الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

وزارة الاقتصاد: مجالس رجال الأعمال مترهلة..ولا يوجد لدينا اهتمام عملي بالتصدير

الاقتصاد اليوم:

بينت مصادر وزارة الاقتصاد أن الوزارة لا تزال إلى الآن غير مهتمة بتفعيل الملحقيات التجارية ولا حتى بمجالس رجال الأعمال التي وصل القائم منها إلى مرحلة من الترهّل، وكأن الإبقاء عليها ليس سوى بريستيج ولا يخدم إلا أشخاصاً بعينهم.

وذهبت المصادر إلى أبعد من ذلك معتبرة أن حديث الوزارة عن التصدير لم ينمّ حتى الآن عن أية مخرجات عملية، فهو أقرب إلى الاستعراض الإعلامي، إذ بإمكانها -على سبيل المثال- وعبر مجالس الأعمال والملحقيات أن تمهّد الطريق لتوسيع دائرة الصادرات الزراعية على أقل تقدير.

وأشارت المصادر إلى وجود سلع في سورية إنتاجها قابل أن يوائم متطلبات أسواق عديدة خارجية لتحقيق زيادة ملموسة للصادرات السورية، لكن ذلك بحاجة إلى دراسة آليات أفضل لإنتاجها ومعالجتها سواء من ناحية التعبئة والتوضيب والتغليف، أم من ناحية وجود علاقات تجارية متميزة، واتفاقيات تأطير للتبادل التجاري من معارض وتسويق..الخ.

وأضافت المصادر: إنه سبق لهيئة دعم الإنتاج المحلي والصادرات أن قدّمت بعض الرؤى والأفكار الكفيلة بتفعيل الصادرات كالعمل على تحسين قواعد البيانات والمعلومات والمعطيات عن مختلف الأسواق العالمية وطرحها للمصدّرين السوريين وإجراء بعض الدراسات عن بعض الدول التي لم يتم التعامل معها، إلى جانب استطلاع آراء المصدّرين لتطوير برامج الترويج المتعلقة بالمنتجات السورية، ولكن لم تتمخض عنها أية إجراءات يراهن عليها، معتبرة أن تحوّل معظم الصناعيين إلى تجار زاد من انتكاسة التصدير.!..

من جهته اعتبر الاقتصادي الدكتور زكوان قريط أن المطلوب حالياً العمل على تطوير قطاعاتنا الاقتصادية الإنتاجية والتصديرية، لأن التصدير لا يمكن أن يقوى إلا إذا كان إنتاجنا تنافسياً وقوياً، ولم يخفِ قريط تفاؤله بأن يلمس قطاعنا الخاص هذه المسألة ولو ببطء لأن اقتصادنا هو اقتصاد نامٍ، داعياً إلى ضرورة البحث عن المزايا النسبية التي تتمتع وتنافس بها صناعتنا، لا أن نبحث عن كيفية منافسة الآخرين بمنتجاتهم ونحن بالأساس غير قادرين على المنافسة بها مثل الصناعات الثقيلة وصناعة الأدوات المنزلية ذات التقنية العالية، وتكنولوجيا المعلومات وغير ذلك من الصناعات التي تحتاج إلى خبرة ومعرفة طويلة، في حين يمكننا المنافسة بالمنتجات والصناعات التحويلية التقليدية (النسيجية –الغذائية –القطنيات –الصناعات الحرفية..الخ).

وبعيداً عن الأزمة تطرّق قريط إلى مسألة التنافسية مستشهداً بقطاع الغزل والنسيج الذي يعتبر قائداً صناعياً في سورية منذ عقود، مبيّناً أن الأتراك والدول العربية كانوا يستوردون منتجات هذا القطاع، واليوم نحن غير قادرين على منافسة الإنتاج التركي لاعتبارات تتعلق بضعف الإنتاجية وضعف الإدارة وعدم دعم الدولة للمنشآت الاستثمارية، فالاقتصاد السوري يواجه الآن أزمة كبيرة تستوجب دراسة وافية وإجراء تغييرات جذرية على كثير من المسائل الاقتصادية والتحرك أكثر وبسرعة أكبر لحماية منتجاتنا، ولاسيما في ظل ظهور تحديات جديدة لم تكن مألوفة بعضها مرتبط بالبيئة الاقتصادية والسياسات الاقتصادية في البلاد، وبعضها الآخر مرتبط بطبيعة التنافسية في العالم.

المصدر: صحيفة "البعث"

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك