الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

هل بات المريض صفقة تجارية ناجحة؟… نقابة أطباء سورية تطالب برفع المعاينات..ونحن نطالبها بالإنسانية

الاقتصاد اليوم:

 قال نقيب الأطباء في سورية الدكتور عبد القادر الحسن إن الأجور الطبية غير مضبوطة ووزارة الصحة هي التي تضع التسعيرة، فالمفارقة ما بين 2004 إلى 2017 لم تتغير في آلية وضع الأجور علما أن المواد المستهلكة المستخدمة في المعاينات الطبية ازدادت ما يقارب عشرة أضعاف.

تعقيبا على هذا التصريح رأى متابعون، أن نقابة أطباء سورية أدانت نفسها بنفسها، حيث أكدت بأن الأجور الطبية (غير مضبوطة)، وطبعا لصالح الأطباء وليس لصالح المرضى، فالكثير من الأطباء حددوا مسبقا أجور معاينتهم دون أن ينتظروا تحرك وزارة الصحة أو مطالبة نقابة الأطباء برفعها، فأجور الأطباء للأسف باتت مزاجية، (وغير مضبوطة)، والمريض بات يقع بين فكي كماشة، (أجرة الطبيب من جهة وسعر الدواء من جهة أخرى) وكلاهما فاقا قدرة المريض من حيث الأسعار.

المطالبة برفع أجور المعاينة، في وقت يعاني منها المواطن السوري من ضيق الحال الاقتصادي، يعتبر أمرا غير منطقي، وخاصة أن المريض عندما يذهب للطبيب لا يذهب ترفاً بل مجبراً، وبالتالي زيادة أسعار المعاينة الطبية من شأنها أن تمنع الكثير من المرضى زيارة الأطباء، وهذا ما يحدث حاليا في واقع الأمر، فالكثير من المرضى استغنوا عن الطبيب، واكتفوا بمراجعة الصيدليين وشرح تفاصيل وأعراض مرضهم ليصف لهم الدواء المناسب متهربين بهذه الخطوة من أجرة معاينة الأطباء، ليتكلل وجعهم أكثر بتسعيرة الدواء، التي باتت هي الأخرى تجارية ومزاجية وبفوارق واضحة من صيدلية لأخرى.

متابعون أكدوا أن الطبابة والدواء، أمران هامان جدا، وليسوا من الكماليات حتى يتم رفع أسعارهما أكثر من الأسعار الحالية بل على العكس يجب تخفيض الأسعار لمراعاة وضع الأسر الاقتصادي، وتوجه الكثير من الأطباء لرفع أسعار المعاينة من تلقاء أنفسهم بما ينافي جوهر مهنة الطب التي تعتبر مهنة إنسانية بالدرجة الأولى وليست مهنة تجارية…فالطبيب ليس تاجرا وليس صناعيا، ليحسب أرباحه وخسائره، وهنا لا نقول بأن الأطباء يجب ان يخسروا ولكن لا نعتقد أن هناك تكاليف كبيرة يضعها الطبيب في معاينة المريض، فهل وضع السماعة على بطن المريض يكلف الطبيب؟ أو هل ارتفع سعر وضع السماعة مثلا؟!!… هل سعر القفزات ارتفع كثيرا لكي يرفع الكثير من الأطباء تعرفة معاينتهم لأكثر من 200% من تلقاء أنفسهم؟!.. نعتقد أن تكاليف المعاينة يضعها المريض ومن جيبه، فعندما يطلب الطبيب تحليلا أو تصويرا شعاعيا فإن المريض يذهب بنفسه لتنفيذ ذلك ومن جيبه وليس من جيب الطبيب؟.. فأين هي المواد المستهلكة المستخدمة في المعاينات الطبية والتي زادت ما يقارب عشرة أضعاف؟.. يسأل متابعون؟.

ربما الأجهزة الطبية كالرنين المغناطيسي والتصوير الشعاعي ارتفعت أسعارها لأضعاف كثيرة، ولكن ذكرنا ان أسعار هذه الإجراءات يدفعها المريض من جيبه وليس الطبيب…إذا نعتقد أن الطبيب هنا يطالب برفع أجرة يده وخبرته العلمية وهذا حق ولكن ليس لأضعاف كثيرة، فالمواطن السوري حالته المادية صعبة وعلى الأطباء أن يستوعبوا ذلك، وأن لا يكونون عاملاً مساعدا في تفاقم الوضع الاقتصادي، فالكثير من الأسر للأسف تدخل المشافي الخاصة ولا تخرج إلا وهي تحت خط الفقر من تكاليف هذه المشافي وأجرة الأطباء…فهل فقد الطب إنسانيته؟…

متابعون يقولون لنقابة أطباء سورية: بدلا من أن تطالب النقابة برفع أجرة معاينة الأطباء عليها في بداية الأمر أن تقوم بضبط أسعار المشافي الخاصة، وأجرة الأطباء في تلك المشافي التي تتجاوز مئات ألوف الليرات للمريض الواحد…ونطالب نقابة الأطباء بالإنسانية وان توجه الأطباء على اختلاف اختصاصاتهم بأن لا يتعاملوا مع المريض على أنه صفقة تجارية رابحة”.

سينسيريا

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك