الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

مربو الثروة الحيوانية في القلمون: خسائر فادحة نتعرض لها لقلة المراعي والأعلاف

الاقتصاد اليوم:

أكد مربو الثروة الحيوانية في منطقة «القلمون» أنهم معرضون لخسائر فادحة هذا العام قد تذهب بملكية أكثرهم من المواشي من جراء الوضع الرعوي المتدهور لهذا الموسم والذي باتت الآمال على تحسنه شبه معدومة حتى لو سقطت أمطار فيما تبقى من الموسم الحالي.

معتبرين وفق خبرتهم أن فترة إنبات المراعي قد انتهت بسبب انحباس الأمطار وخاصة في مناطق القلمون الغربي والشرقي والتي تعد المنطقة الرعوية الرئيسة في محافظة ريف دمشق.

وقالوا: إن كميات الهطلات المطرية المتدنية حتى الآن لن تساعد في مناطق المحافظة الأخرى من حيث نمو الأعشاب الربيعية التي تصلح لرعي الماشية بشكل كاف، الأمر الذى سيؤدي إلى استمرارهم في شراء الأعلاف الجاهزة بتكاليفها المرتفعة مع شح كميات مواد النخالة المعروضة للبيع إضافة إلى تأثير ذلك في صحة الماشية وتدني إنتاجيتها ومواليدها وتعرضها للأوبئة لعدم تناولها ما يكفي من الأعلاف الخضراء بحسب رأي بيطريين مختصين.

وقال أحمد السالم ويملك (150) رأساً من الأغنام: إنه يفكر جديا بالتخلي عن عمله بتربية الماشية بعد خسائره وعدم قدرته على الإنفاق على أغنامه التي قدر تكلفة تربيتها الشهرية بما يزيد على 25 ألف ليرة سورية للرأس الواحد كثمن للأعلاف الجاهزة والسقاية والعلاجات البيطرية، مشيراً إلى أن انعدام الموسم الرعوي هذه السنة سيزيد من معاناته.

ويقول وليد السعدون الذي  يملك (200) رأس من الأغنام والماعز: إن عدم نمو المراعي الطبيعية واستمرار مربي الماشية في شراء الأعلاف يستدعي تدخل الجهات المعنية للحد من معاناة مربي الماشية وذلك بطرح كميات كافية من تلك الأعلاف في السوق ولاسيما مادة النخالة وبأسعار معقولة.

ويقول مصدر زراعي مطلع إن الثروة الحيوانية وتطورها في «القلمون» كدير عطية والنبك وقارة يعتمد على العديد من الأسباب التي أهمها توافر المواد العلفية سواء على شكل مراع طبيعية أو على شكل أعلاف جاهزة ونقص هذه المواد لابد أن يقابله نقص في الإنتاج وإعداد الحيوانات، مشيراً إلى أن المواد العلفية تتمثل في المراعي الطبيعية ومخلفات حقول الحبوب والتبن والزراعات الرعوية المختلفة وهذه جميعها تعتمد على توفر الماء ما يؤكد أن هذه الموارد ستتأثر سلباً من جراء تأخر هطول الأمطار.

وأكد أن وضعاً كهذا سيؤدي إلى تقليص أعداد الأغنام في المنطقة، الأمر الذى يضر باقتصادها وموارد شريحة كبيرة من مواطنيها, وأضاف إن نقص المراعي الخضراء التي تشكل 60% من غذاء الأغنام سيزيد من الاعتماد على الأعلاف المركزة التي تحدث لدى الماشية عسر هضم,  وأكد ما ذهب إليه مربو الماشية بخصوص الأمراض التي يسببها نقص الأعلاف الخضراء في غذاء الماشية معداً أن هذا سيزيد من اعتماد أصحاب المواشي كبديل على مخلفات بعض الخضراوات التي قد تحتوي على بعض المخلفات الكيماوية نتيجة رشها سابقا بالمبيدات ما يعد ذا أثر سلبي في صحة الحيوان وقد يعرضه للنفوق، وكذلك فإن الثروة الحيوانية في «القلمون» مهددة هذا العام بالأمراض بسبب عدم تناولها للأعلاف الخضراء.

هذا وقد أوضحت المهندسة الزراعية  ليلى مرمر رئيسة الوحدة الإرشادية في مدينة دير عطية  بأن ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية، انخفاض أسعار منتجات الثروة الحيوانية مقارنة مع التكلفة، وضيق سوق التصريف، وعدم وجود منشآت لتصنيع مشتقات الحليب، وعدم توافر المراعي بسبب الظروف الراهنة، وقلة مساحة المحاصيل العلفية الخضراء.

واقترحت مرمر  تأمين المقننات العلفية لمربي الثروة الحيوانية وذلك عن طريق المؤسسة العامة للأعلاف بأسعار تناسب المربين لتشجيعهم على تربية الثروة الحيوانية، وإيجاد سوق لتصريف منتجاتها، والاهتمام بالمراعي الصناعية، وتأمين حيوانات «أبقار – أغنام» ذات سلالات جيدة على شكل قروض مريحة وبأسعار تشجيعية إضافة إلى تقديم منح للمربين.
وأشارت مرمر إلى أن عدد الثروة الحيوانية في منطقة النبك تتوزع على 4965 رأس بقر و188890  رأس غنم و20000 رأس ماعز، وأن عدد مربي الثروة الحيوانية في مجال عمل الوحدة الإرشادية التي تضم دير عطية والحميرة والجراجير 509 مربين يملكون ما يقارب من  2785 رأس بقر، بينما يبلغ عدد رؤوس الأغنام 19595 رأساً في حين بلغ عدد رؤوس الماعز 2427 رأساً.

تشرين

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك