الاقتصاد اليوم:

تعرضت الثروة الحيوانية خلال الحرب لأضرار كبيرة نتيجة تواجدها في أماكن ريفية بعيدة عن مراكز المدن والاستقرار، حيث تراجعت أعدادها من حوالي 19 مليون رأس إلى 13 مليون ، بنسبة انخفاض وصلت إلى 40% في قطاع الدواجن ، و 30% للأغنام والأبقار .

وأكدّ معاون وزير الزراعة والاصلاح الزراعي لشؤون الثروة الحيوانية المهندس أحمد قاديش أنه وبعد تحرير الجيش العربي السوري لمدينة حلب تم العثور على 450 رأس من الابل تائهة في صحراء منطقة حميمة ،وعلى الفور أبلغ الجيش وزارة الزراعة لاستلامها ، مشيراً إلى أنّ الابل كانت بحالة صحية سيئة جدا نتيجة وجودها في الصحراء لفترة طويلة بدون تغذية أو مياه لذلك أصبحت عضلاتها هزيلة جدا حسب توصيف الأطباء البيطريين ،وقد تم نقل 42 رأس منها إلى دير الحجر في ريف دمشق ، ومازال 403 رأس في مركز تابع للبحوث العلمية الزراعية في منطقة حميمة ، لافتاً بوجود 3 منها في حالة صعبة للغاية ، لذلك سارعت الوزارة لذبحها بهدف الاستفادة من لحمها لكن بعد الذبح تبين أن لحمها مائل للسواد وله رائحة كريهة نتيجة عدم تناوله الماء لفترة طويلة ، لذلك أتلفتها الوزارة بعد أن تبين أنها غير صالحة للاستهلاك البشري .

وقال قاديش أنه تم تعيين عمال بحوافز تشجيعية لرعاية قطيع الابل الموجودة في حميمة ، وكذلك تكليف أطباء بيطريين لمتابعة حالتهم الصحية ، علماً أنّ وضعهم الحالي جيد جدا و قد تجاوزا مرحلة الخطر .

ليست دقيقة

معاون وزير الزراعة أشار إلى الثروة الحيوانية كانت قد استهدفت من قبل المجموعات المسلحة فبعضها هربت إلى الخارج عبر الحدود المفتوحة وبعضها الآخر ذبح بشكل عشوائي ما أدى إلى تراجع بالثروة الحيوانية من 19 مليون رأس إلى 13 مليون حيث بلغ الضرر 40% لقطاع الدواجن و 30% للأغنام والأبقار، إلا أنه وحسب ما أكده قاديش أنّ هذه الاحصائيات ليست دقيقة وإنما توقعات بحسب المؤشرات المتوفرة لدى الوزارة فهناك كثير من المناطق لا يمكن الدخول إليها ، موضحاً أنه خلال الدراسة لم يتبين وجود أي جوائح مرضية في قطاع الثروة الحيوانية رغم كل الظروف وذلك نتيجة السيطرة على المنظومة الحيوانية حتى في المناطق التي يسيطر عليها الارهابيين كان يتم ارسال اللقاحات والأدوية لأن أي مرض يصيب الحيوان في تلك المناطق بالتأكيد سوف ينتقل إلى المناطق الآمنة وتاليا يصعب السيطرة عليها .

ترميم الثروة الحيوانات

محاولة ترميم الثروة الحيوانية بالحد الأدنى وضمن الامكانيات المتاحة من خلال اجراءات أهمها اعفاء البكاكير من كافة الرسوم والضرائب عند استيرادها ، علما أنه سيصل إلى مرفأ طرطوس وعلى دفعات خلال وقت قريب جداً 1600 رأس من البكاكير إضافة إلى وجود عقود لاستيراد 5000 رأس من البكاكير من ألمانية من عرق فريزيان أنشتاين وهو من عروق عالية الإنتاج ،بحسب ما قالة معاون وزير الزراعة ، وأن انتاج البقرة المستورة الواحدة أكثر من 7 طن سنويا من الحليب ، علماً أنّ ذلك سوف يعوض النقص الحاصل في الانتاج .

وأيضا من ضمن الاجراءات لمشروع تطوير الثروة الحيوانية هو انشاء شبكات وتجمعات يتم من خلالها تعليم المربين على استخدام البدائل عن الاعلاف التقليدية وادخال بعض الزراعات الجديدة متل الصبار الأملس – الزراعات الرعوية – الاستفادة من المخلفات الزراعية واستخدامها كعلف وهذا يخفف التكلفة على المربي وتالياً بيع المنتج بسعر أقل بحسب قاديش ، مشددا على ضرورة مكافحة تهريب الأغنام حيث تم التوصل مع الجهات المعنية إلى اقامة شهادة تسمى شهادة حركة صادرة عن وزارة الزراعة بحيث لا يسمح للحيوانات التنقل إلا من خلال تلك الوثيقة ، وقد صدر تعميم من رئيس مجلس الوزراء على كافة الحواجز الأمنية بمنع تحرك الحيوانات إلا ضمن هذه الشهادة بهدف معرفة المنطقة التي خرجت منها و التي تتجه إليها .

أما ما يتعلق بقطيع الأغنام أوضح قاديش أنه تم التوقف عن تصديرها واستيرادها لأننا نملك عرق العواس ويجب عدم خلطه مع أية عروق أخرى ، كذلك هناك مشروع يتعلق بإنتاج الاكباش والنعاج المحسنة بمواصفات عالية الانتاج وبيعها بأسعار مدعومة للمربين ، لكن ما يزال قطيع الأغنام بحاجة إلى وقت لترميمها ، إضافة إلى اعتمادها على موسم الامطار لزيادة ولاداتها قدر المستطاع لتعويض وهذا يتوقف على موسم الأمطار القادم .

وختم معاون وزير الزراعة حديثه بالقول : إن الوضع الثروة الحيوانية في تحسن و سوف يظهر ذلك في الأيام القادمة بالتعاون مع كافة الجهات المعنية ، وأنّ المعامل البيطرية تنتج بشكل جيد حتى أنه يتم تصدير قسم منها إلى الخارج ، في حين نستورد بعض اللقاحات والادوية النوعية فقط .

المصدر: هاشتاغ سيريا