الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

مدير مستشفى ابن خلدون: نعالج نحو ١٠٠ مريض نفسي يومياً بعد الزلزال

الاقتصاد اليوم:

أوضح مدير عام «الهيئة العامة لمستشفى ابن خلدون للأمراض النفسية والعقلية» في حلب الدكتور محمد بسام حايك أن الهيئة تقدم العلاج لـ٧٠ إلى ١٠٠ مريض نفسي بشكل يومي في مدينة حلب، بعد حدوث الزلزال المدمر في ٦ الشهر الجاري، سواء داخل مراكز الإيواء أم خارجها.

وأشار حايك في حديث مع «الوطن» إلى أن الهيئة أطلقت، وعقب وقوع الزلزال، مبادرة تستهدف استمرار تقديم خدماتها للمحتاجين إلى علاج نفسي داخل مدينة حلب، في ظل صعوبة الوصول للمستشفى شرقي المدينة «وذلك تحت إشراف وزارة الصحة، وبالتعاون مع مديرية صحة حلب والجهات التي تقدم الخدمات في مراكز الإيواء، وخصوصاً الأمانة السورية للتنمية والشؤون الاجتماعية والأوقاف والتربية والهلال الأحمر العربي السوري».

وقال: «الهيئة العامة لمستشفى ابن خلدون، هي المؤسسة المتخصصة بتقديم خدمات الرعاية النفسية في مستوياتها كافة، انطلاقا من خدمة الإسعاف النفسي الأولي والتداخل النفسي العلاجي بشقيه المعرفي والسلوكي والعلاج غير الدوائي، إضافة إلى العلاج بالتداخل الدوائي للمرضى الذين يحتاجون إليه».

وأشار إلى أن استجابة الهيئة كانت طارئة في طور الزلزال «إذ شكلنا فرق عمل متكاملة مؤلفة من طبيب نفسي اختصاصي وآخر مقيم مع مرشد نفسي ومعالج نفسي وباحث اجتماعي وتمريض نفسي مع مدير حالة، وهم توجهوا بحسب النداءات التي تردنا من مدينة حلب سواء داخل مراكز الإيواء أم خارجها بحسب حاجة المرضى»، ونوه إلى أن الهيئة عممت أرقاماً للتواصل معها على وسائل التواصل الاجتماعي أو بالاتصال المباشر بتلك الأرقام.

وأضاف: «في الأسبوع الأول تواصلنا بشكل مباشر مع النداءات التي تأتينا على الأرقام المخصصة لذلك، ثم عمقنا الاستجابة أكثر وبدأنا بزيارة مراكز الإيواء التي خدمناها بشكل دوري حسب الاستطاعة، على أن نزور يومياً ربع المراكز في مدينة حلب زيارات سريعة لتقييم المرضى الموجودين». وبين أن فريق العمل يقدم التداخل وفق ٣ مستويات «أولها مستوى المريض المعروف لدى الهيئة وله إضبارة فيها، ونقدم له التقييم الجديد مع العلاج، أما المستوى الثاني وتداخله للمرضى الجدد الذين عاينهم أطباء آخرون ونصرف لهم الدواء المتوافر بموجب وصفتهم الطبية، على حين يشمل المستوى الأخير التدخل الإسعافي الطارئ للحالات الجديدة عقب الزلزال، كما حدث في الزلزال الأخير، والتي يجري تشخيصها وتقييمها وتقديم التداخل الإسعافي اللازم لها، سواء عبر جلسات الدعم النفسي أم إحالة إلى علاج نفسي متقدم أو علاج دوائي بحسب حالة المريض».

ونوه إلى أن الهيئة تقدم خدمة متخصصة «وهي العلاج الدوائي، على اعتبار أن مؤسستنا الوحيدة التي تقدم هذه الخدمة، وهو المستوى الرابع من خدماتنا المقدمة».

مدير «ابن خلدون»، كشف أن الزلزال الأخير، الذي حدث مساء الاثنين الماضي، «أحدث أثراً نفسياً سلبياً أكبر من الزلازل السابقة في ٦ الجاري، بسبب اكتساب السكان مخزوناً معرفياً عن الزلازل وتوابعها والآثار التدميرية والنفسية التي تسببها». وتابع: «الزلزال الأول أدى إلى مشاكل نفسية كبيرة لكن الثاني كانت مشاكله أكبر لأن المتعرضين للزلزال اكتسبوا صورا سلبية في ذاكرتهم ومخيلتهم عنه، وهو ما أدى إلى حدوث صدمة نفسية».

واعتبر الزلزال من الشدات النفسية الكبيرة «فالمتضرر والمعرض للزلزال لا يتوقع المشكلة التي ستحدث لاحقاً، لترافق الزلزال مع كمية كبيرة من الخوف والرعب الناتج عن الجهل بالمصير القريب، فمن الممكن أن تتكرر الكارثة بفواجعها كفقد أحبة».

وأكد أن الزلزال لا يسبب الأمراض النفسية «ولكنه يسرع في حدوث تلك الأمراض، التي هي بحاجة دائما إلى الوقاية والتطمين والتداخل العلاجي المباشر»، مبيناً أنه من الاضطرابات النفسية الشائعة بعد حدوث الزلازل «اضطراب الكرب الحاد واضطرابات الهلع والقلق الشديد المعمم واضطرابات النوم، وعلى المدى الطويل قد يحدث اضطراب الكرب التالي للشدة النفسية المزمن وأعراض اكتئابية».

ورأى أن الأطفال والفئات المهمشة والمستضعفة «يتأثرون أكثر من غيرهم بالكوارث، ومنها الزلازل، لصعوبات خاصة بهم»، ولفت إلى توافر ميزات إيجابية لدى الأطفال «لامتلاكهم مرونة نفسية أكثر من غيرهم، وبالتالي، يستطيعون التعافي بشكل كبير، بشرط أن نعمق لديهم القدرة على التعافي والأمور الإيجابية وليس تعميق الخوف والقلق، اللذين يسببان لهم مع الوقت مشاكل نفسية مستقبلاً».

ودعا إلى التدخل العلاجي السريع لدى الأطفال «وبشكل علمي ومنهجي»، مشيراً إلى أنه من التدخلات العلاجية «ممارسة الألعاب والرياضة والحركات الإيجابية، والتعلم الفعال كلعب الأدوار المسرحية وتكريس الرسم والفنون، والأهم تقديم معلومة دقيقة وواضحة وصريحة، مع تحاشي الكذب والمعلومات المغلوطة».

وختم حديثه بالقول إن بعض الاضطرابات النفسية القديمة والأمراض العصبية مثل الصرع «تفعّلت جراء الزلزال، كما تسببت الضغوطات النفسية المتكررة برفع هرمون الأدرينالين، وأدت إلى مشاكل قلبية ووعائية فاقمت سوء الحالة الصحية».

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك