الاقتصاد اليوم:

اتفق وزراء النفط والطاقة في دول خط الغاز العربي، (سورية ومصر والأردن ولبنان)على خريطة طريق لإمداد لبنان بالغاز المصري، في حين أكد وزير النفط والثروة المعدنية، بسام طعمة، أن سورية تدعم أي عمل مشترك يحقق مصالح الشعوب وستبذل كل جهد ممكن من أجل إنجاح نقل الغاز المصري أو الكهرباء الأردنية إلى لبنان، للمساعدة في تجاوز الصعوبات التي يواجهها الشعب اللبناني في مجال الطاقة.

وأكد طعمة بحسب صحيفة "الوطن" المحلية، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الوزاري الرباعي الذي عقد في العاصمة الأردنية عمان بدعوة من وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية لبحث سبل تعزيز التعاون لإيصال الغاز المصري إلى لبنان عبر الأردن وسورية، أن سورية تدعم أي عمل مشترك يحقق مصالح الشعوب وستعمل من خلال التعاون مع الأردن ومصر لمساعدة الشعب اللبناني في تجاوز أزمة الطاقة ونقل الغاز المصري إليه.

وأوضح أن المجتمعين وضعوا خطة عمل يتم بحثها خلال الأسابيع الثلاثة القادمة ومن ثم تقييمها ونأمل أن يعود هذا الأمر واقعاً كما كان، مشيراً إلى أن سورية ومصر والأردن ولبنان أسست لهذا المشروع منذ عام 2000 وتم توقيع مذكرة التفاهم وإنجاز البنى التحتية الخاصة بالمشروع منذ 2005 ومن ثم فعلت الاتفاقيات وبدأ تزويد الغاز ولكنه توقف لظروف معينة.
ولفت طعمة إلى أن البنى التحتية المتعلقة بالنفط والغاز والكهرباء في سورية تعرضت للتخريب على يد الإرهابيين وتمت صيانتها في حينه ولكنها تحتاج «لإعادة كشف»، وقال «هذا ما تم التوافق عليه والفريق الفني بطور تدقيق التكامل في البنى التحتية مع الفرق العربية الأخرى بحيث يكون نقل الغاز أمراً واقعاً».

كما نقلت وكالة «بترا» الأردنية عن طعمة قوله: «إيماناً من سورية بأهمية مشاريع التعاون العربي المشترك، تمت الزيارة إلى الأردن في حزيران الماضي وتم الاتفاق على تشكيل لجان فنية في مجال الغاز والكهرباء وقد اجتمعت لاحقاً في 23/8/2021 واتفقت على خطة عمل فنية وزمنية واضحة».

وأوضح طعمة، أنه عملاً بتوجيهات الرئيس بشار الأسد للمساعدة في تجاوز الصعوبات التي يواجهها الشعب اللبناني في مجال الطاقة، فإن سورية ستبذل كل جهد ممكن من أجل إنجاح نقل الغاز المصري أو الكهرباء الأردنية إلى لبنان لما فيه خير ومصلحة البلدان العربية الشقيقة، مشيراً إلى أن سورية أبلغت الجانب اللبناني الموافقة على نقل الغاز المصري والكهرباء الأردنية إلى لبنان عبر سورية خلال زيارة الوفد الوزاري اللبناني إلى دمشق يوم السبت الماضي.

وأكد أنه سيتم متابعة تنفيذ البرنامج الفني والزمني الذي توصلت إليه الأطراف المعنية من خلال الاجتماعات الفنية ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية بحيث تكون البنى التحتية جاهزة تماماً لاستقبال الغاز المصري وتسليمه إلى لبنان.

من جانبها، أكدت وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية هالة زواتي أن الاجتماع سيكون خطوة فعالة ومؤثرة في دعم المشاريع الإستراتيجية وتعزيز المصالح المشتركة التي من شأنها الانعكاس إيجاباً على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في هذه الدول.

وأشارت إلى اجتماعات فنية عقدت على هامش الاجتماع الوزاري تم خلالها دراسة جاهزية البنية التحتية اللازمة لنقل الغاز الطبيعي في كل دولة من الدول الأربع والمتطلبات الفنية اللازمة، والاتفاق على تقديم خطة عمل واضحة وجدول زمني لإيصال الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان على أن ينهي الفريق المشكّل أعماله ضمن مدة محددة، وأن يتم رفع النتائج ليتم اعتمادها بتوافق الأطراف والعمل بمضمونها بأسرع وقت.

ولفتت إلى أنه سيتم عقد اجتماع قريباً لوضع خطة عمل من أجل إيصال الكهرباء من الأردن إلى لبنان، لمعرفة أضرار البنية التحتية التي تضررت خلال الفترة الماضية.

بدوره، أوضح وزير البترول والثروة المعدنية المصري طارق الملا أن الاجتماع كان تمهيدياً، حيث تم وضع خريطة طريق ليتم التأكد من خلال الفرق الفنية من جميع الأطراف من جاهزية البنى التحتية ليتسنى ضخ الغاز المصري إلى لبنان مرة أخرى بعد انقطاع عشر سنوات.

وفي السياق، أعرب وزير الطاقة والمياه اللبناني ريمون غجر عن شكره لسورية والأردن ومصر على المبادرة التي قامت بها لإعادة إحياء الاتفاقية الرباعية لاستجرار الغاز المصري إلى لبنان، عبر الأردن وسورية.

وأكد أن المبادرة لا يمكن أن تحصل لولا التعاون الحاصل بين الدول الأربع موضحاً أن لبنان بأمس الحاجة لدعم القطاعات الحيوية وخاصة قطاع الكهرباء ونأمل في الحصول على ما يكفي من الغاز المصري لتوليد 450 ميغا واط من الكهرباء.

وأكد الوزراء الأربعة أن كل دولة ستتحمل كلفة إصلاح الشبكة داخل أراضيها، مشيرين إلى أنه خلال ثلاثة أسابيع ستكون الدول جاهزة لمراجعة الاتفاقيات وتقييم البنية التحتية.

إلى ذلك أكد رئيس الوزراء الأردني بشر الخصاونة خلال استقباله وزراء النفط والطاقة في سورية ومصر ولبنان، وجود مجالات عديدة للتعاون بين الدول الأربع، بما يحقّق المصالح المشتركة لها ولشعوبها، حسبما ذكرت وكالة «عمون».

وتم تنفيذ خط الغاز العربي على ثلاث مراحل، الأولى من العريش إلى العقبة بطول (265) كم وقطر (36) بوصة وباستطاعة (10) مليارات م3 في السنة وتم البدء بتوريد الغاز الطبيعي من مصر إلى الأردن بموجب هذه المرحلة بتاريخ 27/7/2003.

أما المرحلة الثانية، فقد امتدت من العقبة إلى منطقة رحاب في شمال الأردن وبطول (393) كم، وتم البدء بتزويد الغاز لمحطات توليد الكهرباء في شمال الأردن في شباط 2006، في حين تم استكمال المرحلة الثالثة لخط الغاز العربي من رحاب ولغاية الحدود الأردنية السورية بطول (30) كم وقطر (36) بوصة في آذار عام 2008.

وتم الانتهاء من تنفيذ الجزء الجنوبي من المرحلة الثالثة لخط الغاز العربي داخل الأراضي السورية والممتدة من الحدود الأردنية السورية إلى مدينة حمص بطول 320 كم وقطر (36) بوصة، وتشغيلها في تموز من عام 2008، في حين تم البدء بتصدير الغاز الطبيعي المصري إلى لبنان عبر الأردن في تشرين الثاني 2009، إلى أن توقف في عام 2011،.

المصدر: الوطن