الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

ما تزخر به أسواقنا من منتجات أجنبية لها نظير محلي يشي بوجود خلل ما؟!

الاقتصاد اليوم:

يبدو أن مفاصلنا الحكومية لم تدرك بعدُ عملية الإنتاج ولا حتى إدارة الاقتصاد عبر الإنتاج أولاً وليس الاستهلاك، كما يقول اليابانيون: (لا أطعم المواطن سمكاً بل أعلمه كيف يصطاد)، ففي ظروف كهذه التي نمر بها لا يوجد دولة في العالم تترك اقتصاد السوق دون أن تتدخّل، وتجلى ذلك في أزمة عام 2008 حيث كان هناك تدخل من كل دول العالم وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، لدرجة أنها اتُّهمت بالتحوّل إلى الاشتراكية عندما اشترت أسهماً وتدخلت لإنقاذ كبريات الشركات لديها من الإفلاس حتى لا ينهار المجتمع.

مناسبة هذا الحديث أنه وبعد قصة التفاح الإيطالي التي سبق أن نشرنا عنها منذ نحو أربعة أشهر، وأنه يباع بسعر 2600 ليرة سورية للكغ، علماً أن نظيره المحلي يحتاج إلى من يسوّقه عالمياً، تنتشر هذه الأيام إعلانات لبوظة إيطالية أيضاً، في مشهد يوحي بأن إيطاليا تحتكر السوق السورية لتسويق منتجاتها، وبأن ثمة طابوراً خامساً بدأ يتسلل إلى ثنايا اقتصادنا وإضفاء الصبغة الاستهلاكية عليه على حساب الإنتاجية، وبوجود قوة شرائية مشكوك في أمرها في ظل تضخّم قضّ مضاجع معظم الشرائح..!.

وإذا ما وسّعنا دائرة التمحيص نجد أن ما تزخر به أسواقنا من منتجات أجنبية لها نظير محلي سواء أكانت زراعية أم غير زراعية، وبغض النظر إن كانت مستوردة بشكل نظامي أو مهربة، يشي بوجود خلل ما، يذكرنا بما أفضاه لنا ذات مرة وزير سابق عندما التقى بعثتي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي إذ قال لهم حينها: “أنتم تدهورون الحكومة السورية وتغشّونها بتوصياتكم بإعطاء الدعم النقدي للمواطنين أي الدعم من أجل الاستهلاك وليس من أجل الإنتاج، وعندها وزّعت الحكومة معونة مالية لشراء المازوت، بينما كان الأجدى لها أن تدعم الإنتاج وليس الاستهلاك، عبر تمويل الفلاحين –على سبيل المثال– بقروض ميسّرة وشراء منتجاتهم بأسعار مدعومة، وبذلك نضمن ألا يغادر الفلاح أرضه وفي الوقت نفسه نزيد من إنتاجنا الزراعي”.

“جريدة البعث”

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك