجمّدة إلا بطرقٍ محفوفة بالمخاطر.

وأمام هذه الأحوال الصعبة، وأمام حاجتنا الماسّة لأية عملة أجنبية قابلة للتداول، كان علينا ترشيد مستورداتنا إلى أقصى الحدود الممكنة، ولكننا نتفاجأ فعلاً بأن هناك مستوردات لا تخطر على البال، وكأننا نعيش بأكثر الظروف رفاهية وانتعاشاً اقتصادياً واجتماعياً زاهراً، وليس على بالنا همّ ولا غم.

فقد تناقلت وسائل الإعلام تقريراً بيئياً مؤخرا ورسمياً، يشير إلى قيام بعض الجهات بإعطاء موافقات بتصدير أعداد من الحيوانات السورية، منها الطيور والسلاحف والنسناس والسناجب والغزلان، وما إلى ذلك، وهذا شيء جيد أن نصدّر مثل هذه الحيوانات، فهي بالنهاية سلع يأتينا من وراء تصديرها قطعاً أجنبياً نحتاجه مهما كان قليلاً. أما أن تقوم تلك الجهات بإعطاء موافقات لاستيراد القرود والضباع والقطط أيضاً، وأعداد من الطيور ومجموعات من الغريّر والكلاب، فهذا أمر غير مفهومٍ فعلاً بمثل الظروف القاسية التي نمرّ بها اليوم، والمصيبة إن كانت هذه المستوردات مموّلة من قبل مصرف سورية المركزي، وحتى إن كانت مستوردات خاصة ممولة من أصحابها فمن غير اللائق السماح باستيراد مثل هذه الأنواع من الحيوانات هكذا ببساطة، فما حاجتنا للضباع والقرود ..؟! وما اضطرارنا لاستيراد الكلاب ..؟! فلدينا ما يكفي ويفيض من الكلاب في هذه الأيام الشاردة وغير الشاردة، بل تتجه بعض البلديات إلى قتلها أحياناً من كثرتها وإزعاجها للناس وتخوفهم من مخاطرها، ولذلك فإن الإقدام على استيرادها بالفعل أكثر من غريب .. وهو استهتار صارخ باحتياجات البلاد في هذه الظروف الصعبة والخطيرة ..

سينسيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك