الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

نظام توزيع جديد لدرجات الطلاب في المدارس السورية!

الاقتصاد اليوم:

بهدف إتاحة الفرصة لجميع الطلاب والأهل للمشاركة بالعملية التعليمية والتعلم الذاتي من خلال البحث والاستقصاء والعمل الجماعي طبقت وزارة التربية هذا العام نظام توزيع جديد لدرجات الطالب اعتمد في جزء كبير منه على التقويم المرحلي والأنشطة والمبادرات الفردية والجماعية بما يسهم في تحسين وتطوير العملية التربوية التعليمية لتواكب متطلبات العصر.

سانا زارت عدداً من مدارس ريف دمشق واطلعت على آلية تطبيق هذا النظام ورصدت أراء المدرسين والطلاب والأهل لمعرفة نقاط القوة والضعف حيث أكد المدرس محمد الرحيل من مدرسة نزار الحلبي في مدينة جرمانا أن النظام الجديد يعتمد على توزيع 10 درجات للوظائف ومثلها للشفهي وعشرين للمبادرات ومثلها للمذاكرة و40 درجة للامتحان لافتاً إلى أن هذا التوزيع الجديد للدرجات أفسح المجال للطالب لتقديم أفكار ومبادرات وأنشطة تسهم في تحسين مستواه الدراسي وأتاح المجال للأهل للمشاركة في العملية التعليمية ومتابعة أبنائهم.

وأوضح الرحيل أن النظام الجديد أتاح للطلاب الدخول إلى الشابكة والبحث عن معلومات للوصول إلى النتائج والحلول والمعلومة المفيدة لافتاً إلى أن بعض المعلمين الجدد لديهم طاقات وإمكانات كبيرة ورغبة في التعليم والعمل مبيناً ضرورة ممارسة الأهل دور الرقيب لحماية أبنائهم من الخطر الذي تبثه بعض وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الألعاب والمواضيع غير المناسبة لأعمارهم وأن الحرب التي مرت على بلدنا وتهجير الأهالي منع الكثيرين منهم من الاستفادة من التكنولوجيا نتيجة عدم الاستقرار.

المعلمة أفراح الحويلة بينت أن الخطوة إيجابية جداً.. السبر أسهم في تحسين درجات الطلاب بالامتحان ومشاريع العمل شجعت الطلاب على حفظ دروسهم والتحضير للدروس الجديدة وكشفت عن قدراتهم العقلية من خلال تنفيذهم لمشاريع علمية واجتماعية إذ أن تنفيذ المشاريع لا يكلف الطالب والأهل أي مصاريف إضافية لأن أغلب مشاريعهم تعتمد على توالف البيئة مشيرة إلى أن الأعداد الكبيرة داخل غرفة الصف تمنعهم أحياناً من تنفيذ هذه المشروعات لذلك يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات ووحدات لتحقيق الفائدة للجميع.

المشرفة على غرفة المصادر وذوي الاحتياجات الخاصة المعلمة دلع الفضلي بينت أن المناهج الحديثة أفردت جزءاً كبيراً للطالب للتعلم بطريقة ذاتية وتحسين درجاته ومستواه من خلال التوزيع العادل لدرجات الشفهي والمشاريع والمذاكرات والامتحانات لافتة إلى أن الاعتماد على المشاريع والأعمال الميدانية أسهم في توسيع مدارك الطفل ولا سيما بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة الذين يمتلكون قدرة شفهية أكبر من الكتابية مؤكدة أن هذه الخطوة رديفة للطالب وداعمة ومساعدة له عززت صلة الأهل مع المدرسة وربطت التلميذ بالبيئة فكل شيء بات قابلاً للبحث والاستكشاف.

وأشارت الفضلي إلى أنه رغم الصعوبات التي واجهتهم إلا أن المشاريع دعمت الطالب وساعدته على حفظ المعلومة وتثبيتها واستذكارها إضافة إلى تقوية علاقاته مع أقرانه من خلال العمل الجماعي والمشاركة بالمشروع موضحة أن عملهم تربوي سلوكي داعم للعلم والمنهاج وعزز روح المحبة بين الطلاب مقترحة زيادة دعم المعلمين والأهل من خلال دورات بالمناهج الحديثة والدعم النفسي.

بدورها مديرة مدرسة نزار الحلبي رحاب مرشد أشارت إلى أن نظام تعديل الدرجات لاقى صدى إيجابياً كبيراً خفف العبء عن الأهالي من ناحية التحضير للامتحانات فالمدة الزمنية بين دخول الطالب إلى المدرسة وإجراء المذاكرة منح المدرسة مجالاً واسعاً لإعطاء الطالب حقه من التقييم وهذا انعكس بشكل إيجابي على الأهل الذين كانوا يتأثرون وينشغلون كثيراً أثناء الامتحان إضافة إلى حصول الطالب على معلومات أكثر.

وأوضحت مرشد أن السبر أسهم في تحسين درجات الطالب ودفعه للمشاركة بشكل أكبر في تنفيذ المشاريع وتطبيقها بالتعاون مع الأهل فالنشاط البيئي أولاً وأخيراً لمصلحة الطالب يرسخ المعلومات بذهنه مبينة أن المدرسة لا تحمل الطالب أي أعباء والمشاريع من توالف البيئة وبإمكان الطالب أن يطرح مشروعه بشكل شفهي ويحصل على العلامة لكن العمل على الورق يوثق عمله وينمي مواهبه.

رئيس شعبة التعليم الإلزامي في محافظة ريف دمشق عبد القادر عموري أوضح أن الهدف من تعديل العمل بدرجات أعمال الطالب واقتصار المذاكرات بالنسبة للحلقة الأولى على مذاكرة واحدة تم تعويضها بمشاريع عمل إضافة لسبر معلومات مستمر ليكون الطالب على عملية تقويم مرحلي تهيئه للمذاكرة موضحاً أن الهدف الأساسي ألا تكون المذاكرة الكتابية هي التقييم الوحيد لعمل الطالب فهنالك جهود مبذولة ونشاطات صفية ولا صفية يجب تسليط الضوء عليها بكل شفافية.

وبين عموري أن المدارس انتهت منذ أيام قليلة من مذاكرات الفصل الأول وبدأت النتائج الإيجابية تظهر فسبر المعلومات هيأ الطالب للامتحان والوصول إلى تقييم حقيقي، ورفع الدرجة إلى المئة خلق فرصة للتنافس بين الطلاب مشيراً إلى أن الهدف من المشاريع فسح المجال للطالب ليبدع ويبتكر ليكون المحور الأساسي لعملية التعلم بحيث يصل إلى نتاج مفيد تتلاشى فيه الصعوبات بعد تذليلها.

نتائج المذاكرات كانت أفضل بعد التوزيع الجديد للطلاب هذا ما أكدته مديرة مدرسة سعيد معذى نوفل الأساسية للبنين هدى الزغير لأنها أتاحت فرصة للطالب للعمل والبحث والاستكشاف لتظهر إبداعاته وقدراته الحقيقية من خلال ما يقدمه من مشاريع لافتة إلى أن الطالب يختار في كل فصل دراسي مادة من المواد يقدم فيها مشروعه.

وأكد عدد من الطلاب الذين التقيناهم وشاهدنا معهم مشروعهم الذي قدموه عن البركان أن تنفيذهم للمشروع ساعدهم على حفظ المادة وترسيخها في أذهانهم واستعادة المعلومة بيسر وسهولة خلال الامتحان مشيرين إلى أن العمل الجماعي عزز روابط المحبة والمنافسة بينهم والسبر حسّن درجاتهم للأفضل.

وتباينت آراء الأهالي بين مؤيد للفكرة الجديدة حيث يرى البعض أنها محفزة على الدراسة والعمل والتطور وتثبيت المعلومات في ذهن الطالب إضافة إلى أنها تحقق العدالة بين الطلاب من خلال تطبيق المشاريع والنشاطات فيما رأى آخرون أن الفكرة غير واضحة بالنسبة لهم فهي مكلفة ولا يعرفون عدد المشاريع المطلوبة إضافة إلى أن المشاريع تتطلب جلسات طويلة لتنفيذها إذ لم يعد هناك مجال للطالب للراحة في المنزل.
 سانا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك