الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

مدير محروقات يتدفأ بالحطب!!

الاقتصاد اليوم:

أثارت صورة مدير فرع المحرقات في السويداء المهندس خالد طيفور على إحدى مجموعات التواصل الاجتماعي وهو يقوم بالتحطيب من حديقة منزله الكثير من ردود الفعل المتباينة بين مؤيد بشكل كبير ومعارض للصورة بشكل كامل .

وتكمن أهمية الموضوع في تناقضه مع الواقع السوري لأي مسؤول حكومي، فكيف إذا كان مسؤولاً ممسكاً لأكثر مادة يطلبها المواطن السوري ولا يجدها،وبنفس الوقت يخرج مدير المحروقات المتحكم بمازوت التدفئة لكي يقطع الحطب من أمام بيته الكائن في الريف الغربي للمحافظة.

والصورة تختصر الحالة التي وصل إليها الوضع في السويداء، بين قسم من الناس اختار أن يعيش بعيداً عن كل ما حوله من غش وراح يقي نفسه وعياله بالعمل والحيلة على الحياة رغم الذل اليومي، وبين أشخاص كثر اختاروا التهريب والطرق الملتوية بعد الأزمة.فقد تواصلت عمليات التهريب لكافة أنواع المحروقات على الرغم من الجهود التي بذلت في الآونة الأخيرة للحد منها، غير أن طرق المهربين والفساد المستشري أقوى من أي جهود. ولا زالت الخطوط العديدة للذهب الأسود تشق طريقها غرباً باتجاه ريف درعا الخارج عن سيطرة الدولة، وشرقاً باتجاه البدو الذين أعلنوا ولائهم لداعش.

يقول المهندس "خالد طيفور": إن موضوع الصورة أمر عادي جداً وغير مقصود، فقد صورها أحد الأصدقاء من دون علمي وأنا أقوم بتقطيع الحطب الناتج عن أشجار الزيتون الموجود في بستاني في قرية الثعلة. وأنا أستعمل الحطب منذ العام 1990، ولكن بعد أن انتقل سكني إلى مدينة السويداء بحكم الوظيفة منذ سنتين، بت آتي إلى القرية لكي أقطع الحطب من أجل والدي الكبير في السن، وأن الجذوع الموجودة في الصورة هي هدية من أصدقائي لكي أقوم بتزيينها كعادة أهل الجبل مع الجذوع الكبيرة، وهي الآن في مضافة المنزل.

وعن عمليات تهريب المحروقات والأرقام المرصودة من ذلك، والجهة التي يتم التهريب إليها أضاف: بالنسبة للبنزين فقد استطعنا الحد من عمليات التهريب والمتاجرة فيها بسبب البطاقة الذكية التي ضبطت وضع المادة تماماً من خلال ربط أرقام الكميات الخارجة من المحطات مع الأرقام الموجودة لدينا، ولا يمكن التلاعب بها، والثغرة الوحيدة في ذلك يخلقها المواطن الذي يبيع حصته من الكميات المخصصة له في البطاقة

أما بالنسبة للغاز فهذه العملية الشائكة أخذت منا الكثير من المراقبة والجهد والمتابعة، وقد أوقفنا الكثير من الموزعين لهذه المادة، وكشفنا خطوط التهريب، والبؤر التي تتم فيها والمبالغ التي تباع فيها العبوة، حيث وصل ثمنها في إحدى القرى الجنوبية الحدودية إلى 12 ألف ليرة سورية. لكن هذه المراقبة والمتابعة تحتاج إلى كوادر كبيرة ومساعدة من كافة الجهات حتى نستطيع السيطرة عليها.

وبالنسبة للوجع الذي يعاني منه الناس "مازوت التدفئة"، وفتحت الباب أمام قطع الأشجار الحراجية من قبل تجار الأزمات، ودخول المازوت الداعشي إلى المحافظة من الشرق، فقد اكتفى المهندس طيفور بالقول إن هذا الموضوع ليثمن اختصاصنا ونحاول أن نؤمن للمواطن مخصصاته قدر استطاعتنا.

وفي النهاية يعلم مواطني المحافظة بالدوريات غير الرسمية والتنكرية التي قام بها طيفور مع عناصر المديرية للكشف عن المهربين والمتلاعبين بالمادة الرئيسية، وكذلك يعلمون كذلك أن يداً واحدة لا تقبض على لص.

صاحبة الجلالة

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك