الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

هيئة المنافسة: يوجد احتكار القلة في السوق..وهو قانوني!

الاقتصاد اليوم:

 قال مدير الهيئة العامة للمنافسة ومنع الاحتكار الدكتور أنور علي: إن تقلبات الأسعار وفوضى الأسواق حصلت نتيجة تراكمات في السياسات المالية والنقدية بدأت منذ السنة الاولى للأزمة، معتبراً أن جهات التدخل الإيجابي هي الوحيدة القادرة على كسر الأسعار وتحقيق المنافسة الفعّالة المُفضية إلى السعر المقبول والجودة المنطقية,

 مؤكداً أن احتكار القلة موجود في السوق المحلية بالنظر إلى ظروف الحصار الاقتصادي الجائر القائم ضد الشعب السوري، لافتاً إلى أن هذا النوع من الاحتكار قانوني في كل دول العالم طالما أنه لا يتحكم بنسبة 30% من السوق.‏

 وحول إمكانية قيام منافسة قادرة على احداث توازن سعري حقيقي في ظل القلة النسبية للإنتاج، قال علي: إن المنافسة تأثرت كثيراً بسبب الأزمة لكون المنافسة ومنع الاحتكار يعملان في ظل قانون العرض والطلب، والمادة الأولى من هذا القانون تقول بحرية الأسعار بالاعتماد على التوازن بين العرض والطلب وصولاً إلى استقرار الأسواق، أي أن المنافسة تسعى عبر هذه المعادلة إلى تحقيق السعر المقبول لكل مادة وسلعة وخدمة وتسعى لتحقيق الجودة عن طريق المنافسة الشريفة المعتمدة على إرضاء الزبون، ولكن العرض والطلب ليسا متوازنين حالياً ما أثّر بالتالي على إنفاذ قانون المنافسة التي لا يتمتع رجال الأعمال وشريحة غير هينة من الجمهور بثقافتها، فكان من الطبيعي ظهور النتيجة التي تعاني منها الأسواق حالياً لجهة الفوضى السعرية وغياب مستويات ومعايير الجودة، ليدفع المواطن ثمن هذا الواقع من دخله القليل المحدود أصلاً، وبالتالي ما من منافسة قادرة حالياً على إحداث توازن سعري حقيقي لأن المنافسة تكون فعّالة وفي أفضل حالاتها في ظروف الاستقرار.‏

وفيما يتعلق بوجود الاحتكار بإجماع المواطنين قال العلي: إن الاحتكار بشكله العام غير موجود على اعتبار كل السلع موجودة، كون الاحتكار يعني حبس المادة وبالتالي ندرتها، مقرّاً بوجود احتكار القلة في السوق السورية، بالنظر الى الحالة الاستثنائية التي تعيشها البلاد مؤكداً ان هذا الاحتكار طالما لا يفرز حبس المادة أو الاتفاق بين جهاته على سعر معين لها، فهو احتكار قانوني ومقبول في كل اقتصاديات العالم شرط ألا يكون مسيطراً على 30% من السوق، ولكن الأمل معقود على جهات التدخل الإيجابي لكونها القادرة على كسر احتكار القلة إن تحولت من عقلية تاجر المفرق إلى تاجر الجملة.‏

وعن دور الهيئة في ظل التقلبات الشديدة في الأسعار ومستوياتها، قال مديرها العام: إن قانون المنافسة ومنع الاحتكار رقم 7 لعام 2008 يختلف كلياً عما سواه لأنه قانون علمي كما هو قانون أبحاث ورقابة يرتكز على الدراسة العلمية في المعالجة، ويكفل رصد الأسواق في كل سورية من حيث توافر البضاعة وانسيابها ومدى وجود مؤشر مسيء للمنافسة وفعاليتها بشكل واقعي، مبيناً ان الهيئة ترصد مؤشرات هذه المتابعة بما يعكس حركة السوق السورية من خدمات ومواد بما فيها الأساسية والضرورية ومدى انسيابها في السوق وتوافرها، ويمكن القول إن السوق السورية وبعد سنوات ست من الحرب تحتوي كل أنواع السلع، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأسعار مرتفعة ومتقلبة ولكن عدم استقرارها يعود إلى تراكمات قديمة منذ بدايات الأزمة ترافقت بتراكمات في السياسة المالية والنقدية أوصلت السوق إلى ما هو عليه اليوم، فجميع السلع والخدمات بما فيها المنتج المحلي تحتاج المادة الأولية، والمادة الأولية في غالبيتها مستوردة غير منتجة محلياً واستيرادها مرتبط بسعر الصرف الذي كان غير المستقر، معتبرا أن عملية استقرار الأسعار مسألة صعبة جداً في ظل عدم التوازن بين المستوردات والصادرات، وعدم وجود الاستثمارات، إضافة إلى قلة المنتجين ولاسيما في القطاع الزراعي، وعليه ستبقى الأسعار متقلبة ومتفاوتة بين حين وآخر وبين محافظة وأخرى، الى حين توافر مقومات استقرارها.‏

وعن الحلول المقترحة من الهيئة التي تعتبر نفسها الذراع الأساسي للاقتصاد، قال مديرها العام: إن المقترحات متنوعة ومتشعبة وصولاً إلى منافسة حقيقية عادلة وشريفة تضبط الأسواق، ولكن يمكن إجمال العاجل والملحّ منها بأهمية التعميم إلى كافة الجهات الاقتصادية (العامة والخاصة والمشتركة) بضرورة توفيق أوضاعها مع قانون المنافسة ومنع الاحتكار، ودعم الأنشطة الاقتصادية المنافسة، بالتوازي مع مساعدة المصدرين والمستوردين بالتسهيلات اللازمة، وردع المضاربة بسعر الصرف والتشوه في أساليب استخدام النقود، إضافة إلى فرض الضريبة حسب سعر الصرف السائد ما يحقق إيرادات للخزينة العامة للدولة، مع التدخل الإيجابي من قبل الحكومة في عمليات الاستيراد والعمل كتاجر جملة، وأخيراً إشراك الهيئة في اللجان ذات العلاقة بالشأن الاقتصادي وتقديم التسهيلات للعاملين في الهيئة ممن يحملون صفة الضابطة العدلية.

الثورة

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك