الاقتصاد اليوم ـ تغطية شاملة للأخبار الاقتصادية على مدار اليوم

 

يحدث في سورية..مهندسون تحولوا إلى سائقي تكسي وباعة

الاقتصاد اليوم:

لم يبق أحد بمنأى عن ضرر الأزمة البغيضة التي تعيشها البلاد، فها هم المئات من مهندسي درعا قد فقدوا عملهم بشكل كامل بعد أن أغلقت مكاتبهم الهندسية الخاصة بشكل تام في مختلف أرجاء المحافظة لتوقف عملها، ودارت الأيام والأشهر والسنون مستنزفة كامل مدخراتهم، ورغم البحث والتقصي وطول الانتظار لم يجد أغلبيتهم سبيلاً لإيجاد مصدر معيشة مرتبط بمهنتهم أو قريب من اختصاصهم، فما كان من بعضهم إلا أن طوى شهادة الهندسة في مكان بعيد عن العين كي لا يتحسر كلما رآها وانبرى لممارسة أعمال بعيدة كل البعد عن تخصصه العلمي الذي كانت تباهي الأمم تقدمها وحضارتها بعدد ما تتحرز عليه من حاملي شهاداتها.


مقنعاً نفسه بأن الشغل مهما كان ليس عيباً وإنما العيب أن يمد الإنسان يده للآخرين، وفي مقدمة تلك الأعمال سائق تكسي ضمن المحافظة أو منها إلى دمشق وبالعكس وكذلك العمل كبائع في دكان وحتى على بسطة إلى غير ذلك من الأعمال الحرة التي قد تخطر على البال، وعندما تتحدث إلى أحدهم تتبدى الحرقة لديهم من الواقع الذي آلوا إليه وجد بعضهم يرثي أمجاد وكرامات الماضي التي كانوا يتمتعون بها وقد أفقدتهم إياها الأزمة ومنحتها لآخرين من الحثالة من دون أي وجه حق، وهم يأملون من الجهات المعنية إيجاد حل لمشكلاتهم وحفظ ما تبقى من ماء وجوههم بتوافر فرص عمل لهم في الجهات الحكومية ولو بعقود استخدام سنوية غير دائمة ريثما تنتهي الأزمة لتوفير عمل لائق بشهادتهم ومصدر دخل يؤمن معيشتهم من جهة ما يسد جزءاً من النقص الحاصل لدى معظم تلك الجهات بالكوادر الهندسية وخاصة بعد أن تسرب عدد كبير من هم لأسباب الاستقالة وبحكم المستقيل والوفاة والتقاعد والهجرة وغيرها.

وقد أشار المهندس حمدي العمري رئيس فرع نقابة المهندسين بدرعا إلى أن عدد أعضاء النقابة قرابة 3500 مهندس منهم نحو 180 يعملون في القطاع العام و850 كانوا يعملون في المكاتب الهندسية الخاصة والباقون في أعمال أخرى متفرقة مؤكداً أن معظم المكاتب المذكورة قد توقفت ولم يعد لها أي عمل ما جعل شريحة واسعة من المهندسين تنضم إلى قافلة العاطلين من العمل وتمت المطالبة خلال المؤتمرات النقابية بضرورة توفير فرص عمل بديلة للمهندسين المتضررين خلال الأحداث في القطاعات الحكومية بما يفيد في تنفيذ مشروعاتها وإعادة الإعمار وخاصة أن أغلبيتهم لهم باع طويل وخبرة كبيرة بالمهنة وتلك القطاعات تعاني نقصاً في هذا النوع من الكوادر فتكون المنفعة مشتركة.

لافتاً إلى أن النقابة تعاني عجزاً في صناديقها التي كانت تتغذى بشكل رئيسي من المكاتب الهندسية والاستثمارات المتوقفة ويتم حالياً سد العجز من الوفورات السابقة لكن مع طول الأزمة واستمرار توقف الموارد ستصل إلى حد لا تستطيع النقابة سداد التزاماتها من رواتب متقاعدين وإعانات وفاة وأجور مقرات وغيرها من نفقات أخرى مختلفة.

المصدر: صحيفة "الوطن"

تعليقات الزوار
  1. تعليقك
  2. أخبرنا قليلاً عن نفسك