الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

لهذه الأسباب..صفيحة زيت الزيتون ترتفع إلى نحو 30 ألفاً مع ندرة الجودة المطلوبة

الاقتصاد اليوم:

سجّل سعر صفيحة زيت الزيتون ارتفاعاً مضاعفاً في محافظة اللاذقية هذا الموسم عن الموسم  الماضي، إذ قارب سعر الصفيحة الـ 30 ألف ليرة مع ندرة حقيقية في الحصول على المادة بالجودة المطلوبة وبالسعر المقبول ذلك بسبب قلة إنتاج الزيتون خلال موسم 2016 الذي لم يتجاوز 70 ألف طن، ما انعكس تلقائياً على تراجع كمية الزيت المستخلص.

لعل من المهم في ضوء هذا التراجع الإنتاجي والارتفاع السعري أن نكتشف أن كل ما أثير خلال العام الماضي وما قبله من إجراءات وبرامج لتحقيق التوازن في زيت الزيتون، وتحديداً بالتشارك بين عدة مؤسسات تسويقية وإنتاجية وبحثية وتصديرية عامة وأهلية، لم تسهم في كبح جماح الأسعار، ولا في توفير المادة المطلوبة في السوق المحلية، ولاسيما المادة المحققة للجودة والنوعية، وهذا ما كان معوّلاً عليه من مشروع بنك زيت الزيتون السوري لدعم صغار المنتجين وحمايتهم عبر تمويل إنشاء خزانات ستانلس كبيرة بالمواصفات العالمية للتخزين تستوعب الدرجات المختلفة للزيت السوري، وإنشاء إدارة لها كشركة مستقلة، حيث يقوم صغار المنتجين بإيداع الزيت في الخزانات كتخزين مأجور بالمواصفات الصحية المناسبة، يعاد عند الطلب أو يمكن أن يتم شراء الزيت منها وتخزينه لحساب الشركة، والهدف من البنك السيطرة على أسعار زيت الزيتون السوري من خلال الموازنة بين العرض والطلب والحفاظ عليه لتسويقه في أوقات ذروة الأسعار العالمية، وإمكانية تلبية الطلبات الخارجية والطلبات الداخلية للمعامل، ولكن الواقع لا يزال على حاله.

وتكشف المؤشرات الإنتاجية المتأرجحة ضرورة إيلاء حلقة التسويق ومراقبة حركة تداول الزيت في الأسواق أهمية كبيرة واهتماماً جاداً ولاسيما أن زيت الزيتون دخل الأسواق العالمية مودعاً الكساد بوصوله إلى هذه الأسواق، وبالتالي اشتداد الطلب عليه محلياً، ما ينعكس ارتفاعاً مستمراً على سعر الكغ منه، وهنا تكمن أهمية تحقيق التوازن بين احتياجات السوق المحلية وبين الكميات المصدرة إلى الأسواق الخارجية، مع الإشارة هنا إلى أن ارتفاع سعر زيت الزيتون لا ينعكس مردوده الاقتصادي على المزارعين جراء تداخل عوامل عدة من تكاليف الإنتاج ومستلزماته، والحلقات الوسيطة، ما يجعل من الضروري اعتبار حاجة السوق المحلية أولوية لأن الجدوى الاقتصادية المباشرة لا تصب عند المزارع المنتج، ويمكن تحقيق التوازن المستمر ما بين استمرار تواجد المنتج المحلي في الأسواق العالمية للحفاظ على سمعة المنتج، وما بين توفيره بأسعار مناسبة في أسواقنا.

المصدر: صحيفة "البعث"

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك