الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

مالية دمشق تؤكد: من يساهم في إضاعة حقوق الخزينة هم بعض العاملين في الإدارة الضريبية

الاقتصاد اليوم:

لدى سؤالنا عن نسبة التحقيقات الضريبية القائمة مما يجب أن تكون، أكد مدير مالية دمشق محمد عيد أن النسبة ضعيفة، ومن المأمول أن تصل إلى 30 بالمئة، إذ إن التحقيقات أقل بكثير من المطلوب، بسبب التهرب الضريبي، الذي وصفها بالمسألة العالمية، ولكن للأسف في حالتنا، فإن من يساهم في إضاعة حقوق الخزينة هم بعض العاملين في الإدارة الضريبية، من خلال مسكهم لحسابات بعض المكلفين، وبالتالي إخفاء النشاط الحقيقي للمكلف عبر تقديم بيانات غير صحيحة أو غير كاملة.

ومن أسباب التهرب الضريبي في سورية لفت عيد إلى غياب الوعي الضريبي، دون أن نقدم شيئاً في هذا الجانب، والشعور لدى بعض المكلفين بعدم وجود عدالة بالتكليف الضريبي، نتيجة محاباة بعض المكلفين من بعض المراقبين، وذلك إلى جانب شعور بعض المكلفين بارتفاع معدلات الضريبة، لافتاً إلى أن عدم الاهتمام بالإيرادات الضريبية قبل الحرب نظراً لتوافر الكثير من الموارد مثل النفط، أدى إلى بروز ظاهرة التشدّد في التكليف الضريبي وقت الأزمة مقابل التساهل وقت الرخاء –وهذه مفارقة في السياسة المالية-.

لافتاً إلى أن الحدّ من التهرب الضريبي مرتبط بتبسيط النظام الضريبي ووضوح النصوص التشريعية، وعدم ترك التكليف للتقديرات الشخصية ومزاجية المراقب، وذلك إضافة إلى زيادة كفاءة الإدارة الضريبية، إذ إن عدداً من العاملين في الإدارة الضريبية ليسوا على المستوى المهني والأخلاقي المطلوب. وأشار إلى ضرورة التعامل مع المكلف كشريك، وتفعيل التواصل المباشر معه، فتح حوار شفاف، وإشراك جمعية المحاسبين القانونيين في ذلك، للوصول إلى مرحلة الثقة والتقدير الذاتي للضريبة كما هو معمول فيه على نطاق واسع عالمياً اليوم، وقد أثمر نتائج مهمة في بعض البلدان العربية عبر زيادة التحصيلات بمعدلات عالية.

مشيراً إلى أن تطبيق تجربة التقدير الذاتي للضريبة التي يقوم بها المكلف من تلقاء نفسه لكونه الأجدر على ذلك، على أن تقوم الجهات الحكومية المعنية بسحب عينات عشوائية للتدقيق في ذلك التقدير؛ من شأنه حل الكثير من الإشكالات الضريبية، ورفع نسب التحصيلات بشكل كبير، وهو مشروع كان قيد البحث في العام 2012، واليوم تقوم اللجنة المكلفة إعادة النظر بالتشريع الضريبي بدراسته ضمن مجموعة مقترحات أخرى لتطوير النظام الضريبي.

وتعليقاً على نتائج التنقلات التي أجرتها الوزارة على عشرات الموظفين في المديرية التي طالت في جزء كبير منها معقبي المعاملات من الموظفين، بيّن أنها كانت جيدة، وتقريباً أصبحت الظاهرة شبه منعدمة في المديرية، إذ تم نقل العديد منهم خارج مبنى المديرية، إضافة إلى تحويل عشرات الموظفين إلى بعض الجهات الرقابية حيث يتم التحقيق في بعض الملفات، وبعضها أنجز وتم محاسبة المتورطين، وطالب عيد بإعداد دورات تأهيل وتدريب لمدققي الحسابات في الجهات الحكومية، وبطرق منهجية، وباعتماد مناهج علمية، من أجل تفعيل الرقابة على المؤسسات المتقدمة محاسبياً مثل المصارف وشركات التأمين.

الوطن

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك