وزير الكهرباء في بيتنا..!؟
الاقتصاد اليوم:
آخر ما “تفتّقت” به وزارة الكهرباء علينا، توليداً وتوزيعاً، لجوؤها المفلس إلى خيار تطبيق التقنين المضروب باثنين، أي تقنين غير محدّد بفترة زمنية ولا بعدد ساعات معين، وتكون النتيجة قطع الكهرباء بما يعادل نصف الوقت..!.
ما ذكرناه يتم تطبيقه نهاراً جهاراً، أي التقنين يطبّق بهذا الشكل خلال ساعات النهار..!.
أما ليلاً –ولأن العتمة ستَّارة– فتطبّق “الحماية التردّدية” السيئة الصيت والسمعة والنتائج، منذ أول دقيقة ليلاً حتى الفجر، ولا نجني خلال ساعات هذه الفترة سوى التعب والضجر والغضب وارتفاع الضغط والسكر، مضافاً إليها حرق وعطب أجهزتنا الكهربائية المنزلية، أما حقنا في قسط من النوم والراحة الضروريين لمتابعة أعمالنا في اليوم التالي، فهو شبه مستحيل..!.
كل ما تقدّمنا به، كان من الممكن الرضا به لكن على مضض، لأنه ليس باليد حيلة على من يحتالون على كهربائنا، لكن أن يكون هذا الواقع شبه دائم في مناطق محدّدة ومستهدفة بنور عيونها في العاصمة دمشق، دون غيرها من المناطق، ذلك لَعَمرنا وعمرُكم هو قمة الظلم والقهر..!.
وإن كنا نذكّر بطلب “العدالة بالتقنين”، دون أن نذكّر بمن قالها لأننا نربأ به عن هذا المستوى من “التطنيش” الذي تمارسه إدارة منظومتنا الكهربائية، والذي من المؤكد أنه مرفوض جداً عنده، فلا أقل أن تستطيع تلك الإدارة “العدالة بالظلم” وبذلك تكون قد عملت بقاعدة “العدالة بالظلم عدالة”..!.
وإن كنا نرفض “الحماية التردّدية” لأنها مؤذية ومكلفة مادياً وتشغيلياً ونفسياً واجتماعياً، للقطاع وللمشتركين فيه معاً، فمن حق قاطني تلك المناطق الذي يؤدّون ويلتزمون بما عليهم من ذمم مالية، وبعدم التعدّي على الشبكة، كما يحدث في مناطق أخرى، مساواة مناطقهم بمثيلاتها ممن لا تطبّق عليها “الترددية”، حتى إنهم لا يطالبون بتطبيق “الحماية” الكهربائية لمناطقهم كما المناطق “الأولى بالرعاية” والاستثناء..!.
أما أن نعلم أن وزارة الكهرباء اتخذت قراراً ببقاء “الحماية الترددية” واستدامتها في مناطق بعينها، رغم سقوط كل الذرائع التي ترفعها –حين تتعاجز عن الحل مع أنه متوفر– بين فترة وأخرى للتورية والتغطية على تواضع إدارتها لتوزيع طاقتنا الكهربائية بشكل عادل، فقد كان السؤال الذي طالما انتظرنا الإجابة الشافية والوافية عنه هو: لماذا تلك المناطق دون سواها…؟.
سؤال ختمت به «استضافتي» لمعالي وزير الكهرباء والوفد المرافق له..، في بيتي المتواضع إلاّ من الحر الخانق الذي أثقل على ضيوفي وجعلهم يخرجون من ثيابهم، ما اضطرني إلى شراء أكياس مضاعفة من مكعبات الثلج، أبرّد بها موقد كهرباء تموز “طبّاخ العنب بالكوز”… وبقيت على هذه الحال من السؤال، وإذ بصوت الأذن يوقظني من أحلام يقظتي..، وأسأل متعجّباً متلفّتاً: وزير الكهرباء في بيتنا..؟!.
البعث
تعليقات الزوار
|
|