الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

وثيقة سورية ما بعد الحرب .. خطة البلاد للتنمية والنهوض الاقتصادي

الاقتصاد اليوم:

قريباً جداً ستمتلك سورية وثيقة وطنية تحدد بدقة متطلبات التنمية وسبلها للمرحلة القادمة .. وثيقة يصلح أن تكون خطة إعادة إعمار ولكن في حقيقية الأمر " المهندس عماد خميس " رئيس مجلس الوزراء أرادها وثيقة تأسيس للمرحلة القادمة وخارطة طريق يمكن من خلالها معرفة الى أين تسير وستسير البلاد في السنوات القادمة .. كيف ستعمل خلال الحرب الى ان تنتهي وكيف ستواجه مرحلة ما بعد الحرب ..

وثيقة سورية ما بعد الحرب التي تنطوي على سيناريوهين ستشكل صداً في وجه الاملاءات الخارجية فهي تعد بمثابة بوصلة لاي مرحلة يمكن ان تدخلها سورية من الآن وحتى 2030 وما بعد بطبيعة الحال .

وهي رؤيا الدولة السورية لعملية التنمية والنهوض الاقتصادي بالتفاصيل و بالخيارات التي يمكن أن تكون متاحة لبلد كسورية يعاني منذ أكثر من ثماني سنوات من حرب قذرة استهدفت فيه كل شيء ..

الأهم في الوثيقة هو تحديد مصادر التمويل واحتمالاتها تبعاً لتغير ظروف الحرب والحصار و العقوبات , وفي الوقت نفسه تحديد الموارد التي يمكن تأمينها في حال لم تحدث المتغيرات المطلوبة وهنا يبدو لكل سيناريو قراءته الموضعية بحيث تتمكن سورية من استعادة النمو الايجابي والذهاب به الى المعدلات التي كانت قبل الأزمة على أقل تقدير . على أنّ أحد السيناريوهين يذهب الى معدلات نمو عالية ؟

تؤطر الوثيقة لقراءة عميقة وصحيحة قابلة للتطور تبعاً للإمكانيات التي تمتلكها الدولة السورية .. واللافت في صياغة أركان الوثيقة هي قابليتها ومرونتها اتجاه أية متغيرات . ما يمكن أن يجعل منها عتبة لاي حوار تنموي ولاي خطة تنموية للبلاد . على أننا نستطيع أن ننظر الى الوثيقة على انها خطتين خمسيتين متتاليتين مرتبطتين بنفس الظروف والأهداف .

داخليا تعمل الحكومة منذ ثلاث سنوات لتكريس مبدأ التأسيس وقراءة الخطوات المستقبلة بكثير من الوضوح والمعرفة بالاتجاهات التي ستسلكها البلاد ما يوفر الديمومة للخطط والبرامج التي تعمل عليها الحكومة ويوفر قابلية تسليمها لاي إدارة قادمة لتستمر بها ما يضمن عدم حدوث الانقطاع وإعاداة البلاد الى البدايات وبالتالي إضاعة المزيد من الوقت والفرص .

خارجيا فإنّ " وثيقة سورية ما بعد الحرب " تشكل خطة ورؤية الدولة السورية لعملية التمية والتي يمكن أن تكون منطلقا لمخاطبة خطط إعادة الإعمار التي يمكن أن تُوجه نحو سورية وهذا ما يمكن ان يجنب البلاد الوصفات الجاهزة التي قد لاتنسجم مع سياساتنا ومبادئها حتى ..

مع الإشارة هنا إلى إعادة إعمار سورية هي " كعكة الاستثمار الأهم القادمة والتي ستعمل دول ليكون لها منها نصيب " نصيب ستبنى عليه تسويات المرحلة القادمة ؟

من هنا : يجب أن لا يخلو اي خطاب سوري " سياسي أو دبلوماسي وبطبيعة الحال اقتصادي " في المحافل الدولية من مفردات " وثيقة سورية ما بعد الحرب " عند إقرارها , ويجب العمل على تسويقها كهوية للمرحلة القادمة بما يعزز استقلالية القرار السوري و يعزز من قدرة البلاد على التواصل الصحيح مع الرغبات الاستثمارية الخارجية لديها .

إذا وثيقة سورية ما بعد الحرب هي خطة سورية لللاعمار والبناء والنهوض الاقتصادي من الآن وحتى 2030 .. ويتبين من الاطلاع عليها أنّها مرنة بالقدر الكافي الذي يجعلها قادرة على استيعاب اية متغيرات ومستجدات وحتى أية انتقادات ..

المهم أن تمتلكها سورية و أن تكون نهج عملها الذي يمكن على أساسه قيادة المرحلة القادمة بما فيها عروض إعادة البناء والاعمار والاستثمارات التي يمكن أن توجه نحو سورية عند انتهاء الحرب ؟ .

هوامش :

هامش 1 : يبلغ معدل النمو الاقتصادي في سورية حاليا 2 % بعدما وصل في سنوات الحرب مرحلة حرجة من النمو السلبي وصلت الى 28 % ؟

هامش 2 : بلغ معدل النمو في سورية قبل الحرب 5 % وهو هدف واحد من السيناريوهين المطروحين لتحقيق التنمية في وثيقة سورية ما بعد الحرب ؟

هامش 3 : مصادر التمويل المقترحة في الوثيقة يشكل الدين " الداخلي والخارجي " منها 18.985 تريليون ليرة .

هامش 4 : شارك في اعداد الوثيقة فريق عمل يضم العشرات من أصحاب الخبرة والمختصين .

بالمحصلة قد يكون من الصعب العودة بسورية كما كانت نظرا لهول ما استهدفته الحرب من امكانياتها ومقدراتها . ولكن بكل تأكيد لا بدّ من التأسيس لمرحلة جديدة هي سورية ما بعد الحرب وهو ما تحاول الحكومة الحالية فعله ؟

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك