الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

مخلفات الزيتون وتحويلها إلى أعلاف...استثمار بعيد عن التطبيق رغم أهميته

الاقتصاد اليوم:

يبيّن عضو مجلس إدارة "اتحاد الغرف الزراعية" ورئيس لجنة المخترعين فيها "سلمان الأحمد" أنه من المعروف امتلاك سورية الكثير من معاصر الزيتون المنتشرة في الكثير من مناطق زراعته، وهي تنتج نحو مليون طن سنوياً من مخلفات عصر الزيتون، منها نصف مليون “تيمز” والنصف الآخر من “اكساح الزيتون”، ولكن تلك المخلفات لم تجد حتى الآن طريقها للاستثمار الذي تستحقه، رغم أن هذا المنتج العلفي ذو مواصفات عالية، بل لا تزال تلك المخلفات تشكّل ملوّثات بيئية للمناطق التي حولها.

وللعلم يوجد في إيطاليا مصنع لتصنيع تلك المخلفات ومثله في تونس، مصنع ضخم بحجم مصنع السماد الآزوتي عندنا، وهي مصانع تنتج الكبسول من علف الـ”تيمز” مع محسّنات علفية، وعلى الرغم من هذين المثالين القائمين، إلاّ أن القائمين على القرار الحكومي لم يبادروا إلى عمل ما يلزم لإطلاق هذا النوع من الاستثمارات لدينا..!؟.

وأكد الأحمد أن المطلوب ليس إقامة مثل هذه المصانع في المناطق الصناعية كما هو حالياً، مشيراً إلى عدم جدوى ذلك ونجاحه، لكن المطلوب إصدار تشريعات تسمح بإقامة مثل تلك المنشآت إلى جانب المعاصر، أي في مناطق الإنتاج، وهذا يتسق مع مبدأ ربط التصنيع الزراعي بمناطق الإنتاج الذي طالما أعلن عنه من الحكومات المتعاقبة ووزرائها وخاصة وزيري الصناعة والزراعة.

كما يؤكد أن مستثمري المعاصر لا يحتاجون إلى تمويل أو أية قروض، وهذا أمر محفّز لكي تبادر الحكومة لاتخاذ القوانين التي تسمح بتصنيع المخلفات الزراعية ومنها “تيمز” الزيتون و”اكساحه”، ولاسيما في ظل توفر المواد الأولية في مناطق إنتاجه، أما أن تصرّ الحكومة على تصنيع ذلك ضمن المدن الصناعية فهذا سيضاعف كلف الإنتاج وكذلك ستكون إدارته صعبة جداً، وبالتالي لن تكون الجدوى الاقتصادية بذلك القدر من الأهمية والتنافسية والتسويقية، وعليه يجب منح المعاصر الموافقة على الترخيص لها ضمن أماكن تشييدها.

وبيّن الأحمد أن مخلفات الزيتون ليست الوحيدة القابلة للتصنيع العلفي، وإنما هناك إجمالي مخلفات زراعية يصل إلى ما بين 10- 15 مليون طن وأكثر، وهي تغطي الفجوة العلفية التي تحتاج إليها ثروتنا الحيوانية، ما يعني إمكانية تغطية احتياجاتنا العلفية من خلال الإمكانات المحلية، وعليه فالسؤال هو: لماذا نضع أنفسنا في دائرة الاضطرار للاستيراد، الذي ينهك الليرة السورية ويرفع من تكاليف مدخلات الإنتاج وبالتالي الأسعار، ما يُحدث بالنتيجة خللاً بين المنتج والمستهلك..!.

المصدر: صحيفة "البعث"

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك