الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

مئات الملايين لمشاريع البهورة..أليس هذا هدراً للمال العام؟

الاقتصاد اليوم:

عصفت الظروف الطاحنة بأركان البلاد والعباد، وشرذمت أوراق ومخططات، كل المؤسسات العامة والخاصة، وما زاد طين الواقع بلة أن حسابات بعض المشاريع الحكومية المنفذة، لم تتوافق مع حسابات المواطن، حيث كان الفصام بين رؤية تلك الجهات وأجندة المواطنين، وخاصة مع اختلال كفتي الميزان ما بين سياسية ترشيد النفقات وشد الأحزمة وإنفاق تلك المشاريع، شيء ما غير واضح الملامح ما بين تلك المشاريع وتوقيتها.

من مقبرة عدرا قرب جسر بغداد كانت البداية، العقد رقم /15/ لعام 2014 جمع رأسي مؤسستين حكوميتين على وسادة التنفيذ، ورغم كل ظروف العمل الصعبة وبهذا الموقع بالذات، القريب من عدة جبهات قتالية، قررت المحافظة إبراز الواجهة الحضارية لمشاريعها بمقبرة خمس نجوم، انتهت المرحلة الأولى بعد أن قضمت 168 مليون ليرة كلفة إنفاق. أما المرحلة الثانية، فتضم تنفيذ وإنجاز 12 ألف قبر نموذجي، حيث سترتاح جثامين الموتى بمقبرة من تصنيف سوبر، بعد رحلة عمر شقي، وستضم إنجازات مقبرة عدرا بمرحلتها الثانية، ممرات وأرصفة، وأقنية تصريف مطري، وطينة ملونة للسور، وتتفرع المرحلة الثانية على شقين الأول البدء بتنفيذ 4500 قبر، وبتكلفة ستناهز 200 مليون ليرة سورية، من طرف جيبة ميزانية المحافظة، أما الشق الثاني لم تتكشف معالمه بعد ولن يكون أقل من سابقيه من حيث التكلفة أيضاً، ولتحصل دمشق على مقبرة مريحة جداً بمواصفات عالمية لمن عاش ومات بظروف البلد القاسية، ووفق كلام المحافظة، وحيث إن إكرام الميت دفنه، يجب أن يكون القبر مريحاً، ويخصص له مكان محترم ولائق للمتوفى، وبغض النظر عن التكلفة يعتبر هذا المشروع من الأوليات حسب المحافظة حتى لو وصل مجمل التكلفة لحوالى 600 مليون ليرة سورية وكأن البلاد والعباد لا ينقصها إلا مقبرة بهذه المواصفات.

درس حديقة السبكي

حديقة السبكي التي عصفت بمخططها الأزمة وطلاق قسري من المتعهد الذي نكل بعقده، ترك الحديقة مجهولة المعالم بمنتصف الطريق فلم تعد حديقة ولا هي أبصرت النور كمشروع متكامل، ولهذا قررت المحافظة إكمال مشروعها بنفسها، حيث من المقرر تنفيذ خزان مائي مطمور وبحيرة بمساحة 600 متر مربع وعشر دورات مياه وتوظيف الملجأ بمساحة 250 متراً مربعاً، ليصبح مبنى خدمات للمواطنين معتمدة بكل ذلك على جهود مديرياتها الذاتية، وربما الواقع فرض أن تتنبه المحافظة متأخرة أن لديها إمكانيات يمكنها استغلالها بشكل حقيقي وتشغيلها وتوفير مال التعهد وتخفيف أعباء السمسرة ومحسوبيات المناقصة.

تزيين السجلات

فسحة خضراء جميلة تجاور مقبرة باب الصغير، هي حديقة أنجزتها المحافظة «كالضحك على اللحى». وبغض النظر عن جدوى الحديقة وعدد زوارها بمكانها المعدم، والتي ربما ستنافس حديقة المرور القريبة على دوار باب مصلى بعدد أيام إغلاق أبوابها أمام المواطنين ولكنها ستزين سجلات المحافظة كمشروع أنجزته في الأزمة!

الحديد يتعرش يلبغا

المجمع المتربع فوق ساحة المرجة والذي كان موضع سجال طويل بين عدة جهات حكومية، امتد لعقود، وكان حديث وسائل إعلامية أكثر من مرة، طفا مجدداً على السطح بمعطفه من السقالات المعدنية، المشروع المحسوب لوزارة الأوقاف التي ارتأت أن الوقت ملائم ليبصر المشروع النور، في وقت خزائن أرصدة الكثير من المشاريع الحيوية فارغة.

ترتيب الأجندة

رغم أن إيرادات خزينة معظم الجهات الحكومية، انحسرت كثيراً وضمرت، وبالمقابل زادت تكاليف الترميم، والإصلاح، وشحت الموارد ولكن يبقى الحكم الحقيقي للزمن يناصره الواقع على الأرض، لمعرفة إن استطاعت هذه الجهات الحكومية، وضمن الظروف والإمكانات الراهنة، امتلاك مفاتيح المقاربة بين ترتيب أهمية سلة مشاريعهم وحيويتها، ورؤية المواطن واحتياجاته من تلك المشاريع، لإدخال هذه المشاريع ضمن تصنيف توقيت التنفيذ الخاطئ، وإنفاق المال العام بمكانه الأمثل.

المصدر : صحيفة "الوطن"

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك