الاقتصاد اليوم:

ضجت وسائل الإعلام حول خبره مفاده أن مادة غذائية متداولة في أسواقنا تشكل خطرا على نمو الأطفال وتؤذي الشرايين وتؤثر على الضغط، حيث جاء في الخبر أن مدير مديرية الموارد الغذائية في هيئة المواصفات والمقاييس السورية نضال عدرا، حمّل الجهات الرقابية والتموينية في وزارة الداخلية وحماية المستهلك مسؤولية التقصير من جهة عدم إتلاف بعض المنتجات التي تمّت دراستها وثبت ضررها على صحة الإنسان، وما قد تتسبّب به من أمراض الشرايين والضغط فضلاً عن أثرها البالغ على نمو الأطفال كمنتج “اللبنة سكب” الذي ما زال متداولاً في الأسواق وقد ظهرت خلال الأزمة كبديل عن اللبنة الحيوانية المعتمدة في الموائد السورية.

للتأكد من هذا الأمر بين أحد أعضاء جمعية الحرفيين في دمشق وعضو في جمعية حماية المستهلك بدمشق وريفها، في تصريحه لـ”سينسيريا”، أن كل ما أثير عن خطورة هذه المادة ليس بالصحيح، حيث أن اللبنة رخيصة الثمن التي سعرها نحو 450 ليرة للكيلو هي عبارة عن حليب بودرة مع زيوت نباتية وقليل من النشاء، متسائلا: هل استخدام النشاء في الطبخ عند معظم الأسر أضر بصحهتم؟، وهل استخدام الزيوت النباتية مضر بالصحة أيضا وهل استخدام الزبدة النباتية المتداولة في أسواقنا مضر أيضا؟.. فإذا كانت هذه المواد كلها مضرة بالصحة فلماذا يتم تداولها في الأسواق وتستخدم في معظم الوجبات الغذائية وفي معظم الصناعات الأخرى مثل الشوكولا وأجبان الدهن، وحتى البطاطا المقلية؟.

ولفت إلى أن معظم الدول تستخدم هذه المواد الغذائية وحتى نوع الألبان رخيصة الثمن مثل مصر وتركيا وغيرها، مشيرا إلى أن الضرر يأتي عندما تتم زيادة نسب النشاء في المواد الغذائية المذكورة مع زيادة كمية الزيت النباتي.
ولفت إلى أن معظم الضبوط التموينية المسجلة حول هذا النوع من الألبان هو استخدم مزيج نباتي، مشيرا إلى أنه لا ضرر صحي في استخدامها، بل قد تسبب السمنة. مؤكدا أن اللبنة رخيصة الثمن تستخدم الزبدة النباتية وليست الحيوانية، ومن المعروف أن النباتي لا يرفع الكوليسترول في الدم على عكس الحيواني..

ونوه إلى أن الخطر هو في استخدم الزيوت المشبعة ولكن هذه الزيوت لا تستخدم كونها تكلفتها مرتفعة، كما أنه ليس من مصلحة المصنع أن يرفع من نسب النشاء في صناعة الألبان، كون أسعار النشاء والحليب متقاربة نوعا ما، بمعنى لن يحقق أي جدوى اقتصادية في حال أراد أن يزيد نسب النشاء، وكذلك في حال أراد أن يستخدم الزيوت المشبعة.

وعن مفهوم اللبنة السكب التي تم الحديث عنها، لفت إلى أنها نوع من الألبان غير مصفاة من المياه وهي أيضا غير مضرة بالصحة، مشيرا إلى أن التلاعب بالمواصفات وزيادة شيء بنسب كبيرة مقابل شيء أخر هذا قد يؤدي إلى ضرر صحي وهذا لا يحدث في منتج اللبنة.

وكانت دراسة قامت بإعدادها جمعية حماية المستهلك في دمشق وريفها، بينت انه لا يوجد فرق بالسعر بين الحليب الطبيعي والحليب المجفف كما أن المواصفة القياسية السورية موضوعة منذ عام 1960 وهي تحتاج إلى تطوير. حيث تطورت صناعة الأجبان في العالم تطورا كبيرا وأصبح هناك منتجات جديدة وأنواع كثيرة وهي لا تخضع للمواصفات السورية، فبدائل الجبن واللبن هي قائمة كبيرة من الأجبان موجودة في أغلب دول العالم والوطن العربي.

وبينت الدراسة أن هناك العديد من البدائل التي يمكن تصنيعها في سورية وطرحها ضمن الأسواق منها:

بديل اللبنة:

بديل اللبنة هو لبنة مصنعة من الحليب البقري المجفف يضاف له دسم نباتي وقليل من البروتين المستخرج من حليب البقر وقليل من النشاء ويمرر على جهاز اسمه المجانس ويقوم بمزج هذه المواد فينتج لدينا حليب معدل بدسم نباتي ويعامل معاملة اللبنة من غلي وبسترة وتصفية فينتج لدينا لبنة معدلة بدسم نباتي وأن قيمة 1 كغ زبدة حيواني اليوم يعادل 3500 ليرة وقيمة الزبدة النباتي بحدود 700 ليرة ومن هنا ينشأ فارق السعر بين اللبنة الطبيعة واللبنة المعدلة بدسم نباتي.

جبنة الفيتا

هي جبنة مشهورة في العالم والوطن العربي وهي بديل للجبن الأبيض يعامل بنفس الطريقة وإن استبدال الدسم الحيواني بالدسم النباتي يساهم بخفض قيمة المنتج وانخفاض في الطعم أيضا. ويمكن مزج الدسم النباتي مع الدسم الحيواني فنحصل على منتج متوسط السعر ومتوسط الطعم.علما أن جميع هذه المواد تستخدم في صناعة أغذية الأطفال من شكولا وبسكويت وأن بدائل الجبن موجودة في الأسواق السورة من ذ أكثر من ثلاثين عام وهي بحكم الأمر الواقع مع زيادة الطلب عليها لانخفاض سعرها.

ولفتت الجمعية وفق دراستها، أن ما يعيق إصدار هذه المواصفة أصحاب المعامل الكبيرة والسبب بحسب رأيهم أن مصر متفوقة علينا ومتقدمة كثيرا وغدا سيغرق السوق بهذه المنتجات المستوردة وستقف معاملنا ومع أن هذا الطرح سهل الحل هو الحد من استيرادها وأن وضع قانون ناظم لهذه المنتجات يخضع لمواصفة جيدة تناسب هذه المنتجات ووضع المنشآت تحت الرقابة خير من أن ينتج في الظل ويباع في الظل مع العلم أن هناك مواصفات جديدة في هيئة المواصفات، حيث سمحت هيئة المواصفات بمواصفة حليب مجفف معدل بدسم نباتي تحت رقم 3796/2015 / ق س ، وعدلت مواصلة المربى من حيث كمية الفاكهة إلى حد أدنى لتخفيض سعرها.

وبحسب الجمعية، فإنه بنظرة سرعة إلى عدد المخالفات نجد أن أغلب مخالفات الأجبان هو إضافة دسم نباتي في الجنبة المطبوخة واللبنة.