الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

وزارة الكهرباء: نسبة الظلام في سورية 30 بالمئة فقط...والشتاء الحالي سيكون مريحاً

الاقتصاد اليوم:

كثيرة هي الخرائط التي يجري تداولها عن سورية منذ بداية الحرب، ليست بالضرورة خرائط جغرافية أو عسكربة، وإنما بعضها خرائط خاصة بالفقر، النزوح، الدمار، والظلام.

وهذه الأخيرة تظهر وفق ما تلتقطه الأقمار الصناعية نسبة انتشار الظلام نتيجة انقطاع التيار الكهربائي بشكل دائم أو مؤقت عن المناطق السورية وقد أشارت الصور إلى أن نسبة الظلام كانت مرتفعة جداً في العام 2015 مع تعرض المنظومة الكهربائية للتخريب ونقص كميات الفيول والغاز المخصصة لتوليد الكهرباء.

اليوم، هناك تحسن واضح وكبير في التغذية الكهربائية وفي جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الدولة، وذلك نتيجة تحرير حقول الغاز في المنطقة الوسطى، وبناء عليه تكون خريطة النور أو الظلام قد تغيرت.. فما نسبة النور أو الظلام المسيطر على سورية.

حسب مدير التخطيط في وزارة الكهرباء بسام درويش فإن “وزارة الكهرباء لا تمتلك إحصائيات حول نسبة النور والظلام في المحافظات السورية، والتي يمكن من خلالها رسم خريطة للنور أو الظلام”.

لكن هناك وكالة فضائية أجنبية تمكنت من رصد معدل انبعاث الضوء ليلاً في دمشق وحلب والرقة خلال كل شهر بدءاً من عام 2012 حتى بداية عام 2017.

ورأى درويش أنه حسب اعتقاده الشخصي فإن نسبة النور في سورية وصلت خلال هذا العام إلى 70 %، في حين أن النسبة المتبقية 30 % وهي نسبة الظلام نتجت عن ساعات التقنين المطبقة بفعل عدم توفر الوقود.

مشيراً إلى أن الوزارة تعمل على تقليل ساعات التقنين في الليل وهكذا سترتفع نسبة إنارة البلاد، موضحاً أن “نسبة الظلام في السنوات السابقة من الحرب بلغت أكثر من 40 % نتيجة الاعتداءات الإرهابية على موارد الطاقة الكهربائية والنفطية”.

وقال مدير التخطيط: تحسن الوضع الكهربائي مرتبط بتوفير الوقود، وفي حال توفر سيكون هناك تحسن ملحوظ بشكل أكبر على الواقع الكهربائي في سورية.

خريطة الظلام

وكانت تقارير صحفية قد تحدثت في 2015 عن أن نسبة سيطرة الظلام على منازل السوريين بلغت 83 %، في حين أن تقارير أخرى أوضحت واستناداً على معلومات وزارة الكهرباء أن نسبة الظلام تسجل أحياناً نحو 45 %، ولاسيما عندما تتعرض المنظومة الكهربائية ومتمّماتها لعمل إرهابي.

وحسب رأي مدير التخطيط في وزارة الكهرباء يتبين أن نسبة الظلام في سورية تراجعت من 2015 حتى 2017 ما يقارب 15 %، فكم ستكون نسبة سيطرة الظلام في عام 2018؟.

الشتاء القادم

الوضع الكهربائي الجيد خلال الشهرين الأخيرين من عام 2017 جعل المواطن السوري يتخوف من ازدياد ساعات التقنين في فصل الشتاء القادم، إلّا أن مدير التخطيط كشف لـ”الأيام” أن “الشتاء القادم سيكون مريحاً بالنسبة للوضع الكهربائي وستكون ساعات التزويد بالطاقة الكهرباء جيدة على عكس الشتاء السابق الذي كان قاسياً بالنسبة للتقنين”.

مضيفاً: السنوات التي كانت صعبة على الصعيد الكهربائي مثل عامي 2013 و2014 قد مضت، وبدأ تحسن الواقع الكهربائي مع توفر الوقود”.

وأوضح أن “وصول الكهرباء إلى المناطق التي حررها الجيش السوري لن يؤثر سلباً على الوضع الكهربائي في المناطق الأخرى”، منوهاً إلى أن “توفير الكهرباء في المدن الرئيسية مرتبط بتوفر الوقود المتاح لمحطات التوليد لإنتاج الكهرباء”، لافتاً إلى أنه “منذ بداية الحرب تم إنشاء مركز عمليات يعمل على توزيع كميات الكهرباء المتاحة على المحافظات بشكل عادل مع وجود بعض المحددات التي تؤثر على تزويد محافظة أكثر من أخرى، ولكن الكميات الكهربائية المخصصة لكل محافظة تختلف بين يوم وآخر أو بين ساعة وأخرى”.

في زمن الحرب.. حلب عاصمة «الظلام»!

من باب الدعابة يقوم بعض الأشخاص بالتحدي فيما بينهم حول أكثر المحافظات ظلاماً.. لكن عملياً من هي المحافظة الأكثر ظلاماً برأي الوزارة؟.

العاصمة الاقتصادية حلب تصدرت المرتبة الأولى بوصفها محافظة الظلام، حيث بين مدير التخطيط أن محافظة حلب هي أكثر المحافظات التي شهدت ظلاماً كهربائياً، فمع بداية الحرب تعطلت المحطة الحرارية وأصبحت التغذية الكهربائية لها شبه معدومة وكانت المجموعات المسلحة تعمل جاهدة على إبقاء الظلام بها، موضحاً أنه تم حالياً إيصال خط كهرباء كحل إسعافي للمحافظة”.

ومن المعروف أن أهالي حلب منذ عام 2013 يعتمدون على الأمبيرات للحصول على الكهرباء، فلا تقل حاجة المنزل لليوم الواحد عن 2 أمبير لتشغيل إضاءة بسيطة وشاشة تلفاز وبعض الملحقات الخفيفة، إضافة إلى تعرضهم لجشع وظلم ضعاف النفوس من تجار الأمبيرات.

قبل الحرب

وبالمقارنة بين الوضع الكهربائي قبل الحرب وخلالها، أوضح مدير التخطيط أن نسبة إنارة المدن السورية قبل الحرب وصلت إلى أكثر من 99 % فالكهرباء كانت تصل تقريباً إلى كل منزل في المناطق النائية والمدن الرئيسية، وبلغ الإنتاج الكهربائي خلال 2011 نحو 50 مليار كيلو واط ساعي، في حين وصلت حصة الفرد الواحد من الكهرباء 2400 كيلو واط ساعي في السنة، وبينما بلغت الاستطاعة القصوى أكثر من 9 آلاف ميغا واط، وكانت حالات انقطاع التيار الكهربائي أو التقنين شبه معدومة بالمنظومة الكهربائية السورية آنذاك.

وتابع درويش قائلاً: لا شك أنه مرت علينا سنوات صعبة على الصعيد الكهربائي خلال الحرب وخاصة في بدايتها نتيجة عدم توفر المشتقات النفطية اللازمة لعمليات الطهي والتدفئة وغيرها بالنسبة للمواطنين ما جعل هناك اعتمادية كبيرة على الطاقة الكهربائية التي كانت تعمل على تأمين احتياجاتهم، لافتاً إلى وجود أعباء كبيرة مثل عدم قدرة مراكز التحويل على تحمل الحمولات الزائدة الناتجة عن زيادة لاستهلاك أو تجمع السكان في مناطق آمنة ماأدى إلى العمل على رفع استطاعة مراكز التحويل.

“صحيفة الأيام السورية“

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك