الاقتصاد اليوم ـ صحف:

لا ملاذ للمواطن الفقير هنا، إذ لم تعد سورية أماً للفقراء، ولم يعد خبزها رخيص الثمن، وموادها الغذائية محدودة السعر، لكن بات واضحاً أن دخول مواطنيها في أدنى مستوى لها منذ سنوات طويلة مقارنة مع مستوى الغلاء الفاحش، الذي لم يترك عائلة دون أن يقتنص منها الفرحة.

اللافت أن الحكومة مهتمة جداً، بخلافات التجار والصناعيين، وبدراسة أفضل الطرق لتمويل المستوردات، والسعي لتأمين مستلزمات الإنتاج، لكنها لا تنظر بجدية إلى وضع المواطن، ولا تهتم بقضاياه المعيشية مباشرة، وترمي خلف ظهرها المأزق الاجتماعي والمعيشي الحالي، الذي ينذر بمزيد من القلق والخوف، لجهة رد فعل الفقراء ومن ينزلقون يومياً إلى هذه الطبقة.

من الثابت أن أدوات الحكومة في هذا المجال عديدة، لكن ما تستخدمه يقل بكثير عن مستوى الطموح، فحتى الآن وعقب مضي أربع سنوات من الحرب، تزهق الحكومة الوقت في النقاشات، وسبل تخفيض الأسعار، ضاربة عرض الحائط بالقضية الأساس في المسألة المعيشية وهي تدنّي الدخول. كما أن خياراتها بالتدخل في الأسواق عبر مؤسساتها المعروفة، لم تعد كافية، فهذه المؤسسات المترهلة بحاجة إلى إعادة هيكلة من جديد، ولانضيف جديداً بقولنا: هناك سلع في هذه المؤسسات تباع بأسعار أعلى من السوق، وداخلة من دول معادية لسورية، أليس هذا هو الفساد بعينه؟

يحتاج المواطن السوري من حكومته إلى خطوة واحدة، إجراء واحد مهم، يعزز قوته، ويحفظ كرامته، هذا الإجراء يمكن اختزاله بتأمين سلة غذائية بسعر التكلفة، شهرياً لكل أسرة، توزعها مؤسسات التدخل الإيجابي.

المصدر: جريدة النور السورية