الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

نقيب الصيادلة يكشف عن حجم الصعوبات التي تواجه صناعة الادوية في سورية

الاقتصاد اليوم:

 قال نقيب صيادلة سورية الدكتور محمود حسن: إن استيراد المادة الأولية تعتبر من ابرز الصعوبات التي تواجه صناعة الدواء في سورية والنهوض به  بالنظر الى ان المادة الاولية كانت تصل الى البلاد مباشرة اما حالياً فإنها تسلك طريقاً طويلاً قد يستغرق شهراً الى شهرين لجلبها من مطار بلادها الى مطار وسيط ومن ثم مطار وسيط ثانٍ وصولا الى دمشق كمرحلة أخيرة بسبب الحصار الاقتصادي الجائر المفروض على الشعب السوري.‏

وبحسب حسن فإن هذا الواقع افرز تكاليف كبيرة ناهيك عن كونه سبباً رئيسياً في تأخر انتاج بعض الزمر الدوائية في سورية، معتبراً أن الدعم الذي قدمته الحكومة للصناعات الدوائية الوطنية ومساهمتها في توفير الادوية لعب دوراً جوهرياً في استمرار قطاع الصناعات الدوائية، على الرغم من حاجته لدعم حقيقي لأن انهياره يعني عدم قيامة قائمة له بعد الآن.‏

حسن وفي حديثه لفت إلى وجود ما ينوف على 60 معملاً منتجاً ولكن 11 منهم يعملون بطاقة انتاجية متواضعة لا تتجاوز 50% من الطاقة الكاملة مع الاشارة الى ان 5 معامل دوائية نالت الترخيص مؤخراً كما تمت الموافقة على نقل بعض المعامل الى المناطق الآمنة من المناطق الساخنة لضمان استمراريتها في العمل وبالتالي توفير جميع احتياجات السوق، مبيناً أن الهم الوحيد لدى نقابة الصيادلة حاليا هو اعادة فتح الاسواق الخارجية التي كان الدواء السوري يُصدّر اليها معتبراً أن عودة التصدير الى قطاع الصناعات الدوائية سيضمن وجود كافة الاصناف الدوائية في السوق السورية بالنظر الى ان الخسارة في هذه الحالة ستكون صفراً كون الوارد من التصدير سيغطي كافة نفقات الانتاج كما يغطي القطع الاجنبي اللازم لشراء المادة الاولية اللازمة لصناعة الصنف الدوائي، ولكن ما من اسواق تصديرية على مستوى الطموح حالياً.‏

وعن فقدان بعض الأدوية من الأسواق، قال نقيب الصيادلة: إن الشح يقوم في بعض الزمر الدوائية ولكن وبسبب شكاوى المواطنين مباشرة وعبر الصيادلة طالبت النقابة كل فروعها في المحافظات بموافاتها بماهية الاصناف والزمر الدوائية الشحيحة لوضعها بعلم الجهات الوصائية، معتبراً أن الشح في الفترة الحالية ناجم عن الحصار وزيادة تكاليف الانتاج بالنظر الى ان مستلزمات الانتاج باتت مرتفعة السعر بشكل كبير وبالتالي لجأ المنتجون الى ترتيب الاولويات في الانتاج والمفاضلة بين المهم والاهم من الادوية من جهة اخرى، بحيث يصار الى تأخير بعض الاصناف الى حين انتاج الأهم، يضاف الى ذلك سبب آخر وهو الطاقات الانتاجية لبعض المعامل والتي لم تصل حتى اليوم إلى 100% ولكن وفي لفتة وطنية بدأت بعض المعامل التي تعرضت للتخريب تصنيع توليفة الزمر الدوائية الخاصة بها عبر خطوط الانتاج لدى معامل اخرى حتى لا يكون هناك انقطاع أو فجوات في التغطية الدوائية للمواطن وما يحتاجه من أصناف ما يوضح وبشكل كبير مغزى مفهوم الصناعة الوطنية.‏

حسن شرح ما اصاب قطاع الصناعة الدوائية نتيجة الارهاب مبيناً أن حقد المجموعات الارهابية المسلحة على الشعب السوري تجلى في ضرب البنية التحتية للصناعات الدوائية حيث سُرقت ونُهبت بعض المعامل وخُرٍّبت اخرى وخرج أكثر من 24 معملاً عن الخدمة خلال الفترة الماضية ورغم اعادة نحو 11 منها إلا انها تعمل بطاقة انتاجية ليست كاملة ولا تزيد بحال من الاحوال عن 50% وبالتالي يمر هذا القطاع بفترة صعبة، مبيناً أن الدواء السوري لا يزال ضمن حدود الامان ولم يصل بعد الى الخطوط الحمراء، نتيجة متانة الصناعة الدوائية الوطنية التي تأسست عام 1987 بمرسوم من القائد المؤسس حافظ الأسد وبدأت بالإنتاج عام 1990 أي ان عمرها اكثر من ربع قرن، وشكلت في الفترة الماضية احد دعائم الاقتصاد السوري لجهة انها كانت تصدر الى أكثر من 54 دولة في العالم كما كانت تغطي نحو 93% من احتياجات السوق المحلية في حين كانت تستورد ما نسبته 7% من الاحتياجات ومعظمها من الادوية النوعية كأدوية الأورام والكلية وسواها، معتبراً أنه ولولا دخول الأزمة لكان لدى سورية معامل تغطي هذه النسبة من الادوية النوعية كافة ولكانت وصلت الى الاكتفاء الذاتي من الدواء.‏

الثورة

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك