الاقتصاد اليوم:

على الرغم من التحذيرات المستمرة لوزارة التجارة الداخلية و حماية المستهلك بضرورة  الالتزام بالأسعار مازالت بعض الأسواق غير آبهة بقرارات الوزارة ، مخصصة سلعها لأنواع محددة من المستهلكين تناسب ذوي الدخل المرتفع ، ويمكن تكثيف المسألة بعنوان عريض : الأسعار تحت المراقبة إلى حد ما إلاّ أن المواطن لا يأكل سوى بطاطا وبندورة إذا ماقارنّا الأسعار بدخله!!؟

بعد ان تجولنا  في عدد من اسواق العاصمة ، كان من الملاحظ أن صالات السورية للتجارة حرصت على المحافظة على أسعارها على الرغم من انخفاض جودة بضائعها أحيانا ، و برر بعض مسؤولي الصالات في حوارنا معهم سبب انخفاض الجودة بالإفطار المسائي حيث لا يعاد تجديد هذه البضائع في الصالات ، كما هي العادة حيث تجدد البضائع مرتين يوميا (صباحا ومساء ) فألغيت الحالة المسائية في رمضان .. و لذلك فإن معظم السلع تكون صباحا بحالة جيدة و أما مساء فقد تختلف حالتها خاصة بالنسبة للخصار و الفواكه .

 باقي الأسواق شهدت ارتفاعا في الأسعار و في الحقيقة،  فإن  بعض هذه الاسواق  تُبعد ذوي الدخل المحدود عنها فمثلا في الشعلان وصل سعر الكيلو الواحد من التفاح الأخضر الكبير إلى 2500 ليرة سورية ، فمن هو القادر على شراء سلع بهذه الأسعار و لمن توجه هذه الأسواق بضائعها ؟.

في صالات السورية للتجارة  بلغ سعر الكيلو الواحد من الدراق 750 ليرة سورية وهو السعر نفسه في سوق   باب سريجة  أما  في الشعلان فوصل إلى 1500 ليرة سورية و بلغ سعر الكرز  800 ليرة سورية في السورية للتجارة و باب سريجة و صل سعره في الشعلان إلى 1400 ليرة سورية .

هذا يعني أن السورية للتجارة تنافس أسواق التنابل (الشعلان) فقط  ولاتنافس الأسواق الشعبية، حتى لو كانت الجودة في بعض الساعات أقل مما هي عليه في ساعات أخرى ،   وينبغي هنا الانتباه إلى أن البقاليات البعيدة عن الأسواق تستفرد بدورها بأسعار خاصة بها تفوق الأسعار الموازية في الصالات ..

ولنلاحظ هنا القائمة التي جمعناها من بعض الأسواق :

في السورية للتجارة بلغت الأسعار على النحو التالي : دراق 750، كيوي 2400، تفاح أخضر 500، بطيخ أصفر 80، برتقال 1900، ليمون 400، فاصوليا 300، بصل 100، خيار 160، فليفلة 180، كوسا 200، بطاطا 125، بندورة 140ليرة .

في سوق الشعلان نقرأ الأسعار التالية : كرز 1400، دراق 1500، مشمش 2000، خوخ 1000،جارنك 1000، كيوي 2500،  لوبيا 1300، تفاح اخضر 2500، جبنة تركماني 1600، جبنة مغلية 2000، جبنة مشللة 2400،بطيخ اصفر 150ليرة سورية .

في سوق باب سريجة الذي تقارب أسعاره أسعار السورية للتجارة نقرأ الأسعار التالية :

كرز 800، دراق 750، مشمش 600، خوخ 750، كيوي 2500، جبنة تركماني 1600، جبنة مغلية 1600، جبنة مشللة 2200، فليفة 100، بندورة 150، بامية 1000، موز 1000ليرة سورية .. إلخ !

ماذا نستنتج من هذه الحصيلة :

أول الاستنتاجات أن كل شيء هو مرتفع السعر بالنسبة للمواطن، وأرخص الأشياء هي البندورة والبطاطا، فماذا سيبقى له غيرها طيلة أيام الأسبوع ؟!

ثانيا : إن  هذا لايعني أن الأسعار بخير وأنها تتوافق مع دخول المواطنين من ذوي الدخل المحدود ، فأسعار السورية للتجارة منضبطة، لكنها أعلى مما يستطيع المواطن التعايش معه في دخله اليومي، وقد يقارن المسؤول عن الأسعار بين سعر البطاطا في عز أزمتها، وبين سعرها الآن، وهذا لايفيد في إقناعنا أبدا !

كذلك ، فإن الملاحظة اللافتة هنا تتعلق بغياب لجان التموين والمراقبين ، وقد لمسنا ذلك في أكثر من سوق ومحل تجاري رفعت فيه الأسعار، بل وأخفي الاعلان عنها في أماكن أخرى ، ولم نلمس وجود أي رقابة !!..

المصدر: هاشتاغ سيريا