الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

مصابة سورية في ألمانيا تروي تفاصيل معركتها مع كورونا

الاقتصاد اليوم:

بعد عودتها إلى مدينة “فوبرتال” الألمانية مكان إقامتها الدائم، حاملة الفيروس دون أن تدري؛ جاهدت السيدة ميساء شقير طوال تسعة أيام للتغلب عليه وحيدة في منزلها بعد أن يئست من السلطات الصحية التي لم تستجب لنداءاتها المتواصلة.

ننشر قصة كفاح شقير المولودة في العام 1972 التي استطاعت بجهد كبير الحفاظ على حياتها، وقالت أنها سعيدة بنشر تجربتها لكي تحاول إعطاء الأمل للناس، وقالت: بعد عودتي بيوم بدأت الحرارة بالارتفاع مترافق مع وجع في الرأس، وفي اليوم الثاني علمت أن نتيجة تحليل لأحد الاشخاص الذين كنت على تماس معهم جاءت إيجابية وتأكيد إصابة بالكورونا، وعقيها بدأت اتصالاتي بالجهات المختصة، وللأسف كانت استجابتهم سيئة جداً رغم المحاولات الكثيرة، وكانت الحرارة تزيد، وبدأت الآلام في جسمي، وشعرت بوهن عام، واتصلت بالطوارئ الذين حولوني على مديرية الصحة الذين لم يستجيبوا لاتصالاتي إلا في اليوم الثالث بعد أن هددتهم بالخروج من البيت؛ حيث اتصلوا بعد ساعتين من مديرية الصحة واعتذروا عن التقصير، وفي اليوم الرابع أجريت الفحص وتأخرت النتيجة أربعة أيام أخرى لتأتي إيجابية.

وحول ما فعلته بعد الإصابة بينت .. أنه منذ اليوم الأول لوصولي من الخارج دخلت بحجر تام وصارم حتى قبل أن تبدأ الأعراض، وهذا لا زال مستمرا حتى اللحظة منذ ١٧ يوماً، والآن أقول أنني قد شفيت، مع العلم أن التحليل الثاني لم أجريه بعد، لكن عملياً كل مراحل الخطر انتهت.

وتحدثت عن الأعراض التي واجهتها في حجرها الطوعي الصارم بالقول: كانت حرارتي غير عادية لمدة تسع أيام؛ مترافقة مع صداع وألم معتدل بالجسم؛ وإسهال استمر يومين فقط. في الأيام التسعة الأولى تناولت خافض حرارة كل أربع ساعات تقريباً؛ لأن الحرارة تعاود بالارتفاع كثيراً، بعد التسعة ايام بدأت الحرارة تنخفض، حيث تناولت السيتامول كل ٦ أو ٧ ساعات، وبعدها مرتين في اليوم، وأنا منذ أربعة أيام لم أتناول اي دواء.

وعن محيطها ومعارفها أضافت أن هناك عدد من الأشخاص الذين تعرفهم وكانوا مصابين، وتتابع معهم يوماً بيوم، وكانت الأعراض لديهم بالإضافة للحرارة؛ سعال جاف، وضيق بالتنفس، والتهاب البلعوم، وشخص واحد منهم احتاج دخول المشفى لأنه مريض ربو. وقد تناول الجميع مضاد التهاب بعد تصوير الصدر، والتأكد من إصابتهم بالتهاب قصبات جاء بعد الإصابة بالكو ر ونا لأن الفيروس يعمل في وسط مناسب بالرئة.

توضيحات وضعتها شقير عن كل ما تعرضت له ومحيطها من المصابين الذين شفوا من المرض، وقالت إن الأعراض تختلف كثيراً بين شخص وآخر؛ من حرارة عالية، ووهن عام، وآلام في الجسم ورشح كما حصل معها، ولكن عند معارفها كان هناك سعال حاد وجاف وضيق تنفس والتهاب قصبات ويمكن أن يصل لذات رئة والتهاب بلعوم.

وحذرت شقير من تناول الأدوية عن عبث، وأكدت على عدم تناول المضادات الحيوية بدون استشارة طبيب لأنها تضر بالجسم ومناعته، ولن تفيد إلا بحالة الحاجة الحقيقية لها، وهو ما يحدده الطبيب.

وعن وضع المدخنين المصابين بالفيروس أوضحت أن من بين المصابين حولها ثلاثة مدخنين، وجميعهم بمراحل الشفاء، مردفة أنها لا شجيع على التدخين؛ لكنها محاولة لتخفيف الرعب عن المدخنين.

أما فيما يتعلق بمرضى الربو او الذين لديهم أمراضاً بالجهاز التنفسي أو المناعي فهم الأكثر حاجة للاهتمام وأبعادهم عن العدوى، وفي حال تعرضوا لذلك يجب طلب المساعدة الطبية العاجلة كما أكدت شقير. ولكن بنفس الوقت من الأشياء التي تدعو للتفاؤل أن في بين المرضى المقربين منها كانت تعاني من الربو واحتاجت لدخول المشفى لأكثر من عشرة أيام، وهي بطور الشفاء.

وعن الأغذية والمشروبات التي تناولتها، قالت: كل شيء يرفع المناعة ويزود الجسم بالسوائل مفيد، والتركيز على الخضار والفواكه وشرب كميات كافية من الماء والمشروبات الساخنة واللبن، والابتعاد عن كل الأكل الجاهز والمشروبات الغازية والكحول.

لكنها أضافت أن الجدية بالتعامل مع انتشار المرض مطلوبة جداً، لكن الرعب والفزع لن يكون عاملاً مساعداً أبداً؛ بل على العكس تماماً، سوف يضعف المناعة، مؤكدة أن الإصابة بالمرض لا يعني مطلقاً اقتراب الموت.

وختمت السيدة ميساء الحديث عن تجربتها القاسية مع الفيروس أنها تذكرها فقط لتخفيف الفزع والرعب منه، مع التأكيد على عدم الاستهتار والجدية المطلقة بتنفيذ تعليمات مؤسسات الصحة حتى نحمي أنفسنا والآخرين الذين يمكن أن ننقل لهم العدوى دون أن نشعر.

صاحبة الجلالة

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك