الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

نحو 30 مليون طن حاجة سورية من الإسمنت خلال مرحلة إعادة الإعمار

الاقتصاد اليوم ـ صحف:

قبل الأزمة وتداعياتها، كانت الطاقة الإنتاجية لمعامل شركات المؤسسة العامة لصناعة الإسمنت تبلغ نحو 5.5 ملايين طن، لتنخفض إلى 2.1 مليون طن خلال العام الماضي تنتجها ثلاث شركات فقط لا تزال قيد الخدمة، أي أن الإنتاج انخفض بنسبة تزيد على 50%، وإذا ما علمنا أن حاجة السوق في مرحلة الإعمار المقبلة تصل إلى حوالي 30 مليون طن وفق ما أكدته الشركة، فإن هذا الأمر يضع الشركة والجهات المعنية على محك البحث عن خيارات كفيلة بسدّ هذا النقص الكبير.

مدير الإنتاج في المؤسسة سمير زاهد قال لـ”البعث”: إن أهم نقطة تضعها المؤسسة على سلم أولوياتها وتتطلع لتحقيقها خلال المرحلة المقبلة هي إنشاء وتوفير معامل جديدة من نوعها، تفي بالغرض لردف ومساندة المعامل الحالية في ضمان توفر المادة بالنحو المطلوب، مشيراً إلى أن خطة المؤسسة الإسعافية تركز على توفير معدات وآليات ذات طاقة إنتاجية عالية من جهة، واستيراد ما يسهم بمساعدة الإنتاج المحلي إلى حدّ ما من جهة أخرى.

ترميم وإصلاح

وفي السياق نفسه أشار زاهد إلى أنه وبالتنسيق مع مجموعة فرعون الاستثمارية المعنية بتطوير وتأهيل خطوط الإنتاج في عدد من المؤسسات الصناعية، تجري عمليات الصيانة والإصلاح لمختلف أفران الشركات على تعدّدها، حيث شهد مطلع الأسبوع الفائت إعادة ضمّ وتفعيل الفرن الرابع في شركة طرطوس لصناعة الإسمنت، والذي كان من المقرر تنشيطه من خلال الخطط المستقبلية للمؤسسة، مع العلم أن أجهزة الفرن بدأت بالإنتاج الفعّال عقب أعمال الصيانة المتواترة والعمل جارٍ بالطاقة القصوى، مع وجود فترات متقطعة عن التوقف بالعمل بسبب بعض الأمور التقنية ريثما تجري معايرتها، مشيراً إلى أن الطاقة المتاحة لهذا الفرن تبلغ نحو 1250 طناً يومياً، وتشير عمليات التعقيب والمتابعة اليومية لخطة العمل إلى أن إنتاج الفرن الرابع من الإسمنت يزيد على طاقته المتاحة، وهذا الأمر ينسحب على مختلف أفران “إسمنت طرطوس”.

وفيما يخص الشركة السورية للإسمنت في حماة فقد لعب تأمين الفيول المستورد دوراً كبيراً بضمان استمرار عملية الإنتاج، وهنا يبين زاهد أنه عقب إعادة تأمين حوامل الطاقة الأساسية “الكهرباء– الفيول” بدأت عملية الإنتاج تعود إلى أفران الشركة بعد أن كان لتوقفها أثر سلبي، مشيراً إلى أن مستودعات الشركة مجهزة بالفيول كما يجب، وذلك لضمان عدم توقف الإنتاج مجدداً.

أما سرّ عدم توقف إنتاج شركة “إسمنت عدرا” فيكمن باستقرار توفر مادة الغاز، نظراً لأنها تعمل على هذه المادة، مع العلم أنه في حال توفر الفيول لا يشكل مانعاً من دوران الأفران –حسب زاهد- ولكن تداعيات الأزمة -بشكل يومي- على قطاع الكهرباء تفضي إلى تقهقر مستوى الإنتاج إلى حد ما، وعلى الرغم من الظروف غير المواتية والملائمة لضمان توفر المادة بالشكل المناسب، إلا أن خطوط الإنتاج الثلاثة للشركة تعمل بالطاقة شبه الكاملة تقريباً.

استراتيجية

وحسب الدراسات والخبراء المختصين بهذا الشأن فإن هناك حلولاً ونتائج تفضي إلى واقع أكثر إيجابية، وبتكاليف أقل، لا تزيد على الوضع الراهن أعباء إضافية، حيث يشدّد مجمل الخبراء الذين التقتهم “البعث” على اتباع استراتيجية مقترحة من ثلاث نقاط:
أولاً: العمل وفق مبدأ “اقتصادات المقايضة”، بحيث يتم تبادل ما يفيض عن الاحتياج المحلي من منتجات زراعية أو ما شابه كجهة أولى، مع دول أخرى بمادة الإسمنت.

ثانياً: إدماج العمل بين القطاعين العام والخاص، والحث على تقديم المادة بمبدأ الشراكة الموحدة لتأمين ما يمكن تأمينه من المادة.

ثالثاً: استيراد الإسمنت من الدول الصديقة، وهذا الجانب يشمل طريقين الأول “الاستيراد التقني الكامل” من خلال استجرار المعمل من الخارج بكل معداته وتقنياته لضخ وتوفير المادة كطاقة رديفة للمعامل الموجودة، أما الطريقة الثانية فهي “استيراد المادة” بالشكل الطبيعي والمتعارف عليه وفق الأنظمة المتّبعة.

والجدير بالذكر أن أي تأخير في تطبيق الطرق السابقة سيدفع إلى الإطالة بمدة التطوير في حال الوضع الراهن، مع العلم أن الدراسات الأولية تشير إلى أن ما بين 30– 40 سنة ستستغرق مدة النهوض بالواقع الحالي في حال التراخي بالسير بهذه الخطوات الثلاث، مع العلم أن البدء بتطبيقها يجب أن يكون قد انطلق منذ ما يقارب سنة تقريباً.

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك